سؤال وجواب

س - ما حكم تحديد إيجارات العقار؟ ج: قال الله تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ» [النساء: 135]. وقال الله تعالى: «إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ» [النحل: 90]، فالعدل أساس الحكم، وبه تستقيم أحوال العباد والبلاد. وفي الصحيحين (البخاري رقم 6806 ومسلم رقم 1031) عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «سبعةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ في ظِلِّهِ يومَ لا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ: إِمَامٌ عَادِلٌ...»، فالعدل صفة واجبة في الإمام الشرعي، وهو من أعظم أسباب صلاح الأمة. وقد بيّن الإمامان ابن تيمية –رحمه الله– في مجموع الفتاوى (28/76-77) وابن القيم - رحمه الله - في الطرق الحكمية (2/672) أن التسعير يجب على الإمام إذا اقتضاه العدل ومنع الطمع والجشع، وتحقيق المصلحة العامة، إذ إن ترك السوق للفوضى مدعاة للظلم وذريعة للضرر، بينما التدخل العادل يحفظ الحقوق ويحقق المصلحة. والحكم في المملكة العربية السعودية -حرسها الله- قائم على أساس العدل وفق الشريعة الإسلامية وفقًا للمادة (8) من النظام الأساسي للحكم، ولهذا كانت القرارات الصادرة بناءً على التوجيهات الكريمة من سمو سيدي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء –حفظه الله– بتثبيت الإيجارات في مدينة الرياض لمدة خمس سنوات، تأتي تطبيقًا للعدل وحفظًا لحقوق الملاك والمستأجرين على حد سواء، وتعكس روح الشريعة في تحقيق القسط والاعتدال في السوق العقاري، وفيها رحمة ورأفة بذوي الدخل المحدود من المواطنين والمقيمين، كما أنها تسهم في استقرار الأسر، وتعزيز التنمية، وإيجاد بيئة سكنية آمنة مطمئنة. نسأل الله أن يحفظ مولاي خادم الحرمين الشريفين وسيدي ولي عهده الأمين، وأن يجعل هذه القرارات في ميزان حسناتهم، وأن يجعل ثمراتها عاجلة نافعة، إنه سميع مجيب -آمين-.