المحررون

مع كل اكتشاف جديد، يزداد يقيننا بعراقة أرض المملكة وامتداد جذورها في التاريخ الطبيعي والإنساني. أحدث هذه الاكتشافات جاءت عبر دراسة علمية لهيئة التراث، حلّلت 22 متكونًا كهفيًا في “دحول الصمّان”، لتكشف أن أرض المملكة كانت واحة خضراء قبل ثمانية ملايين سنة، في أطول سجل مناخي بالجزيرة العربية وأحد أطول السجلات في العالم. وقد اختار فريق التحرير هذا الموضوع ليكون غلاف هذا العدد. في صفحة “حرفة في اليد”، نسلّط الضوء على صناعة السِّبح التي تجاوزت كونها مجرد فن يدوي ينحت في الأحجار، لتصبح فعلًا ثقافيًا ضاربًا في عمق التاريخ. ولعل أرقام هذه الحرفة الاقتصادية تفاجئ الكثيرين؛ ففي عام 2022 بلغ حجم سوق السبح في المملكة 107 ملايين ريال، مع وجود 27 مصنعًا متخصصًا. وفي صفحة “فاعل خير”، نتوقف عند جمعية “يبصرون” للعيون بمكة المكرمة، إحدى الجمعيات الرائدة في تقديم الرعاية الصحية لمرضى العيون في المملكة، حيث أسهمت مشاريعها النوعية في موسم حج هذا العام في إعادة البصر لعدد من الحجاج. أما في “حديث الكتب”، فيقدّم الدكتور صالح الشحري قراءة معمقة لكتاب الدكتور عبدالعزيز الصويغ “الردحيولوجي.. سياسة ترمب”، متناولًا شخصية الرئيس الأمريكي الساخرة والمثيرة للجدل. كما يعرّفنا محمد القشعمي، في سلسلة “أعلام في الظل”، على يحيى بن محيريق، شاعر الحب في “المنطقة المحايدة”. وفي مراجعة خاصة، يستعرض بكر منصور بريك كتاب الكاتب والصحافي داود الشريان “عيال البسة”، الذي يوثق رحلته مع العمود الصحفي. وعلى صعيد السينما، يكتب سعد أحمد ضيف الله عن فيلم “نورة” للمخرج توفيق الزايدي، معتبرًا أنه قدّم رؤية فنية متميزة عكست التحولات الثقافية في المجتمع السعودي. وفي صفحة “وجوه غائبة”، يستعيد الزميل أحمد الفاضل سيرة الكاتب والمفكر مصطفى محمود، الذي سار بين عقلانية العلم وروحانية الفكر. أما في “المرسم”، فتطل علينا الفنانة التشكيلية عواطف المالكي، لتحدّثنا عن جدارياتها العملاقة التي تزين المساحات تحت الأرض وفوقها. وفي “الكلام الأخير”، يختتم إبراهيم مفتاح العدد بمقال طريف بعنوان “في مكتبي جنية”