فارس الفتوى

قليلٌ أنْ يُقالَ له فقيدُ وحزنٌ بالغٌ وأسى شديدُ وإنْ يترجّلِ العلماءُ يومًا فإرثُ العلمِ يبقى لا يبيدُ ومن يغرسْ بأرض العلم غرسًا فحظُّ ثمارِه الجُلّى الخلودُ رسيسُ النخلِ يخلفُه فسيلٌ ويُهدي التمرَ يتبعُه المزيدُ أيا شيخًا بسيرتهِ فصولٌ من العِبَرِ الثمينةِ كم تزيدُ رعته الأمُّ ينهلُ من علومٍ وآياتِ الفلاحِ فطابَ عودُ ومَنْ كالأمِّ في خوفٍ وحبٍّ ومن كالأمّ راعيةً تجودُ فبانَ بلوغه حدثًا كنبعٍ تدفقَ ليس تمنعُه السدودُ إذا رفعَ الإلهُ العبدَ علمًا سما قدْرًا، وحيّته الجُدودُ فكمْ من صالحاتٍ سوف يلقى ومن كنزِ المحاسنِ يستزيدُ إمامًا قد نما، وزكا خطيبًا وضاءَ مُعلّمًا، وعلاهُ جودُ وأرشدَ سائلاً وهدى سبيلاً بفضلِ اللهِ تأتيهِ الردودُ رُبى عرفاتِ تعرفُه خطيبًا وحجاجٌ لموقفه شهودُ وليُّ الأمر كلّفـهُ لفتوى وأسندهُ إمامتَها يقودُ فقام بحملِ أعباءٍ، ومنه توالتْ في رعايتها الجهودُ ومَنْ يطعِ الغداةَ ولاةَ أمرٍ يفزْ بالخير من ربٍّ يجودُ ترجلَ فارسُ الفتوى سريعًا وإن طال الترحُّلُ والسهودُ ومن صدقَ العهودَ على حياةٍ ستصدقُـهُ من الله الوعودُ سألتُ اللهَ يغمره بعفوٍ ويغفرُ ، إنه البرّ الودودُ ويكرمُـه بعـافيةٍ ونُـزْلٍ يوسّعُ مدخلاً، فهوَ الحميدُ يغسّله بثلجٍ فيضَ ماءٍ كأنّ نقاءَهُ الثوبُ الجديدُ وبالإحسانِ يجزيه بمثلٍ وعفوًا كلُّ سيئةٍ تعودُ وأسكنه إلهيَ في ضفافٍ من الجنّاتِ يكنفهُ الخلودُ وثمَّ الصالحون وكلُّ برٍ يجاوره المُصدّقُ والشهيدُ بجودِكَ يا إلهي أنتَ برٌّ وفعّالٌ بـعـبدِكَ ما تريدُ