في جزيرة الشعر والدهشة والجمال، كان الشعر يزهو بالمكان ، ملتقى فرسان الشعري بات أيقونة وعلامة بارزةً في منظومة الملتقيات الشعرية داخل الوطن وخارجه، جاء الملتقى هذا العام وفي نسخته الرابعة حافلاً بحضور كوكبة من الشعراء وكتاب الرأي الذين عرفتهم الصحافة المحلية ، حضرت الكاتبة المعروفة الدكتورة عزيزة المانع والدكتورة سعاد المانع الأكاديمية والناقدة، كان من بين الحضور أيضاً الناقد والأكاديمي الدكتور حمزه المزيني ، والناقد والأكاديمي الدكتور معجب العدواني والكاتب والقاص صالح بوقري والأستاذ عبدالعزيزخزام المشرف على ملحق شرفات بمجلة اليمامة ، وشارك في الملتقى ثلاثون شاعراً وشاعرة من المملكة ومن دول خليجية وعربية ينتمون الى مدارس شعرية متعددة ، وشاركت أربع دول بشعرائها وشاعراتها لأول مرة وهي اليمن – الأردن – لبنان – سوريا وسبق انطلاقة الملتقى جولة سياحية بحرية للتعرف على الحياة البحرية والتنوع البيئي ومشاهدة أشجار المانجروف ومناظر طيور البجع والنوارس وغيرها من الطيور البحرية والتجول بين الشواطئ والسواحل والجزر الآسرة والاستمتاع بالشواء البحري وخلال أيام الملتقى زار الضيوف متحف مؤرخ فرسان وأديبها إبراهيم مفتاح وأبرز الأماكن الأثرية والتاريخية والسياحية وانطلقت فعاليات الملتقى بافتتاح محافظ جزر فرسان الأستاذ عبدالله محمد الظافري لمعرض الحرف اليدوية الذي يتزامن مع عام الحرف والمعرض التراثي والتشكيلي المصاحب لفعاليات الملتقى والذي اشتمل على عدة أركان كالرسم والمشغولات اليدوية والخزفيات وملابس العرس القديمة وتجسيد وتجهيز العروس الفرسانية وغيرها من المشاهد التراثية حيث استمع محافظ فرسان وضيوف الملتقى الى شرح من المشرفة على المعرض الأستاذة عائشة عباس والقائمين عليه ، ، ثم ألقى الرئيس التنفيذي لجمعية الأدب المهنية الأستاذ عبدالله إبراهيم مفتاح كلمة رفع خلالها اسمى عبارات الشكر والعرفان الى صاحب السمو الملكي أمير منطقة جازان الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز لرعايته الدائمة ودعم سموه الكريم للملتقى والى سمو نائبه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن عبدالعزيز ، مشيداً بدعم وتوجيهات سمو وزير الثقافة الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان وقدم شكره لهيئة الأدب والنشر والترجمة كما أثنى الرئيس التنفيذي على الجهود التي يبدلها محافظ جزر فرسان وكافة الجهات الداعمة والمساهمة لإنجاح الملتقى وكافة العاملين وأشار أن جمعية الأدب ترعي جميع الأدباء وتسعى الى تمثيل الأديب خارجياً ، وهي الجهة التي تمنح الأديب السعودي حق الموافقة في التمثيل الدولي وبين أن الجمعية لديها العديد من المشاريع والمبادرات منها مشروع أديب وهو مشروع أليافعين ، وكذلك مشروع فضاءات نقدية ، وأعلن أنه بمشيئة الله سيتم تغيير مسمى الملتقى الى ملتقى فرسان الشعري الدولي وهو ما تسعى اليه