المخرجة والكاتبة السعودية هناء العمير..
السينما السعودية الآن تشبه خلية النحل في التطوير والبناء.
تحدثت الكاتبة والمخرجة السعودية هناء العمير في حوار خاص لـ مجلة «اليمامة» عن تفاصيل مهرجان «أفلام السعودية» في دورته القادمة، كما كشفت العمير عن السبب وراء تحويل رواية «غواصو الأحقاف» لفيلم سينمائي بعنوان «الرقص على حافة السيل»، موضحة خلال الحوار ما يحتاجه الفيلم كي يخرج النور، بداية من رحلة الدعم والحصول على التمويل، وأشارت العمير في حديثها إلى طموحها تجاه صناعة السينما بالسعودية بشكل عام وما تحضر له من أعمال على صعيد مسيرتها المهنية. •في البداية حدثينا عن آخر مستجدات الدورة القادمة من مهرجان “أفلام السعودية”؟ ستكون مطبوعات المهرجان ضمن الموسوعة السعودية للسينما أعلى من كل السنوات السابقة، فنحن نؤسس لمكتبة سينمائية من كتب مترجمة ومؤلفة تحوي عناوين مهمة جداً وإضافة نوعية للمكتبة العربية، كذلك ففي كل مرة هناك إضافات فيما يتعلق بالورش التدريبية والجلسات النقاشية وكذلك تسليط الضوء على التجربة السينمائية لدولة معينة وهذا طبعاً إلى جانب المسابقات وسوق الإنتاج وتكريم الرواد. •بعيداً عن تفاصيل مهرجان “أفلام السعودية” ما الذي جذبك في رواية “غواصو الأحقاف” كي تترجميها لمشاهد سينمائية؟ جذبتني عوامل عديدة في رواية “غواصو الأحقاف” أولها أن القصة حدثت في أوائل القرن الماضي، ومع ذلك فهناك الكثير من العوامل الاجتماعية والعائلية المؤثرة على العلاقات الإنسانية لا زالت موجودة وتنطبق على عصرنا الحالي، ثانياً ثراء البيئة التي تتناولها الرواية حيث الواحة التي نرى فيها كل أشكال العيش في الماضي من تجارة وزراعة وغوص وحرف يدوية وطقوس وعادات وتقاليد وكل هذا هي أمور لم يسبق لنا أن رأيناها على الشاشة. •حدثينا عن كواليس رحلة السيناريو منذ البداية حتى وصوله لمرحلة المنافسة على دعم “ملتقى القاهرة السينمائي”؟ رحلة السيناريو بدأت منذ وقت طويل ولا زالت مستمرة فالرواية بها شخصيات عديدة وخطوط متعددة يصعب تواجدها جميعاً في فيلم مدته ساعتين، ولكن في كل مرة نصل فيها أنا وشريكتي في الكتابة ومنتجة الفيلم سهى سمير إلى نسخة نجد أنها أكثر نضجاً مما قبلها، فهي رحلة ممتعة في التواصل مع عمل أدبي جميل جداً للكاتبة السعودية الرائعة أمل الفاران. •متى سيبدأ العمل فعلياً على فيلم “الرقص على حافة السيل” وخروجه للنور ؟ العمل على الفيلم لا يتوقف ومرحلة التمويل مرحلة متعبه نوعاً ما ولكن نحن في طريقنا لاستكمال ميزانية الفيلم وسنبدأ بالتحضيرات فوراً بمجرد أن تتوفر ميزانية الفيلم، والحمد لله فاز الفيلم بمنح بقيمة 37 ألف دولار من “ملتقى القاهرة السينمائي” خلال فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ 45والتي أقيمت فعالياتها قبل أشهر عدة. •شاركت مؤخراً بمهرجانات سينمائية في القاهرة والبحرين والجزائر.. فما هو تقييمك للمهرجانات الفنية الدولية وما هي الإضافة التي تودين وجودها في السنوات القادمة؟ المهرجانات مهمة جداً في دعم النشاط السينمائي وتسليط الضوء على التجارب السينمائية المميزة واكتشاف أصوات جديدة. ولا شك أن اختفاء أي منها يؤثر سلباً على الحركة السينمائية في كافة المناطق المعنية بالمهرجان، لذلك أتمنى لها الاستمرار والازدهار لكني أتمنى تنسيقاً أفضل في مواعيد المهرجانات السينمائية العربية حيث أنها تتداخل أحياناً وإقامتها في نفس الأوقات يخلق صعوبة في التواجد والمشاركة. •المرأة السعودية أصبحت منافساً قوياً في مجالات عدة.. فهل ترين أن المخرجة السعودية أيضاً أصبحت رقماً صعباً بالوقت الحالي؟ على الرغم من وجود العديد من المخرجات السعوديات، ولكن لا زال العدد قليلاً مقارنة بالمخرجين الذكور، وفي الخليج بشكل عام يندر وجود مخرجة خليجية. ولا زلنا بحاجة إلى المزيد من المخرجات لأن المرأة السعودية لا تتواجد بشكل كثيف فيما يعرض من أفلام سعودية، وإن كان الوضع قد تحسن كثيراً تلفزيونياً مع وجود أسماء ممثلات سعوديات مميزات، ولكن السينما لم تستقطبهن حتى الآن. •ما الذي ينقص صناعة السينما بالسعودية من وجهة نظرك؟ صناعة السينما في السعودية لا تنقصها المواهب السعودية ولكن ينقصها الخبرة وينقصها التوزيع الجيد. •هل لديك حكايات من الواقع تطمحين لتقديمها بالسينما السعودية مستقبلاً؟ بكل تأكيد لدي الكثير من الحكايات التي أتمنى أن أستطيع روايتها وهناك عدة أعمال قادمة بإذن الله مع “الرقص على حافة السيل” منها ما هو مقتبس أيضاً ومنها ما هو مكتوب للسينما. •ما رأيك بالفعاليات الفنية بالمملكة وهل هي كافية من وجهة نظرك للتعبير عن الوجود الفني السعودي؟ أعتقد أن لدينا العديد من الفعاليات الفنية المهمة بالمملكة حالياً وأعتقد أنها كافية بما يتلاءم مع طبيعة المرحلة السعودية الآن أشبه بخلية نحل من حيث التطوير والبناء يشمل كافة القطاعات بلا استثناء هناك نهضة حقيقية فنية وثقافية تتأسس بشكل فاعل ورائع وستظهر آثارها بشكل أوضح مع مرور الوقت. •حدثينا عن أهم الأنشطة التي قامت بها “جمعية السينما” خلال الفترة الأخيرة؟ جمعية السينما على وشك الافتتاح الرسمي لمقرها (سينماتك الخبر) والذي سيحوي فعاليات سينمائية دائمة على مدار العام إلى جانب إقامة الدورة السنوية لمهرجان أفلام السعودية. •هل ترين أن العمل الإداري أخذك قليلاً من الإخراج والكتابة؟ الحقيقة أن العمل الإداري أخذ من وقتي الكثير، ولكني سعيدة بأن أكون جزءاً من تأسيس المشهد الفني في السعودية وأن أشارك بما أستطيع وأقوم بأدوار مختلفة يمكن أن تساهم بتأسيس بنية تحتية صلبة للسينما السعودية وهو ما سيسهل عملي لاحقاً في الإخراج والكتابة، فأنا جزء من هذا المشهد المميز. •ماذا تحضرين للفترة المقبلة على الصعيد المهني والفني؟ أحضر لعمل سينمائي قادم سيتم تصويره خلال الشهور القادمة بإذن الله.