الدورة الـ 48 ترفع شعار “عاصمة الثقافة.. وطن الكتاب”..
حضور سعودي لافت في معرض الكويت الدولي للكتاب.
شهد معرض الكويت الدولي للكتاب في دورته الثامنة والأربعين حضورًا سعوديًا لافتًا، بدا وكأنه امتداد لفعاليات معرض الكتاب في الرياض أو جدة، إذ لم يخلُ يوم من أمسيات ثقافية سعودية، فيما شهدت بعض الأيام فعاليتين وثلاث، مما أضفى على البرنامج العام للمعرض بعدا ثقافيا سعوديا. وقد افتتح المعرض يوم الاربعاء الماضي بمشاركة 611 دار نشر من 33 دولة عربية وأجنبية تحت شعار “عاصمة الثقافة.. وطن الكتاب”. وتتزامن هذه الدورة من المعرض مع احتفاء الكويت باختيارها عاصمة للثقافة والإعلام العربي لعام 2025. ويبلغ عدد عناوين الكتب المسجلة في نظام البحث الآلي للمعرض 287 ألفًا، منها نحو 35 ألف عنوان حديث عن سنة 2025. واعتبر معالي وزير الإعلام والثقافة الكويتي عبد الرحمن المطيري أن المعرض “أكبر تظاهرة ثقافية في الكويت، وهو واحد من أفضل الفعاليات العالمية لمعارض الكتاب الدولية”. وقد قام معالي وزير الإعلام والثقافة الكويتي عبدالرحمن المطيري، ومعالي الدكتور عبدالله بن ناصر الحراصي وزير الإعلام العُماني، بزيارة لجناح المملكة المشارك في المعرض واطلعا على محتوياته واستمعا من مسؤولي الجناح عن اهم البرامج التي سيقدمها الجناح في هذه الدورة من المعرض. عائشة المحمود: الكتاب الورقي سيظل حاضرا وفي تصريحات خاصة لليمامة قالت الاستاذة عائشة المحمود الأمين العام المساعد لقطاع الثقافة بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بدولة الكويت أن الدورة الـ48 من معرض الكويت الدولي للكتاب تأتي هذا العام بطابع استثنائي؛ إذ تُقام ضمن احتفالات الكويت باختيارها الكويت للثقافة والإعلام العربي 2025. وذكرت أن المعرض يضم هذا العام 611 دار نشر من 33 دولة عربية وأجنبية، بينها جهات تشارك لأول مرة مثل الهند وإندونيسيا وإسبانيا، بالإضافة إلى هيئات ومؤسسات أكاديمية وثقافية خليجية. وشددت المحمود على أهمية تسخير التكنولوجيا لخدمة الثقافة دون التأثير على الموروث المحلي، مؤكدة أن الكتاب الورقي سيظل حاضرًا رغم انتشار القراءة الإلكترونية حضور سعودي خارج اسوار المعرض وبالتوازي مع الفعاليات المقامة داخل أروقة المعرض في مشرف، برز حضور سعودي آخر خارج أسواره؛ حيث شارك عدد من الكتّاب والباحثين السعوديين في “يوم الوفاء” الذي أقامته مكتبة البابطين المركزية للشعر العربي استذكارًا للراحل عبدالكريم سعود البابطين، تقديرًا لعطائه الثقافي وإسهاماته في المشهد العربي. وشهدت الندوة التكريمية كلمات لعدد من الشخصيات الثقافية من بينهم: الأستاذ حمد القاضي، والدكتور عبدالعزيز بن لعبون، والكاتب والباحث أحمد العساف، الذين استعرضوا مآثر الفقيد وإسهاماته في دعم الثقافة والشعر العربي. برامج ولقاءات حيوية أما داخل المعرض، فقد لفت الجناح السعودي الأنظار بما قدّمه من برامج ولقاءات تعكس حيوية الأدب السعودي وتنوّع تراثه. وشهد الجناح إقبالًا واسعًا من الزوّار لحضور فعاليات هيئة الأدب والنشر والترجمة، التي نظّمت سلسلة من الندوات والحلقات النقاشية التي أبرزت الحراك الثقافي السعودي وتفاعله مع القضايا الخليجية والعربية. كما توسّع البرنامج السعودي المشارك في معرض الكويت الدولي للكتاب عبر سلسلة من الندوات والأمسيات التي نظمتها هيئة الأدب والنشر والترجمة، وقدّمت من خلالها خارطة واسعة من الحوارات الثقافية التي عكست تنوع المشهد السعودي