السعودية..

تعانق الثريا مجدًا وفخرا.

إن قصة المملكة العربية السعودية هي ملحمة كفاح ملهمة، نقش فصولها الأولى المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - الذي استطاع بحكمته وشجاعته توحيد أجزاء هذه البلاد المترامية الأطراف تحت راية واحدة، ليعلن في 23 سبتمبر 1932م قيام المملكة العربية السعودية. ومنذ ذلك اليوم التاريخي المجيد، تحولت البلاد من مجرد صحاري قاحلة، وفيافي موحشة، وقرى متناثرة يحاصرها الخوف، ويشاكسها المرض، إلى واحات مستقرة تزهو بالأمن والاستقرار، وترفل بالرخاء والازدهار. وقد سار أبناؤه البررة من بعده على منهجه القويم، يواصلون الليل بالنهار من أجل رفعة هذا الوطن الغالي، ورفاهية مواطنيه الأعزاء على مدى خمسة وتسعين عاماً، حققت المملكة العربية السعودية إنجازات هائلة على جميع الصُعُد، وفي كافة المجالات، فعلى الصعيد الاقتصادي، تحولت المملكة من اقتصاد يعتمد بشكل أساسي على النفط إلى اقتصاد متنوع ومستدام، حيث شملت خطط التنمية الحكومية كافة القطاعات غير النفطية، مثل الصناعة والتعدين، والزراعة، والسياحة، والترفيه. وفي مجال الطاقة المتجددة، تصدرت المملكة المشهد العالمي من خلال مشاريع طموحة مثل مدينة نيوم، التي ستعتمد بالكامل على الطاقة المتجددة، ومشروع البحر الأحمر، الذي يهدف إلى أن يكون أول وجهة سياحية في العالم تعمل بالطاقة المتجددة بنسبة 100%. كما أطلقت المملكة مبادرة السعودية الخضراء، التي تهدف إلى زراعة (10) مليارات شجرة، وتقليل الانبعاثات الكربونية بنسبة (50%) بحلول عام 2030. وفي المجال الاجتماعي، شهدت المملكة تحولات جوهرية، كان من أبرزِها تمكين المرأة السعودية، حتى أصبحت اليوم شريكًا فاعلًا في مسيرة التنمية الظافرة، تتبوأ أعلى المناصب، وتشارك بفعالية في جميع مجالات الحياة. فقد ارتفعت نسبة مشاركتها في سوق العمل من (20%) في عام 2017 إلى أكثر من (37%) في عام 2024، وهو إنجاز تخطى المستهدف المحدد في رؤية 2030. أما في الفضاء الدولي، فقد عززت المملكة العربية السعودية مكانتها كقوة إقليمية وعالمية مؤثرة، لتلعب دورًا محوريًا في الحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة، وأسهمت بفعالية في حل القضايا الدولية. حيث استضافت العديد من المؤتمرات الدولية المهمة، مثل قمة مجموعة العشرين في عام 2020، والتي كانت الأولى من نوعها التي تُعقد افتراضيًا بسبب “جائحة كوفيد 19” وقد نجحت المملكة في إدارة هذا الحدث العالمي بامتياز تام، مما عزز من مكانتها كقائد عالمي في مجال التقنية والابتكار. تشهد المملكة العربية السعودية في يومها الوطني الخامس والتسعين، في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز – أطال الله عمره - نقلات نوعية غير مسبوقة في شتى المجالات، مستنيرةً بـ “رؤية السعودية 2030” التي أطلقها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز – حفظه الله - في عام 2016، تلك الرؤية المباركة التي تقف بكل صلابة وشموخ كحجر الزاوية في مسيرة التحول الوطني التي تشهدها المملكة. هذه الرؤية الطموحة، ليست مجرد مجموعة من الأهداف الاقتصادية فحسب، بل هي فلسفة عمل، وخارطة طريق شاملة لمستقبل المملكة، رؤية تهدف إلى بناء مجتمع حيوي، واقتصاد مزدهر، ووطن طموح. إن شعار اليوم الوطني الـ (95) “عزنا بطبعنا” ليس مجرد كلمات متخشبة، بل هو تجسيد حي لروح هذا الوطن الأبي، الذي يستمد قوته من أصالة ماضيه، وعزيمة حاضره، وطموح مستقبله. شعار يعكس جوهر الهُوِيَة السعودية الأصيلة، التي لم تُكتب بقرار بيروقراطي، ولم تُستورد من تجربة خارجية، بل وٌلِدَت من رحم هذه الأرض الطيبة، وتشكلت عبر قرون من التقاليد والقيم الأصيلة التي توارثها الأبناء عن الآباء والأجداد. وفي ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان، تتجه المملكة بخطى ثابتة نحو بناء مستقبل أكثر إشراقًا لأجيالها القادمة. وبهذه الروح العالية، وهذه العزيمة الصادقة، ستواصل المملكة العربية السعودية مسيرتها نحو المستقبل، لتبقى دائمًا في مقدمة الركب العالمي، وتحقق المزيد من الإنجازات التي تليق بتاريخها العريق ومكانتها المرموقة بين الأمم. فكل عام والمملكة العربية السعودية بألف خير وعزةً ومنعة، لتعانق الثريا مجدًا وفخرا.