جسر المحبة.

الدعم الذي تقدمه المملكة لسوريا اليوم ليس هو الأول من نوعه خلال هذا العام أو العام المنصرم، فقد ظلت مواقع التواصل في الأشهر الماضية مشتعلةً بأخبار الوفد الطبي السعودي الذي زار مخيمات النازحين السوريين وقدم الرعاية الطبية اللازمة وأجرى عشرات العمليات لزراعة القوقعة للأطفال فاقدي السمع. خلال تلك الحملة الطبية لمعت أسماء عدد من الأطباء السعوديين، وظلت أخبارهم متداولةً بشكل كبير لدى مستخدمي مواقع التواصل من السوريين والسعوديين على السواء. وحين أشرقت شمس الثامن من ديسمبر الماضي بدون نظام بشار الأسد استذكر المستخدمون لتلك المواقع أسماء الأطباء السعوديين، ورجع تداول تلك الأسماء من جديد، وفيما يبدو أنها رسائل عاطفية لطيفة فقد كتبت الكثير من العبارات مثل: “نبشركم.. تحررنا”. هذا الاستذكار الذي أبداه السوريون يدل بشكل واضح على تأثير المواقف السعودية الداعمة في مشاعر السوريين. وصلت أكثر من 60 شاحنة سعودية هي أولى طلائع الجسر البري الإغاثي إلى سوريا. إلى جانب وصول عدد من الطائرات هي الأخرى كأولى طلائع الجسر الجوي. تحمل تلك الشحنات الإغاثية المواد الغذائية والطبية وكذلك مواد البناء المختلفة. وكعادتها ضمن دورها المسؤول كأم حاضنة للعالمين العربي والإسلامي تقف المملكة اليوم إلى جانب سوريا في عهدها الجديد بكل أشكال الدعم والمساندة ضمن إطار أخوّة الانتماء العربي الواحد، والهم المصيري المشترك، وتشابه التحديات والأخطار الإقليمية المحدقة. إلى جانب ذلك.. تجري على الساحة السياسية تحركات مكوكية واسعة للإدارة السورية الجديدة، ابتدأت بزيارة وزير خارجيتها الذي اختار المملكة في أولى زياراته لدول المنطقة؛ مما يدلّ على أن المملكة تشكّل وجهةً أساسية مهمة لدى الإدارة الجديدة في سوريا. أما في الداخل السوري فقد جرت لقاءات عدّة لوزراء ومسؤولين سوريين من الإدارة الجديدة مع أعضاء فريق مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، في دلالات تحملها هذه اللقاءات على قوة التنسيق بين البلدين، وتعدد اتجاهاته فيما يخدم أوضاع سوريا وشعبها. الكثير جداً من إنجازات مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، والذي بات يُشكل واجهة سعودية مشرقة، وأيقونة بارزة لقوة ناعمة ضخمة للمملكة جعلت منها الحضن الرؤوم لكل شعوب المنطقة، ونصيراً وسنداً لكل منكوب. المركز الذي سيظل علامة بارزة على ضخامة المنجز الإغاثي واتساع الرقعة الجغرافية التي استهدفها بأعماله.