«الكشكول» سعد الغريبي ..

بين حدائق الشعر والرواية والخواطر وأدب الرحلات.

- من المتفق عليه لدى كل الذين يعرفون أ. سعد بن عبد الله الغريبي أنه رجل متنور، متنوع المعرفة، واسع الاطلاع والرؤية، وباحث جاد ومتمكن. - ولعل أهم ميزة من مزايا هذا الرجل الكثيرة أنه لم يستعجل الظهور، ولم يستعجل النشر والإصدار مثل كثيرين وأنا أحدهم. - بل ظَلٌَ يطبخ مواهبه على نار هادئة، وعلى مدى عقود وهو يتابع ويقرأ ويبحث ويرصد ويُدقق..، حتى نضجت ثماره في كل الحقول التي أفنى شبابه وهو يحرثها ويغرسها ويسقيها بماء روحه وشغفه. - تشرفت بمعرفة أ. سعد قبل أربعين عاماََ تقريباََ عن طريق بعض زملائه الذين تم إيفادهم للتدريس في اليمن. - وأصبحنا، منذ أن تعرفنا على بعضنا، صديقين في الحضر وفي السفر. وبرغم هذه الصداقة الحميمة، وهذه العشرة الطويلة..، لم أكتشف سِرٌَ مواهبه التي كان يتكتم عليها أمامي وأمام غيري. - وبعد مرور تلك العقود الأربعة، فوجئت به، بل فوجيء به الجميع، وهو يكشف عن ثمار خزائنه، ويعرضها أمام الملأ على هيئة : مقالات، وقصائد، وإصدارات متنوعة. - كما فوجئنا به، وهو يعتلي منصات الإبداع داخل الوطن وخارجه، وبصورة لافتة ومنافسة. - وإذا بهذا الصامت، بل هذا البركان الخامد يتفجر في جميع ساحات الإبداع، ويتجاوزنا في مضمار العطاء الأدبي بكل أنواعه..! - أمام هذا النبوغ المتأخر واللافت والمفاجيء، لا أجد أي تعليق مناسب، سوى أن أقول : اللهم لا حسد.. ياسعد. *** - لقد كان من الواجب علي أن أكتب عن هذا الرجل الظاهرة، وهذا الصديق العزيز منذ وقت مبكر، لولا أن حال دون ذلك أمران : الأول : عنصر المفاجأة الذي جعلني في حيرةِِ من أمري، ماذا أكتب، وكيف أكتب عن ينابيعه التي تفجرت في مختلف الأجناس الأدبية..؟! الأمر الثاني : أن نبوغه تزامن مع فترة طويلة من الزمن توقفت أثناءها عن كتابة المقالة، وقد يعود هذا التوقف إلى انشغالي بمتابعة بعض منصات التواصل الاجتماعي وبالنشر فيها على مدى سنوات. تلك المنصات التي استهلكت وقتي وجهدي دون أي مردود إيجابي على موهبتي وعطائي الأدبي، الأمر الذي دعاني للخروج منها بناءََ على نصيحة من أخي وصديقي العزيز د. عبد الله الزازان الذي نصحني بالتوقف عن التغريد، وبالالتفات لأشيائي الجادة والأساسية. - أما عن السبب الذي دفعني اليوم للكتابة عن الصديق الشاعر/ سعد الغريبي، فيعود لإحساسي بالتقصير في حقه وفي أداء الدٌَين الواجب له في ذمٌتي كصديق ورفيق درب سَمْح ومُمَيٌز ظلٌَ على مدى سنوات وهو يُشيد بي وبعطائي وإصداراتي، ويُقدٌر آرائي وإيجابياتي، ويتجاوز