تحت شعار «من حينٍ لآخر.. متعة الرحلة في صِعابها»..
انطلاق النسخة السادسة من ملتقى طويق الدولي للنحت.
تتألق العاصمة الرياض هذه الأيام بحدث استثنائي يجمع بين الإبداع الفني والرؤية الثقافية الطموحة، حيث انطلقت فعاليات النسخة السادسة من “ملتقى طويق الدولي للنحت” تحت شعار “من حينٍ لآخر.. متعة الرحلة في صِعابها”، حيث تشهد واجهة روشن تجمعًا عالميًا يضم 30 فنانًا بارزًا من 23 دولة، إلى جانب نخبة من النحاتين السعوديين، الملتقى ـ الذي يستمر من 15 يناير وحتى 8 فبراير 2025 ـ يشكّل منصة للإبداع والتفاعل الثقافي، كما يعدّ أحد الملتقيات السنوية الهامة في مشهد النحت العالمي. تجربة النحت الحي على مدار أيام الملتقى، سيعيش الزوار تجربة النحت الحي، حيث يقوم الفنانون بتحويل كتل الجرانيت والبازلت المستخرجة من أرض المملكة إلى منحوتات فنية مبهرة، وتتجلى في هذه التجربة اللحظات الإبداعية التي يمر بها النحاتون، من ولادة الفكرة وصولًا إلى تجسيدها النهائي، وبإشراف القيمين على الملتقى؛ سيباستيان بيتانكور مونتويا والدكتورة منال الحربي، تبرز النسخة الحالية بتسليط الضوء على جمال الرحلة الإبداعية وتحدياتها، مما يمنح الزوار فرصة استثنائية لاكتشاف الأساليب الفنية المختلفة والتفاعل المباشر مع الفنانين. ويتجاوز الملتقى حدود العرض الفني ليقدم برنامجًا ثقافيًا متكاملًا يهدف إلى تعزيز التبادل المعرفي والإبداعي، يضم البرنامج 11 جلسة حوارية تناقش قضايا فنية محورية، من أبرزها دور الفن العام في إثراء المشهد الحضري، كما يتضمن 10 ورش عمل تركز على الممارسات المستدامة مثل استخدام الأصباغ الطبيعية، إضافة إلى 6 برامج تدريبية تتناول تقنيات النحت المتقدمة، كتصميم المنحوتات المتحركة. وترافق الفعاليات جولات إرشادية وزيارات مدرسية، حيث يمكن للأطفال والكبار على حد سواء الاستمتاع بتجربة فنية تثقيفية تفتح أمامهم آفاقًا جديدة في عالم النحت، وتتوج التجربة بمعرض سيُقام بين 12 و24 فبراير 2025، يتيح للجمهور مشاهدة المنحوتات المكتملة قبل توزيعها في الساحات العامة بالعاصمة، لتعزز بدورها هوية الرياض كمدينة حاضنة للفن والثقافة. نافذة نحو رؤية 2030 ملتقى طويق للنحت ليس مجرد حدث فني عابر، بل تجمع فني ينتظره كثيرون من عامٍ لعام، وفي تصريحات إعلامية بهذه المناسبة؛ أوضحت مديرة الملتقى، سارة الرويتع، أن “ملتقى طويق للنحت هو أحد مشاريع برنامج الرياض آرت، التي أطلقها سيدي خادم الحرمين الشريفين في عام 2019م، كأحد المشاريع الأربعة الكبرى، وهذا الملتقى يعدّ منصة ثقافية وفنية للنحاتين من جميع أنحاء العالم”، ولفتت الرويتع إلى أن النسخة الحالية شهدت إقبالًا غير مسبوق من الفنانين، حيث تلقت اللجنة المنظمة أكثر من 750 طلب مشاركة من 80 دولة، وتابعت: “هذا الإقبال يعكس مكانة الملتقى كمنصة للإبداع النحتي والتبادل الثقافي، نسعى من خلال ورش العمل والجلسات الحوارية والجولات الفنية إلى تعزيز تجربة الزوار، وتمكينهم من التفاعل مع الفنانين واكتشاف أسرار فن النحت”. يسعى ملتقى طويق للنحت إلى تحويل الرياض إلى معرض فني مفتوح يعكس طموحات رؤية المملكة 2030، ويهدف البرنامج إلى دمج الفن في الحياة اليومية، تعزيزًا للإبداع وإثراءً لثقافة سكان الرياض وزوارها، وفي حديث للقيّم الفني على الملتقى، سيباستيان بيتانكور مونتويا، قال: “نسعى هذا العام إلى إشراك الجمهور في رحلة الفنان الإبداعية، واستكشاف اللحظات الساحرة التي تمر بها كل قطعة فنية أثناء تحولها من فكرة إلى منحوتة مدهشة”. في قلب المشهد العالمي في تصريح حصري لليمامة، قال النحات القدير علي الطخيس: “المشاركة في ملتقى طويق الدولي للنحت تمثل لي امتداداً لرسالة الفن السعودي في التعبير عن هويتنا وتاريخنا العريق. النحت ليس مجرد تشكيل للمادة، بل هو حوار صامت يعكس روح المكان وثقافة الإنسان، وهو ما نسعى لإبرازه من خلال أعمالنا في هذا الملتقى العالمي”. وتابع الطخيس: “تجربة الملتقى تتيح لنا كفنانين التفاعل مع مدارس وأساليب نحتية متنوعة من جميع أنحاء العالم، مما يعزز من فهمنا للفن ويعمّق من تجاربنا الشخصية. أنا فخور بكوني جزءاً من هذا الحدث الذي يضع النحت السعودي في قلب المشهد الفني الدولي، ويجسد الرؤية الطموحة التي تقودنا نحو مستقبل مزدهر للفن والثقافة في بلادنا”. لا شك هذه الرحلة الإبداعية، التي تجمع بين الفن والتفاعل المجتمعي، تؤكد على أهمية دمج الفن في حياتنا اليومية وإبراز قوة الثقافة كوسيلة للتواصل الإنساني، وبهذا يرسّخ ملتقى طويق للنحت مكانته كواحد من أبرز الفعاليات الفنية العالمية، محتفيًا بالإبداع ومتحديًا الحدود، ليُظهر للعالم أن الفن هو اللغة التي تتحدث بها القلوب قبل العقول.