في نصوص الملتقى الشعري السادس.

حديث المرايا

تلقيت دعوة كريمة من نادي جازان الأدبي لحضور الملتقى الشعري السادس الذي أقامه النادي ( 9/10 - 1 - 2025 ضمن فعاليات شتاء جازان، شارك في الملتقى أربعة وعشرون شاعرا وشاعرة من المملكة وبعض الدول الشقيقة والصديقة ومن كافة الاتجاهات الشعرية المختلفة قصيدة النثر والتفعيلة والعمودية، قدم الشعراء المشاركون في ليلتين قصائدهم المختارة من خلال خمس أمسيات شعرية بواقع جلستين في الليلة الأولى وثلاث جلسات في الليلة الثانية ، وبانتهاء هذا الملتقى لاحظت أمراً استوقفني وأظنه جديراً أن نقف عنده ونتأمله ونتفكر في دلالاته. حين نجد أربعة عشر مشاركا من الشعراء والشاعرات ترد في قصائدهم التي اختاروها للإلقاء (كلمة المرآة -المرايا -مرآتي) فهو أمر ملفت ويستحق الوقوف عنده ويثير بعضا من التساؤلات على الأقل بالنسبة لي : اختار المشاركون قصائدهم تلك من مجموعاتهم الشعرية وأتساءل كيف جاءت اختياراتهم لتلك النصوص التي تكرر بها هذا اللفظ ومرادفاته بصورة ملفتة!؟ من أربع شاعرات وعشرة من الشعراء الذكور والشاعرات الأربع هن حوراء الهميلي: قالوا المروءة منكم !؟ قلت شيمتنا أما الفصاحة وجه من مرايانا ورباب إسماعيل : ولا يعنيني من حديث المرايا شيء …عشرون نجمة خافتة صلت على حزني وقامت. عزة ال حميم : أهتف للذات الجامحة أمام مرآتي عله يفك هذا التجمد هدى المبارك : معذرة سأراقب وجهي أمام المرآة على انفراد لقد ورد ذكر المرآة عند أولئك الأربعة عشر في سياقات ومعان مختلفة ومتعددة للأدوار والدلالات التي تحملها المرايا. يقول جاسم الصحيح : أحببت أن أهب المرايا داخلي نورا يضيء حقيقتي فأراني ويقول د محمد حبيبي : ها نحن صحونا ذات صباح كي نكتشف أن جميع الأشياء تفاصيل مرايا عينيك ويقول مسفر الغامدي : الأرض مرآة كلما حدقت فيها جيدا قبلتها بجبينك كلما تجلى الله بشكل أعمق اما بقية الشعراء الذين ذكروا المرآة في نصوصهم الملقاة (حسين معافا - إبراهيم طياش - محمد خضر - عبدالله حسن - د شريف بقنه - محمد الـ حمادي - عبدالله بيلا) إن هذا التكرار للفظ ومعنى المرايا لدى الأربعة عشر كان مثار علامات التعجب لدي وتزداد علامات التعجب تمددا، إذا عرفنا أن الأوبريت الغنائي الذي قدم ليلة الافتتاح من كلمات الشاعرين إبراهيم حلوش وعلي هتان ،وهما ليسا من شعراء الملتقى المشاركين، حمل اسم ( وحي المرايا ) أزيدكم من الشعر بيتا. عنوان الأوبريت ( وحي المرايا) ورد نصا في بيت للشاعرة حوراء الهميلي : أهكذا عرشك اللجي تحسبه وحي المرايا لبئر ماؤه ظمأ أخيرا : ألا يستحق هذا التوافق العجيب للمرايا في هذا الملتقى إلى التوقف والتأمل !؟