عن أخطائي وسلبياتي. وهناك سبب آخر كان دافعا مباشراََ للكتابةعنه، وهو أنني خلال الأيام القليلة الماضية، كنت أتجوٌل في حديقة مجموعته الشعرية “هي تدري” الصادرة عام : 1443هجرية - 2022م عن دار مستقبل الكتاب للنشر والتوزيع. حيث استوقفتني معظم نصوص هذه المجموعة، وأثارت إعجابي وتفاعلي معها، وأكدَتْ لي نُضج شاعريته وتمكنه من أدواته. ففي قصيدة له بعنوان : “الشاعر” يرد بها على من يتساءلون بسخرية واستنكار عن دور الشاعر، وعن فائدة الشعر ووظيفته. لاحظت أنٌَ معظم أبيات القصيدة استأثرَتْ بشرح وظيفة الشاعر في ثلاثة عشر بيتاََ على حساب الحديث عن أهمية الشعر الذي حظي بثلاثة أبيات فقط. - فيقول عن الشاعر مثلاََ : هُوَ صانعُ الأفكار مِنْ أحلامهِ وخيَالِهِ، ورُؤاه تلك المُتْرَعَةْ هُوَ مَنْ يُحَلٌقُ - باحثاََ عن فِكْرَةِِ يصطادُها.. حتى يُزيٌنَ مَطلَعَهْ لا يرتضي عَيْشَ السٌُفُوحِ، وإنٌما بِذُرَى الجِبَال، يُقيمُ فيها مَهجَعهْ يتَودٌدُ الغيماتِ.. يعصرُ كَرْمَها يُسقي بهِ أقلامَهَ .. المُتنوٌعةْ وبِهَا يُسَطٌرُ أحرُفاََ رقراقةََ وضٌَاءةََ .. شَفٌَافَةََ .. ومُشعشعةْ - إلى آخر ما هنالك من أبيات تصويرية تُجسٌد مُهمة الشاعر وأهمٌيتَه في الوجود. - ويقول عن الشعر : يا سائلاََ : ما الشعرُ؟، ما أدوارُهُ؟ هاذي مقولةُ أهوجِِ.. مُتَسَرٌعةْ الشعرُ، مِنْ عصرِ المماليكِ، انقضى فَمَنْ الذي، في عصرنا، قد أرجعَه؟ لو لم يكُنْ للنٌَاسِ فيهِ حاجةُُ ما عَادَ، في أبهى قوالبَ مُبدِعةْ - وهي قصيدة جميلة، إلا أنني توقفت عند مطلعها الذي يقول فيه : “يا مَنْ يُسائلُ شاعراََ ما “تصنعُ” ماذا يُفيدُ الشعرُ حتى نسمعه..؟” وتمنيت لو أنه بحث عن مُفردةِِ أخرى غير “تصنع” نظراََ لركاكتها وافتقارها لأي ملمح جَمَالي. والغريب أن هذه المفردة تكررت في البيتين الأخيرين من القصيدة، ولكن بصيغة مختلفة قليلاََ : “يا مَنْ يقولُ لشاعرِِ ما تصنعُ..؟” ولا يخفى على أخي أ. سعد، كشاعرِِ يعوم في أمواج الشعر، شاعراََ، وقارئاََ، وناقداََ متذوقاََ، ضرورة العناية بمطلع القصيدة، فهو بمثابة المدخل الذي يُثير انبهار المتلقي، ويمنحه الانطباع الأول عما بعده من الأبيات. *** - وفي قصيدةٍِ أخرى ألقاها الشاعر أ. سعد في افتتاح مهرجان إسكندرية الدولي للفنون والإبداع بتاريخ 4/2/2018 تحت عنوان “ أرض العرب” يتجلٌى في أبياتها الأربعة الأولى، مانحاََ جمهورية مصر العربية الشقيقة ما تستحقه من عقود وجواهر الإشادة والثناء، حيث يقول : قالوا : أترحلُ عن أهلِِ، وعن وطنِِ؟! فقلتُ : أرحلُ نحو الأهلِ والوطنِ إنْ كان في “نجد” لِيْ بيتُُ ومُنتَجَعُُ فمصرُ لِيْ مرفأُُ ترسُو بهِ سُفُني أزورُها كُلٌَ حينِِ كَيْ أجدٌدَ ما فَقَدْتُهُ من خَلايا الروحِ، والبَدَنِ مصرُ الحبيبةُ أرضُ العُرْبِ كُلٌِهِمُوا ومَلجَأُُ لهُمُوا..