الصقور والصقارة هواية وموروثاً..

الطويل: وجود نادي الصقور أصبح ضروريًا لدعم الصقارين، والحفاظ على الموروث.

تعتبر الصقور رمزًا وطنيًا وتقليدًا تاريخيًا في السعودية، فهي هواية وهوية تحملها الثقافة العربية، وقد ذكرت الصقور في كثير من القصائد عند العرب، فهم يضربون المثل بعين الصقر لجمالها وحدتها، وكذلك يضربون الأمثال بقوة الصقور الخارقة، كما يُعد الصقر رمزا للقوة ودليلاً على عزة النفس. ويزداد الاهتمام بتربية الصقور في دول الخليج العربي شعوباً وحكاماً، وتربى الصقور بهدف استخدامها في الصيد، فمعظمها تعتبر حيوانات صديقة للبيئة. وتسعى المملكة بأن تكون رائدةً في دعم هواية الصيد بالصقور والحفاظ عليها، إلى جانب رفع الوعي المجتمعي حولها، من خلال تقديم منصة تنافسية تجمع الصقارين المحترفين والهواة من مختلف أنحاء المملكة لعرض مهاراتهم وإظهار قدراتهم في سباقات السرعة والدقة. نقل هذا الموروث الأصيل إلى الأجيال القادمة وكان لـ “ اليمامة “ حديث عن الصقور وأهميتها ودورها من ضمن التراث التاريخي السعودي لذلك تحدث معنا المتحدث الرسمي لنادي الصقور وليد الطويل حيث قال:” إن نادي الصقور السعودي يُعد مظلة شاملة تُقدم العديد من الخدمات لمربي الصقور ومحبي هذه الهواية العريقة. حيث يُنظم النادي فعاليات ومسابقات كبيرة مثل مهرجان الملك عبد العزيز للصقور، الذي أصبح منصة عالمية تجمع الصقارين من مختلف أنحاء العالم للتنافس وعرض مهاراتهم. كما يوفر النادي خدمات بيطرية متخصصة لضمان صحة وسلامة الصقور، ويُقيم مزادات رسمية مثل المزاد الدولي لمزارع إنتاج الصقور، الذي يُسهم في توفير صقور عالية الجودة بأسعار تنافسية. وأضاف الطويل بان النادي يولي اهتماما كبيرًا بالجانب التعليمي من خلال إطلاق مبادرات مثل “صقار المستقبل”، والتي تهدف إلى نقل هذا الموروث الأصيل إلى الأجيال القادمة، مع التركيز على تعليم الشباب تقنيات تربية الصقور والعناية بها وفقًا لأفضل الممارسات. وأكد الطويل بأن هذه الجهود تُبرز التزام النادي بالمحافظة على هذا الموروث الغني ودعمه بكل الوسائل الممكنة. برنامج “هدد” لإعادة الصقور إلى مواطنها الأصلية وأشار الطويل بأن الصقور أنواعها كثيرة وتتعدد أنواعها وتختلف تبعًا لمعايير عدة، ولكن من أبرزها “الشاهين”، الذي يُعرف بسرعته الفائقة ومهارته في المناورات الجوية، والصقر الحر، الذي يتميز بحجمه الكبير وقوته وذكائه، إضافة إلى” صقر الجير،” الذي يُعد من الأنواع النادرة، ويتميز بحجمه وسرعته. وحول متطلبات تربيه الصقور قال الطويل:” تتطلب تربية الصقور والاهتمام بها رعاية دقيقة تبدأ بتوفير التغذية السليمة، حيث يتم إطعامها اللحوم الطازجة مع الحرص على توازن العناصر الغذائية، مرورًا بتوفير مسكن مناسب يحميه من تقلبات الطقس ويوفر له الراحة، إضافة إلى التدريب المستمر لتطوير مهاراته في الصيد. كما تشكل العناية الصحية جانبًا مهمًا أيضًا، حيث يتم إجراء فحوصات دورية للصقور وتقديم التطعيمات اللازمة لها لضمان خلوها من الأمراض. واستطرد الطويل حديثه بأن الإحصائيات الأخيرة، أوضحت بأن عدد الصقارين في المملكة بنحو 20 ألف صقار، يمتلكون حوالي 17 ألف صقر، وإن تأسيس نادي الصقور السعودي جاء ليُعبر عن التزام المملكة بالمحافظة على هذا الموروث العربي الأصيل المرتبط بالصقارة، حيث يُمثل النادي منصة تجمع بين الصقارين وتوفر لهم الدعم اللازم لممارسة هذه الهواية بشكل مستدام. وأكد بأن النادي يهدف إلى تعزيز الهوية الوطنية من خلال الحفاظ على هذا الموروث الثقافي، كما يعمل على توعية الصقارين بأساليب الرعاية الحديثة وتنظيم فعاليات تُسهم في تطوير مهاراتهم. ووجود النادي أصبح ضروريًا ليس فقط لدعم الصقارين، ولكن أيضًا للحفاظ على هذا الموروث ونقله إلى الأجيال القادمة. وقال الطويل حول التحديات والعقبات التي تواجههم في النادي