كتاب جديد صدر في الولايات المتحدة الأمريكية ..
سيرة موجزة للملك عبد العزيز باللغة الانجليزية .

في لحظة تاريخية من تاريخ العالم، منتصف القرن التاسع عشر ومنتصف القرن العشرين الميلادي يظهر الملك عبد العزيز ال سعود ليواجه أحداثاً مفصلية متعلقة بشعبه ووطنه وأمته. كتب الكثيرون الكتب والمقالات والدراسات عن الملك المؤسس تناولت جوانباً مختلفة من سيرته، لكننا أمام محاولة جديدة لقراءة سيرة الملك المؤسس من منظور مختلف هذه المرة. فقد صدر مؤخراً للدكتور رواء محمود حسين كتاب جديد بعنوان (الملك عبد العزيز ال عبد العزيز: سيرة موجزة) باللغة الإنجليزية، والكتاب من إصدارات The Wise Book Center LLC في بنسلفانيا في الولايات المتحدة الأمريكية. يسعى الكتاب إلى تسليط الضوء على جهود الملك عبد العزيز وعطائه لبلاده وأمته. سيلاحظ القارئ للكتاب إنجازات الملك الراحل المؤثرة في مختلف المجالات: الدينية والاجتماعية والتعليمية والصحية والعلمية، وغيرها. ويأتي الكتاب في إطار اهتمام المؤلف بالدراسات عن المملكة العربية السعودية وتاريخها عموماً، وتاريخ الملك عبد العزيز ال سعود خصوصاً. يتضمن الكتاب خمسة فصول، يدرس الفصل الأول منها جانباً من سيرة الملك عبد العزيز ال سعود. أما الفصل التالي فيبحث في الجهود التي قدمها الملك عبد العزيز لرعاية مكة المكرمة والمدينة المنورة من ذلك تأسيسه للنظام الإداري الجديد لمكة والمدينة المنورة. والجهود المبذولة لإعمار الحرمين الشريفين، ومن ذلك إنشاء سبيل ماء زمزم لتوفير الماء للحجاج والمصلين سنة 1345هـ/1927م، وتأسيس مصنع كسوة الكعبة، و تصنيع باب الكعبة من الخشب الجاوي المطعم بالذهب والفضة في عام 1944م - 1363هـ وتم تركيبه في عام 1366هـ. ومن ذلك، إنشاء مظلة في منطقة المسعى لحماية الزائرين من حرارة الشمس سنة 1947م - 1366هـ. كما قام الملك عبد العزيز بتعيين العديد من أبرز العلماء في مكة المكرمة للقيام بالمهام الدينية ومنهم الشيخ محمد بن عبد العزيز بن مانع، وغيره. من الخدمات المهمة التي حصلت في عهد الملك عبد العزيز طباعة المصحف الشريف، والذي سمي بمصحف مكة، عام 1940 م، وكانت هذه هي المرة الأولى على الاطلاق التي يتم فيها طباعة المصحف الشريف في المملكة العربية السعودية. كما اهتم الملك عبد العزيز بالمدينة المنورة اهتماماً بالغاً من النواحي العديدة: الإدارية والعمرانية والخدمية فضلاً عن الدينية. ويتناول الكتاب علاقة الملك عبد العزيز بالمجتمع، ويعطي فكرة عن الثقافة السعودية قبل وبعد الملك عبد العزيز، وما قدمه الملك عبد العزيز من خدمات للشعب. ومن أجل تقديم صورة وافية عن ذلك، كان لابد من تقديم صورة عن المجتمع السعودي قبل عهد الملك عبد العزيز وبعده، لكي تتضح عند القارئ جهود الملك عبد العزيز الاجتماعية. فقد نقل الملك المؤسس المجتمع السعودي من الفرقة إلى الاجتماع ومن الصراع إلى السلم العام، ومن الانقسام المجتمعي إلى الوحدة الاجتماعية. حيث أصبح المواطنون والمقيمون والزوار للمملكة يلمسون هذا الأمن والسلم العام خصوصاً في مواسم الحج. يتناول الكتاب أيضاً رعاية الملك عبد العزيز للتعليم والعلماء. فيُسلِّط الضوء على جهود الملك عبد العزيز في استقطاب الكفاءات العلمية إلى المملكة، وتأسيس النظام التعليمي الجديد في المملكة العربية السعودية وتطويره، وسن القوانين التعليمية الجديدة التي تؤطر تطوير التعليم. كما يُظهر اهتمام الملك عبد العزيز بالكتاب وطباعته ونشره. يتناول الكتاب أيضاً التطور العلمي في ضوء رؤية الملك عبد العزيز ال سعود، ويشرح جهوده في توفير وسائل النقل الحديثة في مدن المملكة العربية السعودية المختلفة، ومن ذلك تأسيسه للنواة الأولى لفرق الدفاع المدني (فرقة إطفاء الحرائق)، وارسال الوفود والبعثات إلى الخارج من أجل اتقان العمل على مهارات تقنية جديدة بدأ العالم يشهدها آنذاك مثل التلغراف والراديو والهاتف، فضلاً عن تدريب الكفاءات السعودية على استخدام المكائن والمعدات الحديثة من أجل العمل على تطوير المجتمع السعودي والمملكة بشكل عام. يتناول الكتاب أيضاَ تأسيس نظام الرعاية الصحية في عهد الملك عبد العزيز، إذ شهد عصر الملك عبد العزيز ال سعود تطوراً كبيراً في القطاع الصحي، تمثل هذا التطور في سن القوانين المتعلقة بالصحة والرعاية الصحية، وتوفير المستلزمات التي يحتاجها هذا القطاع في المملكة العربية السعودية. إذاً، فالكتاب يحاول أن ينقب في جوانب تكشف أبعاداً جديدة في شخصية الملك عبد العزيز ال سعود، الملك والقائد والإنسان، مستهدفاً أن تتجه الدراسات والأبحاث إلى هذه الجوانب الدينية والإنسانية والإجتماعية في حياة الملك المؤسس وجهوده.