وثراءه. فإلى جانب الندوات التي تناولت السرد الخليجي، والقصيدة الشعبية، وأدب الرحلات، والهايكو، والرواية التاريخية، شهد الجناح السعودي فعالية لافتة تمثلت في ندوة حوارية بعنوان «يوميات صحفي سعودي في الكويت»، قدّمها الأستاذ أحمد العيدي، واستعرض خلالها يوميات الصحفي السعودي عبدالعزيز الربيعي أثناء زيارته للكويت في بدايات الستينيات الميلادية، مقدّمًا رؤية توثيقية لمرحلة مهمة في العلاقات الثقافية بين البلدين. وشكّلت هذه الندوة إضافة نوعية إلى البرنامج، بوصفها نافذة على التاريخ الصحفي بين السعودية والكويت، وتوثيقًا لمشهد ميداني عاشه أحد روّاد الصحافة السعودية في مرحلة مبكرة. شعر وقصة ورواية ايضا وقد توزّعت بقية الندوات بين قضايا السرد وتحولاته، مثل ندوة «خرائط السرد: الرواية الخليجية بين الاقتصاد والذكاء الاصطناعي» التي قدمها الدكتور عبدالرحمن المحسني، وندوة «رواية خارج الحدود: الفانتازيا في المشهد السردي الخليجي» بمشاركة ريم سلطان. كما حضر أدب الرحلات بقوة من خلال ندوة «حين تكون المسافة بطل الحكاية» للدكتورة الريم الفواز، فيما ناقشت فاطمة الغامدي العنوان في قصائد ديوان هام السحب للأمير بدر بن عبدالمحسن. وساهم كل من د. احمد المريع، د. زكية العايبي، د. ناصر المجماح، د محمد نجا، شوقية الانصاري، طلال الثقفي، احمد الغامدي، وبدور المالكي، في تقديم عدد مم الموضوعات حول الشعر الشعبي، والقصة القصيرة، والرواية التاريخية، وأدب اليافعين والأطفال، ودراسة أول قصة قصيرة خليجية للأديب خالد الفرج، بالإضافة إلى أمسية شعرية فصيحة حملت عنوان «أصوات معلّقة في الضوء» للشاعر علي الثوابي. حضور آخر في “رواق الثقافة” وفي البرنامج الثقافي العام المصاحب للمعرض، كان هناك حضور سعودي موازي للحضور في برنامج الجناح السعودي، فقد كان هناك شعر وحوار ومواهب تعلن عن نفسها في “رواق الثقافة”. وشاركت الشاعرتين الدكتورة مستورة العرابي وهيفاء الجبري في أمسية شعرية استهلتها العرابي بتحية خاصة للكويت: أتيتُ لدانةِ الدّنيا أتيتُ أنادمُها بقولي: قد هويتُ فما ولعي سوى فخرٍ قديمٍ تجذّرَ في الضلوعِِ بهِ انتشيتُ هي الذّكرى أسامرُها بوردٍ سلوتُ بهِ، ولكنْ ما اكتفيتُ كأنّي إذْ وقفتُ على عُكاظٍ يُسَامِرُنِي على اليامالِ بيتُ هنا بحرٌ .. هُنا النهّامُ صوتٌ هنا نبضُ السلامِ.. هنا الكويتُ شعراء الأحساء يتألقون وفي أمسية أخرى كان هناك الشاعرين: ابراهيم الحسين ومحمد الماجد الذي اطرب الجمهور بالقائه القوي، فيما كان الحسين يكتب عن التفاصيل ويطيل النظر فيها ويتأملها. وفي نفس يوم هذه الامسية كان هناك حوار مفتوح مع الفنان ابراهيم الحساوي قدمه جعفر عمران وتحدث فيه الحساوي عن مسيرته وكشف عن دور كبير للصحافة الكويتية في تكوينه الشعري والفني. وفي لفتة من المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب اقام المجلس امسية شعرية خاصة للمواهب الفائزة في مسار الشعر الفصيح في -مشروع أديب- الذي نظمته هيئة الادب. وضمت في الامسية كل من ضحى الهاشمي ومالك الحكمي وعلي باقر الحسن وسهام السويكت. واعتبرت جمعية الأدب المهنية ان تخصيص المجلس الثقافي بدولة الكويت لهذه الامسية يؤكد عمق العمل المشترك بين الجهات الثقافية والأدبية في دول مجلس التعاون الخليجي. في الاخير، سجلت المشاركة السعودية حضورًا بارزًا عبر برنامج ثقافي متنوع، شكّل إحدى المحطات الأساسية في أجندة الفعاليات المصاحبة للمعرض الذي يختتم فعالياته يوم السبت المقبل.