من قَسْوةِ الزٌَمَنٍ - ثُمٌَ تُسافرُ بقيٌةُ أبيات القصيدة في رحلة فخر وثناء وإعجاب بتاريخ مصر وحضارتها وآثارها وشواهدها وفنونها وآدابها. *** - وفي إطار دائرة النقد الاجتماعي، نقرأ له نصاََ طريفاََ بعنوان “ المُمَاطل” يقول في بعض أبياته : إذا جئتُ أرجو منه أمْراََ، أجَابَني بِوُدٌِِ، وترحيبِِ، ووعدِِ مُؤكٌدِ ودَقٌَ بِيُمْناهُ على الصٌَدرِ، قائلاََ : مُرادُكَ مَقْضِيٌُُ ضُحى اليومِ أو ... غَدِ وأمكُثُ أيٌَاماََ... أرَجٌيْ وَفَاءَهُ ولستُ أرى إلٌا سَرَاباََ - بِفَدْفَدِ وآتيْهِ، بعدَ اليأسِ مِنْهُ، مُذَكٌرَاََ أقولُ : متى تُوفيْ بوعدكَ.. سَيٌدي..؟ فيَضْربُ باليُمنى الجَبِيْنَ، مُردٌدَاََ : نسيتُ، فسَامِحنيْ، فما كانَ مَقْصدي *** - وهكذا يأخذنا أبو عبد الله كسائحِِ مُحترف في جولةِِ سياحية ماتعة إلى فضَاءات وآفاق وحدائق مجموعته، فيطير بنا إلى آسيا الوسطى، وتحديداََ إلى جمهورية أوزبكستان على قافية قصيدةِِ بعنوان “طشقند” يقولُ في بعض أبياتها : فسألتُها : مَنْ أنتِ .. سيٌدتي؟ مِنْ أينَ .. هذا الرٌَونقُ الفَردُ؟ هذا بَهَاءُُ........ لا مَثِيلُ له والحُسْنُ هذا..... ما لَهُ نِدٌُ - ثم دخل في حوارية لطيفة مع المدينة تضمنت استعراض تاريخها القديم المتجسٌد في انضوائها تحت لواء الإسلام، وتاريخها الاستعماري المتمثل في غزوها من قبل : جنكيز خان، وهولاكو، وتيمور لانك، فيقول مثلاََ على لسانها : قالَتْ : أحَقٌَاََ.. أنتَ تجهلني؟ إنٌيْ بلادُ الشٌَاشِ (طشْقَنْدُ) تاريخُ هذا الكَون يعرفُني عُنْواني : الإقْدامُ، والجِدٌُ كَمْ سرٌَني، إذْ جَاءَ قائدُكُمْ البَاهليٌُ “ قُتَيبةُ “ الجَلْدُ وافَى إليٌَ، وتحتَ إمْرَتِهِ جُنْدُُ أشاوِسُ ما لَهُمْ عَدٌُ جَاؤا إليٌَ، وفي مَعيٌَتِهِمْ الدٌِيْنُ، والأخلاقُ، والرٌُشْدُ - ويجيبُها، مُذكٌراََ إيٌَاها بما حدث لها بعد ذلك من الغُزاة الآخرين، قائلاََ : حدٌَثْتِنيْ عن أعصُرِِ سَلَفَتْ ماذا جرى لمٌَا دَنَا العَهْدُ..؟ لمٌَا غَزَا (جنكيزُ ) أرضكُمُ واجْتَاحَها (هولاكو) مِنْ بعدُ حتى إذا ( تيمورُ) باغَتَكُمْ فإذا البلادُ ... بَلاقعُُ جُرْدُ - ويستمر هذا الحوار بين الشاعر وبين المدينة على هذا النحو إلى أن يقول لها في خاتمتها : تاريخُ دولتكُم .. كمَا لُجَجِِ تمتدًٌ - طَوْرَاََ...