سلمان بن عبد العزيز..

وجه الخير وقائد السلام.

بإجماع القلوب وتعدد الأطياف، يحتفي السعوديون في كل ربوع الوطن بمرور عقد على تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود قيادة البلاد. فقد شهدت المملكة فترة حافلة بالإنجازات والتحولات الجذرية على كافة الأصعدة. فمنذ توليه الحكم – أطال الله في عمره - في الثالث من ربيع الثاني من عام 1436هـ، قاد مسيرة تحديث شاملة، مستنيرًا بخبرةٍ تراكمت على مدى نصف قرن في إدارة منطقة الرياض، خبرةٌ أضاءت رؤيته الثاقبة في الحكم والإدارة. خلال هذه الأعوام العشر السمان، شهدت المملكة خطة طموحة تهدف إلى تنويع الاقتصاد، وتطوير المجتمع، وتعزيز مكانتها على الصعيد الدولي. وبحكمة الملك سلمان وبصيرته، قاد البلاد وسط هدير سبع عواصف هوجاء، من خوض العمليات العسكرية الدفاعية الباسلة، إلى مكافحة التطرف، والفساد، والفقر، ومن تمكين المرأة إلى مواجهة جائحة كوفيد-19، فاستحق عن جدارة لقب “سلمان السلام” تقديرًا لعطائه وإنجازاته. تُعَد “رؤية السعودية 2030” حجر الزاوية في مسيرة التنمية الظافرة التي تشهدها المملكة في عهد الملك سلمان. هذه الرؤية الطموحة، التي أطلقها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان – وفقه الله - معتمدة على ثلاث ركائز أساسية هي مجتمع حيوي قائم على القيم الراسخة، واقتصاد مزدهر يوفر الفرص للجميع، ووطن طموح، وحكومة وثابة. وقد أخذت ثمار هذه الرؤية المباركة تُونِع على أرض الوطن فتتجلى بركاتها للعيان. فعلى الصعيد الاقتصادي، شهد الاقتصاد السعودي نموًا استثنائيًا، حيث تجاوز الناتج المحلي الإجمالي للمملكة في نهاية عام 2024م (4) تريليون ريال. بالإضافة إلى ذلك، يواصل صندوق الاستثمارات العامة، الذي يدير أصولًا بقيمة (4.1) تريليون ريال، لاعبًا دوره المحوري في تنويع الاقتصاد من خلال استثماراته الاستراتيجية في قطاعات جديدة وواعدة. وقد حقق الصندوق المركز الرابع عالميًا من حيث قوة الملاءة المالية وحجم الأصول الاقتصادية، مما يؤكد قوة الاقتصاد السعودي ومتانته. لم تقتصر إنجازات عهد الملك سلمان على الجانب الاقتصادي فحسب، بل امتدت لتشمل تحولات اجتماعية وثقافية عميقة غيرت وجه المجتمع السعودي. فقد شهدت المملكة انفتاحًا اجتماعيًا واعيًا ومتوازنا، كان من أبرز معالمه تمكين المرأة السعودية، التي حصلت على العديد من حقوقها الشرعية والإنسانية، وأصبحت شريكًا فاعلًا في مسيرة التنمية. وقد توجت هذه الجهود بإنجاز تاريخي، حيث تصدرت المملكة دول العالم في معدل التحاق النساء بالتعليم العالي في عام 2020. كما أخذت المرأة السعودية دورًا طليعيًا في قطاع الإدارة الحكومية والخاصة، وأضحت شريكًا قويًا في مسيرة التنمية الظافرة التي تعيشها المملكة. في الشأن الثقافي، أولى الملك سلمان - الذي يُعرف بـ (عميد الثقافة السعودية) اهتمامًا كبيرًا بالثقافة والتراث، حيث تم تأسيس وزارة للثقافة لأول مرة في تاريخ المملكة، وهيئة للتراث، ومجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، وصندوق التنمية الثقافية. كما شهدت المملكة إطلاق العديد من الكيانات والمبادرات الثقافية والفنية الرائدة، مثل هيئة الأدب والنشر والترجمة، وهيئة الأفلام، ومهرجان البحر الأحمر السينمائي، وبرنامج الابتعاث الثقافي. وقد أسهمت هذه المبادرات وغيرها في إثراء المشهد الثقافي وتنميته، وجعلت من المملكة مركز إشعاع حضاري يضيء بنوره المبارك جميع أرجاء المعمورة. في عهد الملك سلمان ترسخت مكانة المملكة العربية السعودية كعاصمة للعمل