مع الصقارين والمسابقات:” بأنه مثل أي مؤسسة تعمل في مجال ثقافي وتراثي، حيث يواجه النادي بعض التحديات، وأبرزها التوعية بأهمية الالتزام بالمعايير الصحية والبيئية في تربية الصقور ورعايتها. حيث بعض الصقارين يحتاجون إلى مزيد من الإرشاد حول أفضل الممارسات في العناية بالصقور، وهذا يتطلب جهودًا متواصلة من النادي. وفي سبيل ذلك، أطلق النادي برنامج “هدد” لإعادة الصقور إلى مواطنها الأصلية، بهدف الحفاظ على سلالات الصقور المهددة بالانقراض وتعزيز التوازن البيئي. حيث يعمل البرنامج على جمع الصقور من المتبرعين، وتأهيلها، ثم إطلاقها في بيئاتها الطبيعية داخل المملكة وخارجها، مما يسهم في تكاثرها واستدامتها. كما يوظف البرنامج التقنيات الحديثة، مثل نظام التتبع بالأقمار الصناعية، لمراقبة تحركات الصقور وضمان سلامتها بعد الإطلاق. كما أن تنظيم الفعاليات الكبرى مثل مهرجان الملك عبد العزيز للصقور يحتاج إلى تخطيط دقيق، سواء من حيث استقطاب المشاركين أو تنسيق الجوانب اللوجستية لضمان نجاح الفعالية، إضافة إلى ذلك، هناك تحديات تتعلق بالحفاظ على التوازن البيئي، حيث يسعى النادي لضمان أنشطة صيد مسؤولة تحترم الحياة البرية وتحافظ على استدامتها. تعزيز الوعي بأهمية المحافظة على البيئة والتنوع البيولوجي وبين الطويل بأن للنادي خطط مستقبلية، فقال:” إن نادي الصقور السعودي لديه رؤية واضحة للمستقبل تهدف إلى تعزيز دوره كمركز عالمي للصقارة. ومن أبرز الخطط المستقبلية للنادي توسيع الفعاليات لتشمل برامج جديدة تجذب شريحة أوسع من الصقارين والمهتمين، بالإضافة إلى دعم رواد الأعمال في هذا المجال من خلال توفير منصات تسويقية تمكنهم من عرض منتجاتهم وخدماتهم. كما يركز النادي على الاستدامة البيئية، حيث يعمل على تعزيز الوعي بأهمية المحافظة على البيئة والتنوع البيولوجي، إلى جانب إطلاق المزيد من المبادرات التعليمية مثل “صقار المستقبل”. هذه المبادرات تهدف إلى تدريب الأجيال الشابة وضمان انتقال هذه الهواية إلى المستقبل، مع الحفاظ على تقاليدها الأصيلة. وأكد وليد الطويل بان المحافظة على موروث الصقور ليست مجرد اهتمام بهواية تقليدية، بل هي جزء من تعزيز الهوية الثقافية والوطنية للمملكة. حيث تحمل الصقور رمزية كبيرة في تاريخ العرب، وهي تمثل العلاقة العميقة التي تجمع الإنسان بالطبيعة. فالحفاظ على هذا الموروث يُسهم في تعزيز الانتماء الوطني والمحافظة على القيم الأصيلة، مثل الصبر والشجاعة، ونقلها للأجيال الجديدة. علاوة على ذلك، تُسهم المحافظة على موروث الصقارة في تطوير السياحة في المملكة، حيث يجذب الزوار من مختلف أنحاء العالم لحضور الفعاليات الكبرى مثل مهرجان الصقور. بالإضافة إلى ذلك، يفتح المجال أمام فرص اقتصادية جديدة مثل تجارة الصقور والمعدات البيطرية وتنظيم الرحلات البرية، وخلاف ذلك، من النشاطات المرتبطة بهذا المجال الحيوي والمهم. أماني الرشيدي أول محكمه سعودية بنادي الصقور وقد كانت ضمن المحكمين لنادي الصقور ومعرض الصقور السعودي الدولي المقام 2024 أماني الرشيدي أول محكمه سعودية في نادي الصقور وقد تحدثت “ اليمامة “ معها حيث قالت عن اختيارها لدراسة التحكيم:” بأن اختياري لدراسة التحكيم كان نابعًا من شغفي الكبير بالصقور، وبالرغبة في التعمُّق أكثر في هذا المجال التراثي الفريد، فالصقور ليست مجرد هواية بالنسبة لي، بل هي إرث ثقافي يرتبط بهويتي وهويتنا جميعًا كسعوديين. مضيفة بأن فكرة التحكيم جاءت عندما بدأت ألاحظ الدور الكبير الذي يمكن أن يقدمه الحكام في تعزيز نزاهة المسابقات ورفع معايير المنافسة وأردت أن أكون جزءًا من هذا المجال وأساهم في تطويره وبدأت في التحكيم قبل عدة سنوات، وكان ذلك بعد فترة من الدراسة والتدريب المكثف لاكتساب المهارات والمعرفة اللازمة لتحكيم مسابقات الصقور، خصوصًا تلك التي تتطلب دقة كبيرة في