الجمعية وختم كلمته بشكر كل من في هذا الملتقى، بعد ذلك انطلقت الأمسيات الشعرية بالأمسية الأولى التي شارك فيها الشعراء من السعودية محمد الحرز – سلطان الضيط – د. أديم الأنصاري، ومن سوريا هاني نديم ومن لبنان سارة الزين وأدارتها الشاعرة والإعلامية ميسون أبو بكر ، قدم هاني نديم بدايةً نصين الأول (وصلنا ولم نجد أحدا) بقول وصلنا ولم نجد أحدا.. وصلنا؛ وكانوا أشلاءً وقتلى؛ لم يقل لنا أحدٌ إن خيولنا بكامل زينتها تبدو فجيعةً أخرى وصلنا وفي حناجرنا أغانٍ طويلة وفي أكفّنا سيوفٌ ودفوفٌ ورائحة نصر قديم.. أما الشاعر محمد الحرز فقرأ نصين يقول في نص بعنوان (لا أحد يشبهك) لا أحد يشبهك لا أحد يقرع باب الحياة الكبير بيديه الخشنتين غيرك. ولا يتوقف عن القرع مهما استيقظت براكين وانتبهت وحوش من غفوتها. أما الشاعر الحائز على جائزة مسابقة أمير الشعراء الشاعر سلطان الضيط فألقى (تراتيل نجدية) أتبع ذلك بنص (مزاج) ومنه ندخل الأن 00 بوابة الغيب والمستحيل ندخل الآن 00 وقع خطانا 00 ضجيج على الماء والضوء في آخر النفق المستطيل وختم مشاركته بنص (ثلاثون دقيقة) لتقدم الشاعرة اللبنانية ساره الزين وهجاً شعرياً آخر بتقديم نصيين تقول في النص الأول لم أهجر الشعر كان الصوت يسكنني وكان يسرقني مني ويُدنيني يعيد تركيب عظمي مهجتي صوري خوفي وضعفي وما أخفيه في طيني لتختتم الأمسية الأولي الشاعرة الدكتورة أديم الأنصاري 0القادمة من الساحل الشرقي بقراءة باقة من قصائدها أنثى حواء – أبوابي الخمس – أنثى وبحر هائج -آيات حسن ومن نص ( أبوابي الخمس) على أبوابي الخمس رميتُ مخاوف الأمسِ فباب فيه إصباح تذوب بنوره شمسي وباب بات محروساً وضاع بهيبة الجرس في الأمسية الثانية يطل عدد من الشعراء والشاعرات في أمسية أدارها الباحث في النقد الأدبي عبد العزيز الطياش وشارك فيها أحمد عثمان البشير من السودان – محمد التركي وفاطمة الشهري من السعودية وميسون أبو بكر من الأردن، بدأ البشير بنص مرافعة اذ يقول كثير عليها أن تكون سريرتي وأن انتقيها في الوجوه الكثيرة كثير عليها ذلك الواحد الذي بأنفاسه يعتد لا بالعشيرة وتقدم الشاعرة فاطمة الشهري ثلاثة نصوص أهدت النص الأول لفرسان فمن هذه الأمواج ثارت حكاية لها قلب من يهوى العزيمة ثائر رسمتم على وجه السماء حروفها يراها مقيم في الديار وزائر ليتواصل قطار الشعر مع الشاعر محمد التركي الذي نال جوائز في مسابقات ومشاركات متعددة كان أخرها في برنامج المعلقة فرع الشعر الحر قدم التركي أربعة نصوص وفي نصه ا(لبحر) يقول لا يملك البحر لوناً ونحن نظنه أزرق وهذه خدعته الكبرى ليتقمص السماء لذا يظن المنتحرون غرقاً أنهم صعدوا كما قدم نصوص اعتراف – خطر الفناء – قافية لاستدراج الماء، ثم تقرأ ميسون أبو بكر آخر قصائد الأمسية فتبدأ بنص تقول فيه ترتدي الريح قميص الشرفة ويسكرها الرقص على نافذة المقهى يتحول الدانتيل عروساً تعلق تفاحتيها على حبل الغياب