الإنساني النبيل، حيث أرسى دعائم العمل الخيري والمؤسسي من خلال تأسيس “مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية” الذي نفذ أكثر من (3600) مشروعًا خيريًا، في (108) دولة بلغت تكاليفها أكثر من (30) مليار ريال، مؤكدًا على أن الهدف هو بناء هذا المركز على البر والتقوى، وأن يكون قائمًا على البُعد الإنساني النقي غير مشوبٍ بأجندات خفية، وبعيدًا عن أي دوافع مشبوهة، حيث يقدم أقصى درجات الاهتمام والرعاية للاحتياجات الإنسانية والإغاثية. ويعكس هذا الدور الإنساني الرائد قيم المملكة العربية والإسلامية الأصيلة، والتزامها بمساعدة المحتاجين والمنكوبين في جميع أنحاء العالم. حقًا لقد أصبح “مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية” سيمفونية العمل الإنساني النقي التي شنفت آذان العالم بإيقاعاتها الأخاذة. شهدت المملكة في عهد الملك سلمان تطورًا كبيرًا في مجال الابتكار والتطوير التقني. فقد تم تسجيل (1746) براءة اختراع سعودية، مما وضع المملكة في المرتبة الأولى عربيًا والـ (25) عالميًا من حيث عدد براءات الاختراع. هذا الإنجاز يعكس التوجه الاستراتيجي للمملكة نحو بناء اقتصاد المعرفة والابتكار، والاستثمار في العقول والمواهب السعودية. أما في قطاع الصحة فقد تم إدراج (29) مستشفًى سعوديًا من أصل (504) مستشفيات سعودية عامة وخاصة، ضمن قائمة أفضل المستشفيات في العالم مما يؤكد على التطور النوعي في القطاع الصحي السعودي، والاستثمار في أحدث التقنيات الطبية والكوادر المتخصصة. أولت المملكة في عهد الملك سلمان اهتمامًا كبيرًا بقطاع التعليم، وذلك انطلاقًا من قناعتها الراسخة بأن الاستثمار في التعليم هو استثمار في مستقبل الوطن، حيث واصلت جهودها الطموحة في نشر العلم والمعرفة، وتطوير المناهج التعليمية، وتوفير بيئة تعليمية محفزة للطلاب في جميع أنحاء البلاد. كما حرصت الحكومة على تعزيز جودة الحياة، حيث أولت البيئتين الصحراوية والبحرية الاهتمام اللائق بهما. هذا وقد عززت المملكة علاقاتها مع دول الخليج العربي والدول العربية والإسلامية، وأصبحت لاعبًا فاعلًا في المجتمع الدولي، حيث تستضيف العديد من المؤتمرات والملتقيات الدولية، وتشارك بفعالية في صنع القرارات المفصلية على كافة المستويات الخليجية، والعربية، والإسلامية، والدولية. وعلى الصعيد العسكري، شهدت المملكة في عهد الملك سلمان تطورًا كبيرًا في قدراتها الدفاعية، حيث تسنم الجيش السعودي المرتبة (22) عالميًا، مما يعكس كفاءة القوة، وجدارة الاستعداد للدفاع عن حياض الوطن، وأراضيه الآمنة، ومقدساته الطاهرة. تتميز مدرسة الملك سلمان في الحكم بالعدالة والمساواة، حيث أصبح جميع أبناء الشعب السعودي في حضرة الملك وأمام الشرع وفي مواجهة النظام كأسنان المشط، فلكلٍ حق ونصيب، وعلى كلٍ مسؤولية وواجب، وأصبح جميع المواطنين سواء، فلا طبقية ولا محسوبية أمام ميزان القضاء وقد حرص الملك سلمان على ألا توجد حواجز تفصله عن الرعية، فأبوابه مفتوحة للجميع، يستمع إلى همومهم ويحرص على حل مشاكلهم. ففي هذا العهد الميمون ارتقى دور المواطن من متلقٍ ليكون شريكًا فاعلًا في بناء الوطن. في الذكرى العاشرة لتولي خادم الحرمين الشريفين مقاليد الحكم، يتطلع الشعب السعودي بكل فخر واعتزاز إلى المستقبل، واثقًا من أن مسيرة التنمية والازدهار ستستمر تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وجه الخير وقائد السلام، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز - حفظهما الله - ذخرَا للوطن وسندًا للمواطنين.