نصوص

جريمة العجوز. في داخلي حزنٌ معرفي. لدي قلقٌ من المرويات، متى ما كنتُ خارج الوقت المحدَّد لفحم قاطرة التاريخ، حتى صرتُ المؤقّتًا أو المشطوب. مدرستي تحوَّلت إلى فناء، ونهاري الرتيب أصبح مقهى! لم يعد لي أي شيءٍ يوازي صمتَ جدي. أقول بقلقٍ معرفي، بحزنٍ معرفي، أخاف أن يرتبك التاريخ! أن يرتكب بي جريمة معرفية، أن يكون آثارًا في شعر نزيل، نهايةً لرجلٍ أتمَّ الحياة على مهل. أُحدثك وأنا لم أكمل الكروسون. أخاف أن يتحقق شكٌه القديم أشعر بارتيابٍ منك، سيِّدَنا العجوز، حياتُنا عبءٌ عليك!. طفولة! بَتٌ.. لا أعرفك إلا كشخصٍ ميت، ترسم الأحلامَ لك لونَ المبيت، تعلِّق صوتك في الصُّواري، وتعوم باسمك. أنت الذي لم تعرف الضيقَ يومًا، عشتَ في ثوبٍ من فرح. تكتب في الخمسين من عمرها سيدةٌ عنك، طَعم الآخر في قلبك، بقاءُك كإحسانٍ لتاريخٍ يرى، عن مكتوبك اليومي حين أصبح وثيقة، عن زوال النسيان فيك. تنسج الكلمات عنك، أنت طفلُها المرويُّ في الأبحاث، تكتبك بلغاتٍ مختلطة، وأنت في منامك ترسم الليلَ حوريةً، وتغرق في سراب، ماضيًا إلى حيث لا تنتهي، صغيرًا.. وإن طغى بك العمر.