الأميرة نورة بنت محمد بن سعود بن عبد الرحمن..

منظومة عمل اجتماعي شامل.

ورد في الأثر أن نبي الله موسى عليه السلام سأل ربه أين أجِدُكَ؟ فقال “تجدني عند المنكسرة قلوبهم”. وجعل الفيلسوف الفرنسي الاجتماعي “أوغست كونت 1798 - 1857م” الإيثار أساسًا للأخلاق الحديثة، وعد أصحاب المبادرات الخيرية بُناةً للإنسانية الجديدة، كما اعتبر الفيلسوف الألماني “ إيمانويل كانت 1724 – 1804م” الإحسان واجبًا أخلاقيًا ينبع من النية الحسنة، فصاحب المبادرة الخيرة هو من يعمل الخير لأنه خير في ذاته. من تلك الرموز الإنسانية التي استشعرت بحس رفيع هذه المبادئ السامية “سمو الأميرة نورة بنت محمد بن سعود بن عبد الرحمن “ سبطة المؤسس “الملك عبد العزيز” طيب الله ثراه من ابنته “الأميرة هيا” رحمها الله. وُلِدَت سموّها في مدينة الرياض، ونشأت على قيم الصبر والاعتماد على الذات، بعدما ذاقت مرارة اليُتم في طفولتها المبكرة.. ثم شاء الله – تعالى - أن يجمعها بشريك حياتها “صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز” أمير منطقة الرياض. فكانت شراكة إنسانية مقدسة، التقت فيها النيات الحسنة، وسَمَت فيها السجايا الرفيعة، وانطلقت منها رغبة جامحة في عمل الخير، فأثمرت طَلعًا متميزًا من الأبناء والبنات خدموا وطنهم بكل تفانٍ وإخلاص في قطاعات حيوية مهمة. لإدراك “ سمو الأميرة نورة “ بأن المرأة هي العضو الرخو في جسد المجتمع فقد وجهت جُلَّ اهتمامها إلى هذا الكائن الذي كرمته السماء وأحبته الأرض، وأسَّسَتْ نموذج عمل اجتماعي مؤسسي ومنظم، ينطلق من رؤية واضحة، ويرتكز على منهجيات حديثة، من ذلك على سبيل الإشادة لا الحصر: اللجنة النسائية للتنمية المجتمعية في منطقة الرياض، والجمعية التعاونية النسائية بالقصيم، واللجنة النسائية في منطقة القصيم، ولجنة أصدقاء المرضى النسائية، ولجنة رعاية أسر الشهداء، ولجنة تطوير الحرف اليدوية، وجمعية الجنوب الخيرية النسائية، ومركز الجنوب لذوي الاحتياجات الخاصة. من خلال هذه الجمعيات واللجان وضعت “سمو الأميرة نورة” الأسس السليمة لعملٍ مجتمعيٍ منظم قابل للاستدامة والقياس، حيث نالت بذلك جائزة القيادة من “المفوضية الأوروبية – شاليوت 2010م “ كدليل على الاعتراف الدولي بهذه المنهجية المؤسسية، التي سارت “سموها” عليها مستنيرةً بـ “رؤية المملكة 2030” بوصفها تجسيدًا مؤسسيًا لتلك القيم العالية. اعترف المجتمع السعودي والخليجي والعربي والعالمي بجهود “سمو الأميرة نورة” التطوعية فتقلدت بكل استحقاق عددًا من الأوسمة والجوائز التقديرية، منها “جائزة الريادة في العمل الاجتماعي التطوعي على مستوى الخليج 2001م” و “جائزة أجفند الدولية لمشاريع التنمية البشرية الريادية 2015م” و “وسام المرأة العربية القيادية المسؤولة مجتمعيًا لعام 2020م” من مملكة البحرين، و”جائزة الأمير محمد بن فهد في مبادرات العمل الخيري التطوعي” ولقب “رائدة العمل الاجتماعي التطوعي” من جمعية أم المؤمنين النسائية في عجمان. حقًا إن “سمو الأميرة نورة بنت محمد بن سعود بن عبد الرحمن” هي بلسمٌ يداوي قلوب المنكسرين، ويدٌ حانية تخفف أوجاع المحتاجين، وكلمة طيبة تبهج الخواطر وتزرع الأمل، فطالما وقفت إلى جانب أناس أنهك أجسامهم المرض، وقَرَّحَ عيونهم السهر. هذا من جانب، ومن جانب آخر إنها ترسانة خبرات ثرية، ورؤىً ثاقبة في الشأن الاجتماعي، وصاحبة طروحات خَلَّاَقة في المجال التطوعي. لكل هذا وذاك، إن “سموها الكريم” وهي في أوج عطائها، تمثل رأسمالًا اجتماعيًا زاخِرًا ينبغي استثماره بما يعزز جهود الدولة – أيدها الله - في تمكين الفئات المستحقة. عندما يُمْتَدَح المرء يقال إن له بصمة واضحة في الحقل الفلاني، بينما لـ “سموا لأميرة نورة” بصمات عديدة وبارزة في ميادين العمل الاجتماعي التنموي والخيري، حيث توسعت في ذلك الدكتورة عزيزة المانع في كتابها “عند الرِّهان تعرف السوابق” الذي استعرضت فيه سيرة سموها العطرة بشكل مُفَصَّل. فسموها الكريم تُجَسِّد بكل جلاء منظومة عمل اجتماعي شامل، وروحًا نبيلةً تترك أثرًا لا يُنسى.