أطفالنا مع التكنولوجيا .

كثيرة هي الأسئلة التي يوجهها لنا الواقع حول ما نريده لأطفالنا في هذا العصر المتسارع في التقدم المفتوح على العوالم الأخرى, هل نحن مع أم أن الخوف قد استبد بنا فأضاع بوصلتنا, وما نريده إلى الآن من حروفنا أمام ما نعانيه؟. طفلنا اليوم أمام عالم مفتوح, فيه من الدهشة ما يجعله يخوضه دون الانتباه إلى عمره وما يناسبه من المحيط, لذلك كان لا بد لنا من الاهتمام بثقافته كأول بذرة نزرعها داخله تحمل معها كل القيم التي يجب أن تثمر فيما بعد بشكل إيجابي وبناء. ولأننا أمام طفل أكبر من سنه أمام ما يشاهده ويعانيه من أزمات وحروب فنحن بحاجة إلى أدب يحمل معنا عبء إنقاذه من كل ما هو سلبي قد يتعرض له حتى لا نترك أذى نفسي في داخله يجعله ينساق خلف من ينتهز براءته ويستغلها بسبب ما قد يقع بين يديه من مغريات أهمها التكنولوجيا التي أصبحت متوفرة بشكل كبير في كل بيت. مساعدة الطفل ثقافياً لم تعد ترفاً فنحن أمام مسؤوليات ومهام باتت ضرورة حتمية كي ننقذ ليس فقط طفلنا بل وحتى المستقبل الغامض الذي لا ندركه بعد. ولذلك كان لا بد من أدب خاص به ينقله من مرحلة العشوائية والفوضى إلى الاهتمام والتركيز بدفع من الأهل والمدرسة معاً حتى نرغب الطفل ونثير دهشته حول ما قد يثير انتباهه, ولأن الواقع المحيط به بات مرئياً له في كل وقت فنحن بحاجة إلى توضيح ما يحدث حوله بطريقة بسيطة تشعره بالرغبة وتنمية الحلول الإيجابية وبث روح التحدي حتى يخرج من الأزمات بأقل الخسائر النفسية ليكون عنصراً فعالاً فيما بعد. وفي ظل الغزو الرقمي بتنا بحاجة ماسة إلى السلامة الرقمية التي تقوم بتوعية هذا الطفل وتدمجه بشكل إيجابي في النهوض والمثابرة لأجل البناء , بناء ما هو نفسي أولا, ثم بناء الركائز التي سيكون عليها في الحياة, وهنا علينا أن ندمجه في الورش التدريبية المناسبة والمخيمات التفاعلية لكل فئة عمرية وحتى أننا يجب أن نتكاتف كأهل ولجنة تدريسية للعمل على هذا الأمر وأن نقوم بأنفسنا بمتابعة ودراسة كل ما هو مفيد لنؤدي هذه المهمة على أكمل وجه. ولأننا لسنا أمام متلق عادي, فنحن باجة إلى تطوير أدواتنا وأسلوبنا لصنع مهارات تناسب العصر الحديث وترشيد معرفة الطفل بما يناسب ظرفه وسنه وهذا لن يكون التحدي الأخير الذي قد نواجهه أمام التطور العصري الذي يزداد يوما بعد يوم, مع المحافظة الأكيدة على قيمنا الجميلة وإرثنا التاريخي الذي يجب أن يتسم بأصالته وصدقه حتى يستمر بطريقة جيدة . يعتبر الطفل الحياة القادمة, وطننا القادم الذي نحن بحاجة له بعد حروب وقهر وأزمات فهو من أهم أولوياتنا في كل زمن وفي كل مكان, وهنا يجب التركيز على الوسائل التي كانت ولازالت مؤثرة في حياة الطفل ومنها القصص القصيرة, الألعاب التفاعلية, المخيمات الكشفية, وغيرها الكثير التي يجب أن تبقى أداة بحاجة إلى التطوير حسب تطورات العصر لتبقى الجاذب الأول والأهم للطفل . أطفالنا حياتنا ووطن بلا أطفال تنمو وتفكر وتنجح هو وطن جاف لا قيمة له, فانتبهوا جيداً على ما يقع بين أيدي أطفالكم وأمام أعينهم, والأهم كونوا بسطاء صادقين وقدوة حسنة كي تنجحوا في الغاية التي نرجوها .