بوابة الملك سلمان.. حلم مكة.
في نقلة نوعية ستغير وجه العاصمة المقدسة وبنيتها التحتية، أعلن سمو ولي العهد عن إطلاق مشروع «بوابة الملك سلمان» على مساحة 12 مليون م2. المشروع الذي من شأنه إضافة مساحة لأكثر من 900 ألف مصلّ، وهو ما يصل إلى ثلث الاستيعاب الحالي للزوار والمعتمرين والحجاج. والمشروع الذي سينقل مكة المكرمة لتصبح «نموذجاً عالمياً» في البنية التحتية، كما وصف الخبر الرسمي، وهو ما يتجاوز كونه مشروعاً توسعياً تقليدياً إلى آفاق أكثر رحابة تشمل أهدافاً ثقافية وتنموية أخرى إضافة إلى الجدوى الاقتصادية الهائلة التي ستوفر، كما وصف الخبر، أكثر من ثلاثمئة ألف فرصة عمل. لا يمكن إغفال الملمح الثقافي البارز في مشروع «بوابة الملكة سلمان» حيث استلهام الروح المعمارية للبيئة المكيّة الضاربة في جذور القدم؛ مما يضيف بعداً هُوياتياً على ما حول المسجد الحرام؛ فتكون الواجهة بذلك صلة بين الماضي والمستقبل، وإعلاناً لكل زائر لهذه الأرض أنها، وهي في طريقها للمستقبل، تحمل معها ملامحها وثقافتها وهويتها، وأن كل ذلك الإرث الممتد والأصيل لا يتعارض مع طموح الوصول إلى «عنان السماء». كذلك المشروع سيرتبط مع «مشروع مسار» الهادف هو لإحداث نقلة نوعية في المشهد الحضري في مكة المكرمة، ليشكلا بذلك معاً وجهة ثقافية وسياحية تخلق تجربة فريدة لدى الزائر والحاج والمعتمر. كل ذلك يجعل من هذه «البوابة» ليست مجرد منظومة استثمارية تقليدية، وإنما تصب في غايات عظمى تشمل تغيير وجه المكان وكذلك مصير الإنسان في ذلك المكان. وكل ذلك يأتي ضمن أهداف رؤية 2030 الرامية لزيادة عدد المعتمرين إلى 30 مليون معتمر خلال العام. إن هذه المشاريع تعكس حقيقة ثقل اللقب الذي يتوّج ملوك المملكة العربية السعودية، فخدمة الحاج والمعتمر لا تأخذ شكلاً ثابتاً، بل أشكالاً وأبعاداً بحسب كل مرحلة زمنية، واليوم يَشْرُفُ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان – يحفظه الله – بعبء زمن جديد سريع التغيير يفترض آفاقاً جديدة في خدمة ضيوف الرحمن، وهذا ما يظهر من أدوات تنفيذ مشروع بوابة الملك سلمان؛ حيث كل أشكال التقنية التي ستتدخل في إدارة المشروع، ومنها الذكاء الصناعي، وكل ذلك من أجل خدمة زوار البيت العتيق، إحدى المسؤوليات الكبرى التي تحملها المملكة وملوكها طوال تاريخها، مستفيدة بذلك من كل أدوات العصر المتاحة في كل زمن. ولا تزال في مستقبل مكة أحلامٌ قادمة.