في محاضرة ألقاها د. محمد شياع ..

كرسي غازي القصيبي يناقش فلسفة الموت في القصيدة الإسبانية ..

عقد كرسي الأديب الراحل غازي القصيبي للدراسات الثقافية والتنموية مساء أمس الأربعاء محاضرة نقدية للدكتور محمد عبدالرضا شياع ، الأكاديمي والناقد العراقي المعروف والباحث في الأدب الإسباني، وتناولت المحاضرة التي أدارتها الشاعرة والكاتبة ملاك الخالدي موضوع (فلسفة الموت دالاً بنائيّاً في القصيدة الإسبانية المعاصرة) تناول فيها الدكتور شياع عدداً من المحاور أبرزها : الموت في الفلسفة والأدب والثقافة والطقوس الشعبية والدينية الإسبانية، فلسفة الموت و علاقتها بالهوية الوطنية وأنثروبولوجية المكان، الموت دالاً بنائياً في القصيدة الإسبانية المعاصرة بوصفه عبوراً وسمواً ومسار حياة، والبعد الفني والأسطوري للموت صورةً وإيقاعاً ونداءً وقداساً جنائزياً . كما عرض الدكتور شياع تجارب عدد من الشعراء الإسبان الذين تمثّلوا الموت رمزاً حاضراً في قصائدهم عبر قراءة تحليلية مستفيضة. وفي نهاية المحاضرة علّقت الأستاذة ملاك الخالدي متسائلة عن حضور “الموت” بهذه الكثافة في الشعر الإسباني فأجاب الدكتور شياع : هي بُنية أكثر من كونها تجربة والشعر الإسباني يختلف عن الشعر في بقية أوربا بسبب الحروب الطويلة ومنها حروب الاسترداد مع المسلمين والحرب الإسبانية.  ثم تساءلت حول البعد الوظيفي لحضور الأسطورة في الشعر الإسباني، هل هي من صميم البُنية المعرفية للذهنية الإسبانية أم أنها استخدمت للرمزية والمواربة؟ فأجاب الدكتور شياع : إطلاقاً ليست للرمزية بل استدعاء عميق للتراث و أصبحت فيما بعد دالاً مُنتجاً في النص. وفي مداخلة للناقدة فاطمة طحطح أشارت إلى أن موضوع الموت حاضر بقوة في قصائد لوركا فهو يقول في إحدى قصائده (إذا جاء الموت فاتركوا الشرفة مفتوحة) كما أن هذا الهاجس موجود كثيراً في الشعر الأندلسي فاستشراف النهاية المحتومة متغلغل في هذا الشعر نتيجة للحروب الطويلة التي عرفتها الأندلس (أسبانيا المعاصرة). و علّق كذلك الدكتور عامر الصفار بقوله : قضية الرمز للموت باعتباره حياة أخرى واضح في الشعر الأسباني والإنجليزي كما هو في الشعر العراقي بل أصبح رمزاً وجودياً بمعنى الحياة، و أضاف : لقد استخدم الشاعر الإسباني لوركا القمر رمزاً للموت فيما كان يستخدمه الشعراء من الثقافات الأخرى رمزاً للجمال. وجاءت المحاضرة التي امتدت قرابة الساعتين زاخرة بالنقاشات الثرية لعدد من النقّاد والمهتمين. واختتمت الأستاذة ملاك الخالدي المحاضرة بشكرها للدكتور محمد شياع وجميع الحاضرين والمتداخلين بقولها: كلما تحدّث الدكتور شياع والنقّاد الحاضرين تُفتح لنا سماوات جديدة من الفكر والشعر فنحن اليوم في فردوس زاخر بالفلسفات والمآلات التي لا حدود لها، كما شكرت جامعة اليمامة مُمثلة بكرسي الأديب الراحل غازي القصيبي للدراسات الثقافية والتنموية لإثرائه الحراك الثقافي بكل ماهو مفيد وجديد و طرحه لعدد من المواضيع التي تثري الحراك الثقافي والفكري والأدبي في العالم العربي.