العمرة للجميع.

تمثيلاً لدورها الحاضن للحرمين الشريفين والأماكن المقدسة، وكونها مهوى أفئدة الملايين من شعوب المسلمين حول العالم، والقبلة التي يتجه لها أولئك المسلمون خمس مرات كل يوم، أتاحت المملكة عبر وزارة الحج والعمرة إمكانية أداء مناسك العمرة لكل حاملي التأشيرات بكافة أنواعها وأغراضها. (الزيارة، والعمل، والترانزيت، والسياحة). تسهيلاً لكثيرين ممن يزورون المملكة لتمكينهم من تأدية العمرة. القرار أضفى مسحة وجدانية مهمة على آلية التنظيم المعتاد للتأشيرات والزيارات القادمة؛ فكأنه يقول: كل من يقدم إلى المملكة لأي غرض كان فإن بإمكانه أن يؤدي العمرة، وكأن تأشيرة العمرة مضمنة تلقائيا في غرض التأشيرة الأساسية التي قدم الوافد إلى المملكة بموجبها. هذه اللفتة التي تعي أعماق التعلق الوجداني بالحرمين الشريفين عند كل المسلمين كانت حاضرة في ذهنية صناعة هذا القرار الذي جاء ثمرة خبرة تراكمية كبيرة باتت رصيداً للمملكة منذ عقود في خدمة الحرمين الشريفين. كل هذا يأتي أولاً: من إدراك عميق لوجدان كل مسلم قادم للمملكة وحرص بلادنا على تسهيل كافة الطرق وتهيئة الأجواء لتمكين ضيوف بيت الله الحرام من أداء نسكهم بيسرٍ واطمئنان وأمان، وهي مسيرة المملكة منذ قيامها على يد المغفور له الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه، ومن بعده أبناؤه البررة حتى يومنا هذا، ونهجها المستمر والدؤوب في خدمة بيت الله الحرام ومسجد رسوله صلى الله عليه وسلم. وثانياً: فإن من مستهدفات رؤية المملكة 2030 رفع أعداد القادمين للحج والعمرة إلى 30 مليون معتمر في العام، تشمل زيارة المسجد النبوي. وقد رأينا خلال مواسم الحج في السنوات القليلة الماضية الكثير من الجهد الذي بذلته كافة القطاعات الخدمية والصحية والأمنية والتقنية وغيرها في مكة والمدينة بالتوازي مع بعضها كأنها خلية نحل، وتدار برؤية واحدة ممنهجة تسعى حثيثاً إلى أنجح وأفضل تجربة يمر بها الحاج والمعتمر، ولا شك أن هذا التنسيق العالي جداً، والمثالي، قد جاء نتيجة ثمرة جهد حقيقي بذله كافة المسؤولين في أجهزة الدولة بمختلف قطاعاتهم وعلى كافة مستوياتهم، وعلى رأسهم قائد سفينة هذا النجاح خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين حفظهما الله.