واجبنا تجاه الفصحى.

في عامها الخمسين منذ 1973 حين تم تحديد الثامن عشر من ديسمبر كيوم عالمي للاحتفال باللغة العربية، تأتي هذه المناسبة في هذا العام في المملكة العربية السعودية تتويجاً لعام الشعر العربي 2023، وبدعم من القيادة؛ حيث تفاعلت معظم الجهات والمؤسسات الحكومية على مواقع التواصل الاجتماعي مع المناسبة. مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية هو الآخر كان له هذا العام حضور لافت؛ فمن المسارات الأربعة التي قدمها قبل أشهر قليلة، وهي: «التخطيط والسياسة اللغوية»، و»الحوسبة اللغوية»، و»البرامج التعليمية»، و»البرامج الثقافية»، وصولاً إلى «الحقيبة الرقمية» التي أبدع المجمع في صياغة مفرداتها، وإخراجها، ثم إطلاقها بهذه المناسبة؛ لتكون دليلاً تعريفياً لبعض كنوز اللغة العربية وأهميتها. التفاعل الحكومي المبهج هذا العام مع هذه المناسبة يجب أن يُتوّج ببرامج أكثر عمليةً لإيصال رسالة اللغة، والوعي بها، وتقنيات تذوقها واستشعارها، إلى الأجيال الواعدة، وتكثيف الأنشطة التي تُعرف بالمناسبة في مراحل التعليم العام والجامعي، وتنسيق زيارات المدارس لمجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، المجمع الذي أكمل هذا العام ربيعه الثالث، ولا تزال الآمال المعقودة على مخرجاته كبيرة جدا فيما يتعلق بخدمة اللغة العربية وآدابها، وصيانتها، والدفاع عنها، وإيصالها بأمانة إلى الأجيال القادمة في كامل رونقها. وإلى جانب اللغة العربية، كذلك الثقافة العربية، باعتبار اللغة أداة تفكير، ومحرك للمحتوى الثقافي للأمة، فإن صياغة رسالة المجمع اللغوي الذي تفخر المملكة باحتضانه، جاءت لتؤكد على إيصال رسالة اللغة العربية والثقافة العربية إلى العالم، يتبلور ذلك في مسار «البرامج الثقافية» التي يقدمها المجمع، إلى جانب العديد من البرامج والمبادرات الأخرى. الجدير بالذكر أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يحفظه الله قد حث المواطنين على «أن ينهلوا من لغتهم العربية؛ ليتمكنوا من خدمة دينهم ووطنهم أكمل خدمة، وعليهم أن يحذروا من الشوائب والمفردات التي لا تتفق مع اللغة العربية، أو تؤثر سلبا»، مؤكداً حفظه الله على أن اللغة العربية «ذات معجم ثريّ ومفردات خلّاقة جميلة، تستطيع التعبير بوضوح عن مكنونات النفس بمختلف الصور...».