عبدالرحمن بن صالح العليان..

طالب الكتاتيب الذي زامل الخويطر وأبا الخيل.

عرفت الأستاذ عبدالرحمن بن صالح بن عبدالله العليان عند أول زيارة لي لمركز صالح بن صالح الثقافي بعنيزة عام 1418هـ وكنت وقتها أعمل بمكتبة الملك فهد الوطنية واتولى تسجيل التاريخ الشفوي، طلبت منه التسجيل فاستجاب لذلك وتم اللقاء صباح يوم 16/8/1418هـ بمركز صالح بن صالح ولمدة ساعتين، استرسل في الحديث عن أهم المحطات في حياته. قال أنه ولد بعنيزة عام 1342هـ، التحق بالمدرسة الأهلية التي أسسها رائد التعليم صالح بن صالح بعنيزة عام 1351هـ، أي بعد افتتاحها بثلاث سنوات، درس بها لمدة اربع سنوات، وعند افتتاح المدرسة الحكومية عام 1356هـ والتي كانت تسمى المدرسة السعودية، انتقل إليها طلاب المدرسة الأهلية وأصبح صالح بن صالح هو مديرها مع شقيقه عبدالمحسن الصالح، وتعين بها بعض المدرسين يذكر منهم سليمان الشبل ومحمد الخليفي وحمد الشريف ويساعدهم بعض الوقت عثمان الصالح وصالح الأحمد الذكير. قال انه مع دراسته بالمدرسة كان ملازماً للشيخ عبدالرحمن بن سعدي والشيخ محمد المطوع، فهما متفرغان للتدريس في جامع عنيزة الكبير، وكانت الدراسة على فترتين صباحية ومسائية. وذكر أن استاذه صالح بن صالح يتمتع بأخلاق عالية وإدارة حكيمة وتعامل لطيف مع طلابه وقال : «.. كنت أحد طلابه في المدرسة الأهلية والمدرسة الحكومية، فكان مثال المعلم والمربي، مثالي في تصرفاته وسلوكه، يعمل بدون ملل ولا كلل.. عملت معه طالباً ومدرساً في نفس المدرسة فكان مثال المدير الذي يحسن التوجيه، وعملت معه في إدارة التعليم موجهاً ومساعداً للتعليم، فكان ذا نظرة بعيدة وهي اختيار الطريق السليم وتوجيه الطلاب إلى الأفضل..». وذكر من زملائه أصحاب المعالي عبدالعزيز الخويطر وعبدالرحمن أبا الخيل، ومن طلابه الدكاترة محمد الشامخ وعبدالله العثيمين وعثمان الفريح وعبدالرحمن الشبيلي وحمد المرزوقي. قال انه بدأ مدرساً براتب 60 ريالاً شهرياً بالمرحلة الابتدائية من عام 1362هـ ولمدة سبع سنوات. ثم كلف عام 1368هـ بإدارة المدرسة السعودية، وبعدها موجهاً إدارياً بمنطقة القصيم فمساعداً لمدير التعليم بعنيزة فمديراً للتعليم حتى التقاعد. أجرى الأستاذ محمد الوعيل مقابلة مطولة معه بجريدة الجزيرة ضمن زاوية (ضيف الجزيرة) نشرت في العدد 7092 وتاريخ 15 شعبان 1412هـ 28 فبراير 1992م قال ان مؤهله الدراسي شهادة المدرسة الأهلية والمدرسة الحكومية إتمام الدراسة الابتدائية، ودراسات خاصة في اللغة والشريعة ودبلوم من معهد الإدارة العامة. وأنه متزوج وعنده سبعة أبناء وسبع بنات وستة وعشرون حفيداً. قال انه أمضى في حقل التعليم 42 عاماً علمته معنى الحياة وأتاحت له فرصة المشاركة في الأعمال التطوعية وخدمة وطنه ومجتمعه حسب استطاعته. وقال عن النادي الثقافي، والمكتبة الثقافية بعنيزة بأنها أول ناد ثقافي يؤسس في المملكة بداية السبعينات الهجرية وأن المكتبة كانت تابعة للنادي وهي من المبادرات الإيجابية للمتعلمين بعنيزة، وقد تعهدها وأنشأ لها مقراً وجلب لها أنفس الكتب الوزير عبدالله السليمان، وأن الكتب كانت تجلب لها من داخل المملكة وخارجها ومن تبرعات الأهالي الذين قدموا لها مكتباتهم الخاصة. وذكر منهم السليم والبسام والمنصور والذكير والعثيمين والمانع. وقال للوعيل ما جعله عناوين للمقابلة: «.. تاريخ التعليم في عنيزة لم يكتب بعد، وهذه الحقائق أعرفها. ادعو رجال الأعمال لاستثمار أموالهم في