، ثُمٌَ ترتدٌُ ...... أُعْجِبْتُ إذْ أبصرتُ أيديَكُم لحواضر الإسلامِ...، تمتدٌُ ...... بلدَ الجَمال الغض دامَ لكُمْ الأمنُ، والنٌعمَاءُ، والسٌَعدُ *** - وفي غمرة إحساسه الوطني لا يفوته أن يُلقي تحية وداع وفخر واعتزاز لشهداء عاصفة الحزم، عنوانها “دمُ الشهيد” يقولُ في مطلعها : مجدُُ على سِفْرِ الزٌَمانٍ يُسطٌَرُ ومَفَاخرُُ، بِدَمِ الشهيد، تُحَبٌرُ نادَاهُمُو داعي الجِهاد..، فأقْبَلوا ومَضَوا إليه بهمٌةِِ.. لا تفتُرُ وقضَوا..، يذُودُونَ العدوٌَ عن الحِمى حتى تَوَلٌى.. خَاسِئاََ، يتحسٌَرُ نالُوا الشهادةَ، والحياةَ، وخَلٌَفُوا سِيَرَاََ يضوعُ عبيرُها، إذْ تُزهِرُ - ثُمٌَ انطلق بحماسة المواطن الشاعر يسرد أسباب ومبررات قيام معركة عاصفة الحزم، ويهجو الحوثيين الذين باعوا أنفسهم وبلادهم لشيطان الحرب الأهلية المدمرة، ويدافع عن بلاد الحرمين الشريفين، ويشيد بحزم وعزم قيادتها الرشيدة المُظَفٌَرة. *** - وبعد ذلك نرى الشاعر الغريبي يقفز قفزةََ طويلة من مشرق الشمس إلى مغربها، ليقف في بهو منزل الشاعر الأسباني الشهير “لوركا” الواقع بقرية “فالديربيو” القريبة من مدينة غرناطة، بتاريخ : 2019/10/19م، ويُلقي عليه التحية وهو في ضريحه، قائلاََ : سلامُُ عليك .. نديمَ النجومْ سلامُُ عليك .. صديقَ القمَر سلامُُ عليك.. حبيبَ الغيومْ بليلِ الخريف، ورخٌِ المَطر سلامُُ عليك.. نَصٍيرَ الضعيفْ سلامُُ عليك.. صديقَ الغَجَر - ثُمٌَ يمضي يخاطب “لوركا” في بقية أبيات هذه القصيدة الجميلة التي أعتبرها واسطة العِقد في المجموعة، مستعرضاََ سيرته ومواقفه الإنسانية والوطنية، ومُقارناََ بينه وبين من اغتالوه غدراََ، ولم يتمكنوا من اغتيال قصائده الخالدة أبد الدهر، فيقول : أتيتُكَ ياصاحبي، أقْتَفيْ نَدِيٌَ خُطاك، وطيْبَ الأثر فأنتَ جديرُُ بكل احترامٍِ و ودٌِِ تَجَاوَزَ .. كُلٌَ الأُطُر أغَظْتَ عِدَاكَ، فَلَمْ يصبِروا وقامُوا .. بفعلهِمِ المُحتَقَر فَقَد علموا أنٌَ وقْعَ الكلام على النٌَفْسِ قاسِِ كوَقْعِ الحَجَر وأنٌَ القصَاااااااااائدَ قاتلَةُُ كَمَا السٌَهْمِ، مُنطلقاََ مِنْ وتَر وظَنٌُوا بأنٌَكَ..، حينَ تَمُوتُ سَيَبْقَونَ في مأمنِِ من خَطَر وما عَلِمُوا أنٌَ دَأْبَ الحياة فنَاءُ النٌُفوسِ، وعَيْشُ الفِكَر - وهكذا يستمر أ. سعد في التدفق العاطفي وهو يعزف على هذا الوتر الذي ينتصر فيه ل”لوركا” ولشعره، ويكيلُ الهجاء لمن قتلوه، إلى أن يقول في ختام القصيدة : فَهَا أنتَ، بعد عُقُودِِ مَضَتْ تعيشُ بَهِيٌَاََ .. بِذِكْرِِ عَطِر ونَقرَأُ أشعارَكَ الخَالِدَاتِ فَتُؤنِسُنا في ليالي السٌَمَر ونَذْكُرُ بالخير ما قد صَنَعتَ ونأخذُ، ممٌَا كتَبْتَ...