سلمان بن عبدالعزيز:

إحدى عشرة سنة من المجد المتجدد.

في ذاكرة الأمم لحظات تصنع الفارق، و في سجل الدول محطات تُميز عهدًا عن عهد.  وللمملكة العربية السعودية، فإن الثالث من ربيع الثاني عام 1436هـ ، لم يكن يوماً عابراً، بل كان بداية عصر جديد تُوّج فيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - أيّده الله - ملكاً للبلاد، لتبدأ مرحلة تاريخية حافلة بالإنجازات، تتداخل فيها الأصالة مع المعاصرة، و تتجلى فيها القيادة الحكيمة في أبهى صورها. لقد عرف السعوديون ملكهم قبل أن يعتلي العرش، فكان الأمير سلمان لعقود مدرسة في الإدارة و السياسة، و عموداً من أعمدة الدولة الحديثة، وقلباً نابضاً للعاصمة “الرياض” التي صنع من رمالها مدينة عالمية تُضاهي كبريات مدن العالم.  و حين تسلّم الراية ملكاً، لم يأتِ بجديد على تاريخه، و إنما عمّق ما تراكم من تجربة، و صاغه في مشروع نهضوي شامل حمل المملكة إلى آفاق لم تبلغها من قبل. رؤية تصوغ المستقبل: من أبرز ما ميّز عهد الملك سلمان إطلاق رؤية المملكة 2030، بقيادة ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله.  هذه الرؤية لم تكن وثيقة تنموية و حسب، بل كانت إعلاناً عن ولادة مرحلة جديدة في تاريخ السعودية: مرحلة التنويع الاقتصادي، و الاعتماد على الإنسان قبل النفط، و الانفتاح على العالم بثقة الكبار. تحوّلت الرؤية إلى ورشة حضارية كبرى: مشاريع نيوم و القدية و البحر الأحمر، و مبادرات التحول الرقمي، و تمكين المرأة و قبادتها  والشباب و تحديات الطموح ، و توسيع نطاق الثقافة و الفنون و الرياضة.  كل ذلك لم يكن ترفًا، بل كان ترجمة لحاجة وطن عظيم إلى مشروع يوازي طموحاته، ويستجيب لتطلعات أجياله. التحول الإجتماعي و الثقافي: عرف المجتمع السعودي في عهد الملك سلمان وولي عهده حراكاً اجتماعياً متسارعاً، أعاد رسم ملامح الحياة اليومية ، لم تعد السعودية منغلقة على ذاتها، بل غدت قلباً نابضاً للعالم، تستضيف الفعاليات الكبرى، و تُنشئ مواسم ثقافية و فنية و رياضية تنافس أعرق التجارب العالمية. و لأن النهضة لا تكون حقيقية إلا إذا استوعبت جميع مكونات المجتمع، فقد شهدت المرأة السعودية تمكينًا غير مسبوق، فأصبحت شريكة في القرار، و قائدة في الميدان، و مبدعة في شتى المجالات ،هذا التغير الاجتماعي لم يفقد المملكة أصالتها، بل جعلها نموذجاً عالمياً في كيفية الجمع بين حفظ الهوية و مواكبة الحداثة. السعودية في قلب العالم: على الصعيد الدولي، برزت المملكة في عهد الملك سلمان كقوة سياسية و اقتصادية مؤثرة، لا يمكن تجاوزها في أي معادلة إقليمية أو عالمية. من قيادة التحالف العربي لنصرة الشرعية في اليمن، إلى استضافة القمم الدولية مثل قمة العشرين، و من المبادرات الإنسانية و التنموية العابرة للحدود، إلى ريادة الحوار بين الثقافات و الأديان. لقد أصبحت السعودية، بفضل حكمة الملك سلمان و رؤية ولي عهده، قطباً أوسطاً عالمياً في الاقتصاد و السياسة و الطاقة. فهي الضامن لاستقرار أسواق النفط، و هي الراعية لمبادرات المناخ و البيئة عبر “مبادرة السعودية الخضراء”، وهي المحرك الرئيس في مساعي السلام و الاستقرار في المنطقة و العالم. مدرسة القيادة : ما يميز عهد الملك سلمان أنه لم يكتفِ بإدارة الحاضر، بل أسس لمدرسة قيادية جديدة، مدرسة عمادها الثبات على الجذور، و الجرأة في التغيير، و الوعي بأهمية أن تكون السعودية في موقع الريادة. هذه المدرسة تجسدت في شخصية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الذي بات يُنظر إليه عالمياً كأحد أكثر القادة تأثيراً في السياسة و الاقتصاد، و صاحب مشروع تحولي غير مسبوق في العالم العربي. أثر خالد و مجد متجدد: إحدى عشرة سنة من حكم الملك سلمان لم تكن مجرد سنوات تمضي في عداد الزمن، بل كانت عصراً كاملاً أعاد صياغة المملكة، و وضعها في مصاف الدول العظمى، و في كل خطوة من هذه السنوات كان المواطن السعودي حاضراً مستفيداً من النهضة، شريكاً في البناء، وحارساً للهوية الوطنية. اليوم، و المملكة تحتفل بالذكرى الحادية عشرة لاعتلاء خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز عرشها، نستحضر ملحمة من الحكمة و العزيمة و الفخر. إنها مسيرة ملك عظيم قاد دولة عظيمة بلغة العظماء، و معه ولي عهدٍ عظيم يفتح أبواب الغد. و ستبقى هذه الحقبة محفورة في ذاكرة التاريخ باعتبارها نقطة تحول كبرى، فيها ازداد الوطن رفعة، و تعززت الدولة قوة، و ارتفع الإنسان السعودي إلى مكانته المستحقة. إنها رسالة للعالم تقول: هنا المملكة العربية السعودية .. و هنا ملكها سلمان .. و هنا ولي عهده محمد .. و هنا المجد يتجدد ما دام الدهر.