إنهُ مجرّد فأر صغير .

لا فرق بين البشر. تلك حقيقة غير قابلة للجدل فالله جلّت قدرته قد خلق البشر سواسية على هذا الكوكب. صحيح هناك بعض الفوارق في اللون، في المعتقدات، في العادات والأعراف، في الموروث المتأصل في وجدانات افراد أي مجتمع لكن المُشتركات بين البشر كثيرة. لا إنسان دون إنسانية. لا رحمة دون قلوب رقيقة تشعر بأحزان الآخرين. لا تعاطف دون إحساس بالوجع. لا بشر دون بشرية. حين نتحدّث ككُّتاب عن حكاية تقع هنا أو هناك ونتناولها بالنقد لا يعني وقوفنا مع طرف دون آخر أو ضدّه. يُفترض بنا وهذا هو المأمول أن ننقل الحكايات التي نقف عليها أو نقرأها ونسمع بها إن نكتبها بحياد تام. من هذا المنطلق سأروي حكاية سبق وأن كتبت عنها في حينه لكنني أعيد الكتابة عنها مرة أخرى رغم تغيّر الظروف هنا وهناك أقصد هناك في الغرب وهُنا في بلاد العُرب أوطاني.. الخبر يقول أن أحد ماقبي الجودة في مخبز بريطاني إكتشف وجود شعرة في إحدى لفائف الخبز الخارجة من الأفران فأبلغ المسؤول المناوب الذي أمر بدوره عدم توزيع انتاج خط الخبز ذاك في ذلك اليوم واتلافها خوفا على صحّة المستهلكين. ونُشر في ذات اليوم ويا للمصادفة العجيبة خبر في صحيفة عربية عن اكتشاف فئران تعيث فسادا في افران انتاج الخبز باحدى دول عالمنا العربي المنكوب فيقرر صاحب الفرن (حسب الصحيفة اقتناء (مصائد) شديدة الفعالية لاصطياد الفئران قبل أن تقضم خبز الشعب الأبيّ. ( لا ريب) بأننا كقرّاء بعد الإشادة بقرار اقتناء المصائد السؤال عن مآلات لفائف الخبز التي ولغت فيها الفئران بعد أن عرفنا عن مصائر خبز الفرنجة التي كشفت عن شعرة قطعاً ليست لفأر كان يسرح ويمرح في المخبز؟