، العِبَر ونَذْكُرُ بالسٌُوءِ مَنْ أعدَمُوكَ بِلَيْلِِ بَهِيْمِِ ... قُبيلَ السٌَحَر فَنَمْ آمِنَاََ.. يااانَصيرَ الحَيَاةِ وعِشْ خالداََ يانَظِيرَ الدٌُرَر - وتعبيراََ عن إعجاب أ. الغريبي البالغ بهذا الشاعر الإنسان وبشعره، فقد أصدر عنه وعن أشعاره كتاباََ مستقلاََ تحت عنوان “ قيثارة غرناطة: فيدريكو غارسيا لوركا” *** - وفي قصيدة غزلية جميلة ولطيفة وطريفة، يقول : تسألني مُغضَبَةََ : ما لَهَا حبيسةُُ في البيت بين الجُدُر؟ تقول لي : أطلقْ سَرَاحي، فَقَد أصَابَني احتجازكُم.. بالضٌَجَر قد مَرٌَ من عُمْريَ عامُُ، وما تجاوزَتْ رِجْلاي بابَ المَقَر كنتُ رفيقةََ لأسفااااارِكُم هل نالَكُمْ منٌيَ أدنى ضَرر؟ أطلقْ سراحي ..سيٌدي عاجِلاََ فَكَمْ تبقٌَى، ياتُرى، من عُمُر؟ - وهكذا تظل “ رفيقة سفره” ترجوه وتستعطفه بكل الوسائل، وتُعبٌر عن اشتياقها للسفر، ولرؤية كل ما كانت تراه خلال أسفارها الكثيرة معه، إلى أن يعطف عليها ويلتفت إليها، وهو يقول : أغضَبَني اتٌهامُها.... أنٌني وراءَ ما أصَابَها من كَدَر لكنْ عذرتُ جَهْلَها واقعاََ عشناه، وهْيَ ما درَتْ ما الخَبَر فقلتُ : ياصديقتي.. حَالُنا واحدةُُ، فكلٌُنا.. قَد حُجِر فقد غَزَانااا قاتلُُ مُجْرِمُُ يدعُونَهُ”كوفيد تسعةْ عشَر” - ويظل يتحدث في بقية أبيات القصيدة عن هذا الوباء القاتل الذي غزا العالم، وما ترتب على ذلك من إجراءات احترازية في جميع الدول.. إلى أن يأتي على ختام القصيدة، ليُفصح عن اسم رفيقة سفره الغاضبة المُعاتبة، قائلاََ : لا تقلقي “حقيبتي” في غَدِِ نُواصلُ الترحال بحراََ وبَر حقيبتي ما زِلتِ أنتِ التي بدونها، لا أستسيغ السفر *** - وبعد، ليس هذا كل ما في المجموعة، وإنما هي نماذج مختارة مما تحتويه من قصائد ومقطوعات شعرية، أرجو أنني وفقت في اختيارها، كما أرجو أن تكون كافية لتقديم لمحة عن تجربة هذا الشاعر الذي فرض إسمه في ساحات الإبداع وملتقياته داخل البلاد وخارجها. - وبالعودة إلى عنوان المقالة، فإننا نجد أن أ. سعد يسعى بجد ونشاط لافتين في دائرة التأليف والإصدار في جميع المجالات الأدبية، وقد غزت إصداراته معارض الكتاب العربية في : اللغة، والأدب، والشعر، والرواية، والخواطر، وأدب الرحلات..، مما يعكس مدى حرصه واهتمامه ومتابعته وقراءاته في جميع هذه الساحات العلمية والأدبية. - هذه الشمولية التي يتميز بها الرجل هي ما جعلني أطلق عليه لقب “الكشكول” مَدٌَ الله في عمره، ومتعه بالعفو والعافية، وزاده نشاطاََ وعطاءََ وتألقاََ، وأكثر من أمثاله.