بين التجربة الجماعية والمثقف المنتج.

يشهد المشهد الثقافي هذه الأيام نشاطا لافتا، يتجلى في تنوع الفعاليات وثراء النقاش حولها، كما في معرض الرياض الدولي للكتاب الذي يختتم فعالياته نهاية هذا الأسبوع بعد موسم حافل بالحضور والتفاعل. في كل دورة من دوراته، يتحول المعرض إلى مساحة لاختبار نبض الثقافة المحلية، ويضيء في الوقت نفسه على الملاحظات التي تدفع بالتجربة إلى الأمام. في هذا العدد من شرفات نتابع المعرض من زوايا مختلفة؛ من الميدان حيث تتقاطع الانطباعات والتجارب، ومن خلال قراءة نقدية صريحة عبّرت عنها الكاتبة والشاعرة نادية السالمي، التي تناولت أبرز ملاحظاتها على البرنامج الثقافي المصاحب، مستلهمين في قراءتنا هذه تصريح رئيس هيئة الأدب والنشر والترجمة الأستاذ عبداللطيف الواصل، الذي رحّب بالنقد وأكّد أن جميع تفاصيل المعرض ستتم مراجعتها وتحليلها بعناية، في خطوة تعكس وعي المؤسسة الثقافية بأهمية التقييم المستمر والتطوير. أمّا ملف هذا العدد، فنقدّم فيه نموذجا مضيئا للمثقف المنتج: محمد السيف، الذي جمع بين الفكر والعمل، وأسهم في إطلاق مشروعات ثقافية تركت أثرها الواضح في المشهد الأدبي السعودي. نستعرض سيرته ومسيرته بوصفها نموذجا للتوافق بين الفكر والعمل ومرآة لجيل من المثقفين كانت الثقافة لديهم اطارا للممارسة اليومية وقيادة المجتمع نحو التنوير. من أروقة المعرض حيث تتناثر المعرفة والحكايات، إلى مسيرة المثقف المنتج الذي يصنع الثقافة عمليا، يبرز الدور الحيوي للمبادرات التي تتوالى وتنثر الضوء والمعرفة. وهذا ما نسعى إليه في شرفات، بتقديم صورة حية للمشهد الثقافي السعودي تجمع بين التجربة الجماعية والمثقف المنتج.