بين الإكتفاء والانكفاء

ما قد يصلُ بنا للحاجة ، أو يقيم علينا الحُجَّة حينما يتعلق الأمر بالكائن البشري ! فحاجتنا (للإكتفاء) بأنفسنا مُلِحة بل ضرورة عمّا في أيدي هذا الكائن البشري ، أو ما يملكه أو يكنزه من مالٍ أوجاه أو واسطة أو عطاء ، وإن أتاك مَرة ستكون مُرة ؛ وذلك لما قد يعقبها من مِنن وأَنا وتفضل ( والانكفاء ) عليه حينئذ يُقيم علينا الحُجَّة بل يُهدر الكرامة ، ويفقد الشيمة ، وينزع عزَّة النفس. ثمَّ نجد أننا في حاجة ( للانكفاء ) لعقل هذا الكائن البشري ومايقدمه ويؤلفه ويطرحه فالعالم والشيخ والمخترع والحكيم (انكفاؤك)على مايقدم حاجة تزيدك وتعينك وتنورك وتثقفك وترفعك في مجتمعك دينا ودنيا بل الأجمل أنك هنا تأخذ بلا خجل أو تردد لأنك كما قيل تغرف من بحر ( والإكتفاء ) عمَّا يقدمون ويطرحون يقيم عليك الحجَّة ؛ حين يتفشى فيك الجهل ، وتنطفي عندك المعرفة وتتفاقم في حياتك المصاعب ، وينكمش فيك روح الإستزادة والاطلاع والعجيب أنَّ أكثر (الإكتفاءت) فينا ماتكون لهذا الكائن البشري من صرف المودة والحب له (والانكفاء) عليه، وأعني بالطبع الزوجة والولد والأقارب ( فانكفاؤنا) عليهم حاجة وغريزة فطرية جبلت فينا ، وصرفها لغيرهم قد يقيم الحُجَّة علينا .