عبر 50 عاما..

سلمان.. عضيد الملوك ومعلم الأجيال.

لطالما شكلت صور خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله عاملًا مشتركًا بين الصور التي التُقطت لملوك المملكة الذين تعاقبوا على خدمة الوطن خلال العقود الماضية، وتكشف هذه الصور التي التُقطت في العديد من المناسبات الرسمية عن اضطلاعه –أيده الله– بالنهوض بالمسؤوليات الجسام، التي تولى إدارتها وقيادتها بجدارة واقتدار إلى جانب اخوانه الملوك. في تاريخ المملكة العربية السعودية، ربما لا نجد شخصية رافقت مسيرة الحكم من بداياتها الحديثة حتى يومنا هذا مثلما فعل الملك سلمان بن عبدالعزيز. فقد كان –على امتداد عقود– العضيد والسند لخمسة ملوك سبقوه إلى العرش، بعد الملك المؤسس رحمهم الله جميعا. هذه الصور التي تجمع الملك سلمان بإخوته الملوك ليست مجرد توثيق لمناسبات رسمية، بل هي سجل حيّ لمعنى عميق في تاريخ الدولة السعودية: معنى الأخوة التي تتحول إلى شراكة في البناء، والعضد الذي يتحول إلى ركيزة من ركائز الحكم، وقد واصل –يحفظه الله– هذا النهج قائدًا وملكًا، جامعًا بين خبرة السنين وحكمة القيادة، ليبقى امتدادًا لمسيرة المؤسسين، وجسرًا يربط الأجيال بعضها ببعض. كان معلما لكل من جالسه أو رافقه في رحلاته نبعا ثرا في الثقافة والتاريخ وعاسقا للمخطوطات وراعيا لحفظها ومطلعا على حال السياسة الإعلام وضليعاً بهما. يقول الأمير سلطان بن سلمان أن الوالد حفظه الله، حال انتهائه من قراءة كتاب فإنه يدفع بنسخ من إلى أبنائه ويحضهم على قراءته ويسألهم فيما بعد عن محتواه ومدى استفادتهم منه.