مستقبل بلا أدب !

هل استطعنا وضع مستقبل الأدب في أيد أمينة ؟ في ظل هيمنة المقاطع السريعة اللاهثة والصور التي استغنت عن اللغة وصار “البكسل” هو قرن الاستشعار الذي نستدل به على رسائل المواقف بدلا من دهشة الأبجدية ! هل بإمكاننا أن نصنع للأدب إكسيرا يحفظ له شبابه وتوهجه ؟ أم أن طوفان التواصل العنكبوتي سيقصيه لينطفئ ويضيع بين ركام مخلفات تفاصيل عتيقة لم يعد لها مكان في حياتنا ؟ بعبارة أكثر اختصارا : هل هيأنا الساحة لأدباء المستقبل ؟ وهل لازال للأدب جمهور في صفوف الناشئة ؟ هل قدمنا للطفولة أدبا حقيقيا يجعل القراءة تحتفظ ببريقها الأخاذ رغم ضجيج أضواء المغريات حولنا ؟ هل لازال في صفوف المراهقين من يستطعم مجازات الأدب ويتذوقها ويميز جيدها من رديئها ؟ ما أراه بحكم ارتباط عملي بالأطفال أن القراءة بكل مافيها من أبعاد واسعة.. قد اختزلت لتصبح أداء وظيفيا لنيل الدرجات فقط ...وهذا مايثير قلقي تجاه مصير الأدب , ربما نحتاج ثورة الكترونية تعليمية تجعل من القراءة جزءا من الرفاهية والفهم وإيصال الرسالة كما هو الحال مع المقاطع المصورة. أما إن استمر الحال هكذا فأخشى أن تكون علاقة الأجيال مع الأبجدية كالعلاقة مع الأواني البلاستيكية ...تستخدم لغرض مؤقت ثم ترمى ! نريد طفولة تصوغ اللغة من جديد ..وتحتفي بعظمة الأدب ...أو حتى تعرف معنى الأدب وتبحث عنه , أترونها أمنية مستحيلة؟