بلادهم.. فهذا مطلب وطني. حفلات التكريم شيء مستحب.. وأشكر الذين شاركوا في تكريمي. أرى أن يصار إلى التخصصات العلمية نظراً لحاجة الوطن. اقترح إدخال مادة اللغة الإنجليزية في المرحلة الابتدائية وتطوير التعليم يجب أن يتلاءم مع متطلبات العصر. نورة الرهيط، وعائشة السويل، وحصة الدعيجي، ومنيرة السلوم كانت لهن ريادة تربوية. الجمعيات الخيرية للعائلات لها مردود طيب.. فالتعاون أساس النجاح..». ترجم للأستاذ عبدالرحمن العليان بـ (موسوعة تاريخ التعليم في المملكة العربية السعودية في مائة عام) مجلد الخامس ط2، الصادر عام 1423هـ من وزارة المعارف «.. تلقى تعليمه في الكتاتيب والتحق بعدها في المدرسة الأهلية عند الشيخ صالح بن صالح، وأكمل فيها دراسته الابتدائية، ثم انضم إلى حلقة الشيخ محمد بن عبدالعزيز المطوع، ودرس على يديه اللغة العربية، والعلوم الشرعية في جامع عنيزة الكبير، حصل على دورات في معهد الإدارة العامة. عمل معلماً، فوكيل مدرسة فمديراً، فمفتشاً فمساعداً للمشرف على مدارس عنيزة، ثم مدير التعليم في عنيزة حتى تقاعده بعد خدمة ثلاث وأربعين عاماً، له مشاركات في لجان متعددة..» ص55. وترجم له في كتاب ( أضواء على الجمعية الخيرية الصالحية وفروعها) ط2 بمناسبة مهرجان عنيزة الثالث للثقافة ومرور 30 عاماً على تأسيس الجمعية، مركز صالح بن صالح الاجتماعي في عنيزة 1432هـ 2011م. «ولد في عنيزة عام 1342هـ 1923م». عمل في مجال التعليم لأكثر من 42 عاماً، منذ عام 1362هـ. شغل عدة مناصب إدارية وقيادية في مجال التربية والتعليم منها أنه كان : معلماً في مدرسة الأستاذ صالح بن صالح لمدة عشر سنوات. مديراً للمدرسة السعودية في عنيزة لمدة ثلاث عشرة سنة. موجهاً أو مفتشاً إدارياً على التعليم لمدة ست سنوات في منطقة القصيم. مساعداً لمدير الإشراف على التعليم بعنيزة. مشرفاً على التعليم في محافظة عنيزة. مديراً للتعليم في مدينة عنيزة. عضواً في مقابلات ولاة الأمر وكبار المسؤلين في الدولة والبحث معهم في احتياجات عنيزة، وقد تحقق كثير منها والحمد لله. رئيساً للجنة الصحية في مستوصف حي الزهرة. عضواً في لجنة تيسير الزواج. عضواً في لجنة توزيع الأراضي الزراعية سابقاً. ضمن المؤسسين للجمعية الخيرية الصالحية في عنيزة والمشاركين في مجالس إدارتها التالية: الدورة الأولى 1400هـ 1402هـ. الدورة الثانية 7/7/1402هـ - 20/2/1406هـ. الدورة الثالثة 21/2/1406هـ - 12/10/1407هـ. الدورة السادسة 25/4/1414هـ - 8/5/1418هـ. الدورة السابعة 9/5/1418هـ - 19/7/1421هـ. الدورة الثامنة 20/7/1421هـ - 4/9/1425هـ. - عمل في عديد من اللجان الاجتماعية والأهلية منها: - رئيس الهيئة الاجتماعية في عنيزة. - نائب رئيس لجنة التجميل والتحسين. - أحد أعضاء الشرف في مقابلات ضيوف عنيزة. يذكر الأستاذ خالد بن سليمان الخويطر في كتابه (صالح بن ناصر الصالح.. سيرة وريادة) أن الأستاذ عبدالرحمن العليان يقول : «.. أن الشيخ صالح بن ناصر يشجع طلابه على التعلم وأن ترك أحدهم المدرسة من أجل السعي لكسب المال أو ترشيد النفقات فإنه كان يعفي والد ذلك الطالب من رسوم الدراسة.. وأنه كان يعطي أهل التلميذ رسوم المدرسة خفية عن الطالب ويوعز لهم بأن يطلبوا من أبنهم أن يحضر الرسوم للمدرسة كبقية زملائه لكي لا يحرجه أمامهم..». توفى الأستاذ العليان في عنيزة بتاريخ 14/12/2022م وله من الأبناء عبدالله وصالح وأحمد ومحمد ومساعد وخالد ووليد، وسبع بنات. رحمه الله.