حضور أدب الطفل.

يُحسب لمعرض جدة للكتاب هذا العام اهتمامه الواضح بأدب الطفل. وقد كانت حتى الناحية البصرية للمعرض كذلك مركزة على هذا الجانب، من خلال بعض التصاميم والدمى الموزعة. وعلى أية حال، فأدب الطفل، في عالمنا العربي إجمالاً، لا يزال فقيراً أكثر مما ينبغي، وكذلك أدب اليافعين، أو أدب المراهقين، وهذه هي الثغرة التي نفذت من خلالها الجماعات المؤدلجة فيما مضى، حين كان تركيز النخبة المثقفة، وكذلك إدارات المجال الثقافي في كثير من البلدان العربية، منصبّة على تقديم الثقافة للمجتمع، مع إهمال واضح لأهم حواضن المجتمع المستقبلية، ألا وهي الطفل. اليوم.. يظهر أثر الاهتمام بالطفل في بلادنا بأشكال كثيرة، ومبهجة، فمن ذلك ما تقدمه وزارة الثقافة ممثلة في هيئة الأدب والنشر والترجمة من برامج متنوعة، والاتفاقيات التي تبرمها مع وزارة التعليم في أكثر من برنامج، إضافة إلى إعطاء حيز كبير وواضح في كل معرض كتاب، وكذلك ما يقدمه مشروع (مانجا) العربية، وهو مشروع واعد يُعنى بتقديم محتوى (أنمي)/ رسوم كارتونية عربية، وتحمل القيم العربية النقية من شوائب الأدلجة وتلوّث أفكار اليسار العالمي. وهي بالمناسبة لا تزال حتى الآن مجلة توزّع مجاناً في العديد من المكتبات الكبرى والمطارات وغيرها. هذا كله إلى جانب الاتفاقيات التي تجري مع الشركات اليابانية في تقديم مسلسلات عربية مدبلجة، ومثال ذلك اتفاق هيئة الترفيه قبل أشهر مع شركة يابانية لتقديم نسخة حديثة ومطورة من المسلسل الكرتوني الشهير (الكابتن ماجد) والذي سيكون هديةً لأكثر من جيل، وبالذات جيل الآباء الشباب اليوم؛ حيث ظل هذا المسلسل علامة بارزة في ذاكرة هذا الجيل. أخيراً.. فإن هذا الحقل، حقل أدب الطفل، وكذلك أدب اليافعين، بحاجة إلى المزيد من الجهد، والعمل، والسياسات التي تستهدف تنشيط مخرجاته كمجال حيوي ومهم، وتجويدها، وضبط مساراتها أكثر باتجاه استبصار الهوية والذات، وتعزيز الاعتزاز بالقيم، والثقافة، والانتماء.