في أولى فعاليات ملتقى إيقاع الثقافي..

قاسم حداد وأمين صالح وحوار «معجم الصديقين».

افتتح ملتقى إيقاع الثقافي أولى فعالياته، في فضاء مشق للفنون والثقافة بأمسية حوارية خاصة بعنوان “معجم الصديقين” مع الروائي أمين صالح والشاعر قاسم حداد، وأدارها الروائي والفوتوغرافي حسين المحروس. الأمسية كانت بمثابة رحلة عميقة في عالم الصداقة الأدبية، حيث استهل المحروس حديثه بمقدمة أدبية أطلق عليها “رهائن الورد” التي أشار فيها إلى تجربة الكتابة المشتركة التي لا تقتصر على التعاون الكتابي المباشر بين أمين وقاسم، بل تتجلّى في التأثير المتبادل بين نصوصهما. حيث يصف المحروس هذا التفاعل بأنه يشبه “الهبوط الناعم” في عالم النصوص، حيث لا يكتب الصديقان معاً، لكن كل واحد منهما يضفي تأثيراً غير مباشر على الآخر. أعطت هذه العلاقة الأدبية بين صالح وحداد مثالاً رائعاً عن الصداقة التي تغذي الإبداع وتمنحه أبعادًا جديدة تحدث المحروس أيضاً عن تأثير الأعمال الأدبية في تشكيل الذاكرة الشخصية وتجربة القراءة، حيث أشار إلى أثر نصوص صالح وحداد في تشكيل تجربته الشخصية وعلاقته مع الأدب. وقد ذكر كيف أن قراءة الأعمال الأدبية قد تكون بمثابة “اختطاف”، ما يخلق اتصالاً عميقاً بين النصوص والذاكرة، حتى في تفاصيل الحياة اليومية. بدأ الحوار بسؤال المحروس عن جذور العلاقة التي ربطت أمين وقاسم. تحدث أمين صالح عن اللقاء الأول الذي أثار لديه انطباعًا خاطئًا عن حداد بوصفه متعجرفًا، لكنه اكتشف لاحقًا شخصية حساسة ورفيقة وفية. بينما أكد قاسم حداد بأن ذاكرة أمين غالبًا ما تعينه على تذكر تفاصيل البدايات، مشيرًا إلى مدى عفوية الانسجام بينهما، حيث وصف صالح بأنه “الصديق الذي يجمع بين الأمان والصدق” وأنه “الأخ الذي لم تلده أمه”. ركزت الأمسية أيضًا على تداخل الأدب والشعر في تجربة الصديقين، حيث تحدثا عن تجاربهما في تطوير النصوص وأثر الصداقة على العملية الإبداعية. تفاعل الجمهور مع نقاش عفوي ومؤثر حول العلاقات الأدبية والشخصية، مما أضفى أجواء حميمية على الفعالية. تُعد هذه الأمسية انطلاقة واعدة لملتقى إيقاع الثقافي، الذي يهدف إلى تعزيز الحوار الثقافي والأدبي. الحوار الأول بين أمين صالح وقاسم حداد مثّل درسًا حيًا عن قيمة الصداقة في الإبداع الأدبي، وأثبت أن الكلمات لا تصنعها العزلة بقدر ما تهبها الحياة صداقاتٌ فريدة مثل تلك التي جمعت الصديقين