شارك في الأمسية الثالثة د. عبد الرحمن المحسني والدكتور أحمد اللهيب من المملكة وشيخة المطيري من الأمارات وكريم الجندي من مصر يداية قرأ المحسني نصوص قصيرة (الغياب) -العتمة – طفل – سيف (سيف) كان يمضي أقداره في الرقاب. كان يرفل بالعز فوق الثيابْ كان يرقص في الحرب والحب يشعلنا بالإهاب نحن أبناء أطفالنا هم سيدوننا للسلام في نص (القهوة) يضوع أحمد اللهيب حرفه لهذه المعشوقة ألقيت بين رحالها نفسي وطويت أحلاماً بلا قبس مترقباً في الفجر رائحةً من قهوة محكومة الجرس أما الإماراتية شيخة المطيري فتحضر معها (مواعيد القمح) وتحت هذا العنوان تقول يد مع الريح أخرى تطعم الفقرا وهما من الخبز00 قمحاً مات منتظرا وتقرأ نصها الأخر (بائع شاي) أما الشاعر المصري كريم الجندي فيختم هذا التطواف الشعري للأمسية بقراءته لنصين (ظلال)ونص آخر (هوامش من وحي الشارع) وحدي أجلس في منتصفي، أفصل ما قد يغلق مني في إذا طالعت سمائي، اقطف ألف قرار في ثانية لينتهي المساء الشعري في يومه الأول بتقديم فرقة فرسان عدداً من الألوان الشعبية احتفاءً بالضيوف وتتواصل قوافي الشعر في ملتقى فرسان الشعري في يومه الثاني من خلال الأمسية الرابعة وذلك بمشاركة سوارغابري من تونس ْومنى البدراني وأيمن عبد الحق من المملكة ومحمد السودي من اليمن ، وأدارتها الدكتورة زكية الحارثي التي قالت أن ملتقى فرسان الشعري بات منارة أدبية وثقافية تضئ سماء الابداع، وترتقي بالكلمة الراقية والشعر الأصيل لتستهل التونسية سوار غابري أولى القراءات حين يجيء اللّيلُ وأريدُ أن أتسلّى أفلتُ مارد الرّؤى من قمقمهُ أجلسهُ أمامي وأقول: هيّا هيّا أملي عليّا. يقول: تموتين قبل أمّك يافتاةُ. أموت إذا قبل أمّي يا لحظّي! ويواصل الشاعر ايمن عبدالحق بنص (وجع بلله انتظار) أتنفس فجرك من رئة الليل الغارق من بين سطور الريح وحشرجة اللون الشاحب وتتواصل القراءات الشعرية ليلقي الشاعر اليمني محمد السودي [: دخلت إلى فرسان كقارب صيد يسمي الترحل دارا دخلت وطيبة أبنائها من جميع الجهات تسيل بحارا وما كنت أدري بأني سأغرق فيها لأني نديم الصحاري أما د سعد الرفاعي فقرأ عدة نصوص يقول في نص (قدوم) قادم بيد أن القدوم – الخروج!! فليكن 000 انني خارج للقدوم فيا نفحة من سديم ويا دورة البرتقال ويا صهوة للجمال تلاها قصيدة في وقتها – الدوائر ثم نص بعنوان تطلع ويسدل ختام الأمسية بالشاعرة منى البدراني التي قرأت نصوص حيرة- أشواق حب – بين ذاك وهذا ومنه لا تسأل الصمت المهيب لماذا؟ اذ حاز بوح بين ذاك وهذا وفي خامس أماسي الشعر حيث القصيدة تواصل وهجها وألقها ليصعد شعراء وشاعرات من خلال العماني طلال الصلتي والبحرينية جمانة القصاب ومن السعودية د أسماء الجوير د محمد ناجي اليامي وعثمان عقيلي فيما تدير الأمسية عبير العلي وبعد مقدمتها ووصفها لجمال المكان قدمت الشعراء حيث بدأت القراءات بطلال الصلتي الذي قرأ أربعة نصوص بدأها بنص (لو تعلمين) أجتاز مصباحاً وأعبر شارعا ظناً الى المعنى القصي وجائعا ثم نصاً آخر (وصول) ثم المسافة ومنه يقول المسافة بيني وبينك أبعد من أن تقاس وأقرب من أن تقاس وينهي مشاركته بنص (لا عليك) ليكون حضور الدكتورة أسماء الجوير من خلال قراءة عدة نصوص تقول في نصها الأول في الصف الأخير أنت في الصف الأخير أنت ترنو نحوها الآن كصياد خطير ثم تقرأ -الكابوس -أنا لا أراك – وتختم بنص أنا الأنثى وتتواصل هذه القراءات بهذا التدفق الشهري ليقدم ابن نجران د محمد ناجي اليامي عدداً من القصائد استهلها بمقطوعة شعرية تحياتنا بالفل تهدى على المدى لتشفي جراح العاشقين من الهوى أتبع ذلك ابنة دانة الخليج البحرينية الشاعرة والروائية جمانة القصاب التي القت من قصيدة النثر نصوصاً منها (كيف نعود لحب البلاد التي لن تكون) ثم (نجاة مؤجلة) ومنه أراقب بحذرٍ الحربَ المختبئة في خزانة الملابس وهي تتكورُ كطفلٍ بجلدٍ يذوب وتعيد لملمةَ نفسها عليها كلما سقطت منها عيونٌ أو جسدٌ صغير ويختتم ابن جزيرة فرسان الشاعر عثمان عقيلي بتقديم عدد من قصائده يقول مفتتحاً شدوه هنا فرح قد لامس الحسن ناظره ووصل جميل هام في الوصف شاعره رأيت من البحر الوسيع ابتسامة كبسمة محبوب سبتني مشاعره وفي الأمسية السادسة والأخيرة اذ يطوي الملتقى أخر أوراقه الشعرية بمصافحة ثلاثة شعراء وشاعرة من داخل الوطن يهطلون بقصائدهم حيث تشارك في الأمسية د مريم حديدي من جده والشعراء رداد الهذلي من مكة وعياده خليل شمال الوطن وعمرعبدالباري من فرسان في أمسية أدارها محمد لافي الشمري بدأت د مريم قصائدها بنص أهدته الى فرسان أعقبته بنص (العذر منك) نزلتُ أمشي واستقرى المكانَ فهل يُوحَى إليّ بأنّ الوقتَ قد أزِفَا فهل تَرى صافيَ الأيامِ كيفَ جرَت وهل ترَى الغيم كم لمّ المَدى أسفا أما الشاعر رداد الهذلي فقرا (هاتف من ذي المجاز) صاح كأس الملام انكسر واستباحت شبوح التجافي دما كل طيف عبر أتبعه بنص أخير بعنوان (الزهد والصهباء) جنةُ الحب تصلاني ببسمتها وأفرغتْ فوق قلبي البردَ والحرا ترشّفتْ من حُمَيّا الكأسِ أغنيةً غنيتُها ثم أمسى شفعُنا وِتْرا ومن عرعر بالحدود الشمالية يأتي عيادة خليل العنزي لينثر بوحه على سواحل جزر فرسان فقدم نصاً كسابقيه لفرسان، كما شدا بنص (قافية) تلوح لي في مدار البؤس قافية ويعتريني من اللاوعي تعبير فأسكب الفكرة الزرقاء في لغتي ويبتدئ في مسار الروح تغيير كما قرأ نصوص - دوامة فلسفة الحياة – وحي المجاز ويطوي الشاعر الفرساني عمرعبدالباري أخر الأرواق الشعرية من الشعر الشعبي وشدا وغنى بصوته على متون النواشي الطوال يساقط الريح بعض الرطب لاهز لقتاب ريح الشمال تترزق الخلق من ها السبب لتختتم تلك الأماسي البهية المغنية أضواء شتان وفرقتها الموسيقية بتقديم سهرة فنية من الغناء الأصيل وتقديم باقة من الأعمال الغنائية لعدد من فناني الوطن العربي مع وشوشات أمواج بحر فرسان وشواطئها الفاتنة.