تقييم أداء الطيور وتقنيات الصقارين. وأشارت أماني بأن كوني أول حكمة سعودية في مجال الصقور كانت تجربة مميزة جدًا ومليئة بالتحديات والفرص. وإن من أبرز الأمور التي اكتسبتها من التحكيم هو الصبر والدقة، حيث يتطلب التعامل مع الصقارين مستوًى عاليًا من التركيز والتحليل وتعلمت أيضًا كيفية اتخاذ القرارات الصائبة بسرعة وثقة، وهي مهارة أساسية لكل حكم. المرأة قادرة على دخول هذا المجال والمساهمة فيه بفعالية إلى جانب ذلك، تؤكد أماني بقولها: “اكتسبت شبكة واسعة من العلاقات مع خبراء وهواة الصقور، سواء داخل المملكة أو خارجها. وهذا أتاح لي فرصة تبادل الخبرات والمعرفة، بالإضافة إلى تعزيز فهمي للمعايير العالمية في هذا المجال وشعرت أيضًا بالفخر لتمثيل المرأة السعودية في مجال يُعتبر جزءًا أصيلًا من تراثنا”. وحول العقبات التي واجهتها أماني في مجالها قالت: “إن رحلتي في هذا المجال لم تكن سهلة، وواجهت عدة عقبات؛ كان أبرزها كسر الحواجز المجتمعية. لم يكن مألوفًا أن تكون هناك امرأة حكمة في مسابقات الصقور، وهذا تطلَّب جهدًا كبيرًا لإثبات أن المرأة قادرة على دخول هذا المجال والمساهمة فيه بفعالية. كما أن الجانب الفني كان تحديًا في البداية، حيث يحتاج التحكيم في الصقور إلى معرفة دقيقة بطبيعة الصقور وسلوكياتها ومعايير تقييمها. بذلت جهدًا كبيرًا للتعلم والتدريب تحت إشراف خبراء، وهو ما ساعدني على تجاوز هذه العقبة. أيضًا، كنت أواجه، أحيانًا، شكوكًا من بعض الصقارين حول قدرة امرأة على التحكيم، لكن بفضل الالتزام والعمل الجاد، استطعت أن أكسب احترام الجميع، إضافة إلى الدعم الكبير الذي حظيت به من نادي الصقور السعودي، الذي ذلّل لي كل الصعوبات ودعمني لتجاوزها”. ثم تحدثت أماني حول طريقة التحكيم في مسابقات الصقور فقالت:” التحكيم في مسابقات الصقور عملية دقيقة تتطلب معرفة عميقة بالقواعد والمعايير الدولية وتختلف طريقة التحكيم بحسب نوع المسابقة، ولكن بشكل عام، يعتمد التقييم على أداء الصقر وسرعته واستجابته للصقار. ففي سباقات الملواح (سباقات السرعة)، يكون التقييم مبنيًا على الزمن الذي يستغرقه الصقر لقطع المسافة المحددة، وعادة ما تكون 400 متر. والحكم يجب أن يكون محايدًا تمامًا ودقيقًا في قياس الزمن والملاحظات، وغالبًا ما يتم استخدام أدوات تقنية متطورة، لضمان نزاهة النتائج، مثل جهاز (السنسر)، الذي يستخدم لقياس المدة الزمنية من انطلاقة الصقر وحتى وصوله، وكذلك قياس سرعته”. الشغف والتدريب المستمر أساسي في النجاح في هذا المجال وبالتأكيد فإن في هذا المجال لابد أن هناك صفات يجب أن تتوفر فيها الحكمة للرياضات جميعها، وبالأخص الصقور فبينت: “بأنه يجب أن تكون الحكمة ذات قدرة تحليلية عالية لاتخاذ قرارات دقيقة مع فريق التحكيم في أوقات قصيرة، خاصة في المسابقات التي تتسم بالسرعة، كما أن التواصل الجيد مع المشاركين وفهم احتياجاتهم واحترام جهودهم أمر ضروري لبناء علاقة إيجابية مع الصقارين”. وختمت أماني حديثها بأن شغفها بالصقور حرك لديها النية والرغبة بالمشاركة بمسابقات الصقور فقالت: لدي شغف كبير بالصقور، وأفكر بشكل جدي في المشاركة في سباقات الصقور مستقبلًا في حال تم السماح لنا حيث إننا كحكام لا نستطيع المشاركة وذلك لتمكين مبدأ العدالة مع المتسابقين، وحبي للصقور يدفعني دائمًا لاستكشاف جوانب جديدة من هذا المجال، وكوني حكمة أتاح لي فهمًا عميقًا للمعايير والأساليب التي تجعل المنافسة أكثر احترافية. أما بالنسبة لخططي القادمة، فأطمح إلى توسيع خبراتي من خلال المشاركة في برامج تدريبية متقدمة على المستوى الدولي، والاستفادة من التجارب العالمية في مجال الصقور، كما أعمل على تشجيع النساء على دخول هذا المجال، سواء كصقارات أو حكمات؛ لأنني أؤمن بأن المرأة يمكن أن تساهم بشكل كبير في تطوير هذه الهواية والمحافظة على تراثها.