المواطن السعودي مواطن ملكي.

لم تكتب القصة من قبل بهذه الطريقة .. لأنها ليست مجرد سرد تاريخي، بل هي حكاية عائلة ممتدة اسمها “السعودية”. نعم، العائلة المالكة الكبرى التي لا يحمل اسمها الملوك فحسب، بل يحمله كل مواطن و مواطنة على هذه الأرض الطيبة. هذه هي الوحدة الوطنية المتجسدة في أسمى معانيها: المواطن السعودي مواطن ملكي. ليس اسماً على مسمى، بل مسمىً على اسم تأمل جيداً: المملكة العربية السعودية. كلمتان تحملان دلالة عميقة. “العربية” هوية انتمائنا الثقافي و الحضاري. أما “السعودية” فهي ليست مجرد إشارة إلى الأسرة الحاكمة، بل هي تتويج رمزي لكل من ينتمي لهذا الوطن. إنها إهداء فريد من نوعه .. أن يمنح الحاكم مواطنيه شرف حمل اسم عائلته كوطن لهم. هذه ليست علاقة حاكم بمحكومين، بل هي رابطة عضوية في أسرة واحدة كبيرة. المواطن هنا ليس رقماً، بل هو فرد في “العائلة السعودية”. جذور اللقب: عهد المؤسس والعهود المباركة لطالما فهم حكام هذه البلاد، منذ تأسيسها على يد المغفور له الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - أن القوة الحقيقية تكمن في قلب الشعب. لم يكن لقاء المؤسس بالمواطنين في مجلسه الشهير مجرد استقبال، بل كان تأسيساً لعلاقة أب بأبنائه. كان يستمع، يفهم، و يشاركهم همومهم و أفراحهم. لقد وضع حجر الأساس لفكرة أن المواطن شريك في المسيرة، و ليس مجرد شاهد على العصر. هذا الفهم المتجذر استمر عبر العهود المباركة. الملك سعود الذي أكد على التعليم كحق ،الملك فيصل صاحب الرؤية الثاقبة و التواصل المباشر ، الملك خالد الذي عزز مسيرة التنمية ، الملك فهد الذي أطلق مشاريع عملاقة خدمت المواطن ، الملك عبدالله الذي أسس لمرحلة جديدة من الرعاية والتنمية المستدامة ، وصولاً إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، و ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان - حفظهما الله -، حيث تجلت هذه العلاقة في أبهى صورها مع “رؤية 2030”. الرؤية التي لم تكن قرارات من فوق، بل حوار مجتمعي طويل، استمع فيه القادة لطموحات وتطلعات “أفراد العائلة”، ليرسموا معاً مستقبلاً مزدهراً. المشاريع العملاقة، و الإصلاحات الاجتماعية، و التركيز على جودة الحياة، كلها تنطلق من مبدأ واحد يعتمد على رفاهية المواطن السعودي هي غاية الحكم و وسيلته. “مواطن ملكي”: اللقب الذي يحمل المسؤولية ماذا يعني أن تكون “مواطناً ملكياً”؟ إنه شرف عظيم، لكنه شرف يحمل في طياته مسؤولية جسيمة: 1. المسؤولية تجاه الوطن: كأي فرد في أسرة عريقة، المسؤولية تجاه بيتنا الكبير “السعودية” تصبح واجباً مقدساً. الدفاع عنه ،حمايته، بناؤه، و المحافظة على مكتسباته. 2. المسؤولية تجاه الاسم: حمل اسم “السعودي” يعني تمثيل قيم هذه الأسرة: الكرم، الشجاعة، الإيمان، الوسطية، و العمل الجاد. سلوكك هو انعكاس لاسم وطنك. 3. المسؤولية تجاه الإرث: الإرث الذي بناه الأجداد و الآباء من حكام و مواطنين، إرث من الوحدة و التضحية و البناء، يجب أن نحمله بفخر و ننقله للأجيال القادمة بمزيد من العطاء. 4. المسؤولية تجاه المستقبل: المشاركة الفاعلة في بناء غد الوطن، بالعلم، و الإنتاج، و الإبداع، و روح المبادرة، تحقيقاً لرؤية تجعل من كل مواطن مهندساً لمستقبله و مستقبل وطنه. الوحدة الوطنية: ليست شعاراً، بل حقيقة معاشة في هذا الإطار، تصبح الوحدة الوطنية ليست مجرد كلمات تقال في المناسبات، بل هي الحقيقة اليومية التي نعيشها. إنها ذلك الشعور العميق بأننا جميعاً - حكاماً و محكومين - أوراق شجرة واحدة، جذورها راسخة في تربة الإيمان و التاريخ، و أغصانها ممتدة نحو سماء الطموح المشترك. اسم الشجرة؟ “السعودية” .. كل ورقة فيها غالية، و كل غصن ضروري لبهائها و قوتها. التاج على رؤوسنا جميعاً يقول خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز: “المواطن السعودي هو أغلى ما نملك”. هذه العبارة تلخص جوهر العلاقة. المواطن هو “الكنز” الذي تستحق الأسرة الحاكمة أن تحمل اسمها. و بالمقابل، فإن منح اسم “السعودية” لكل مواطن هو أعظم وسام شرف. فليكن كل مواطن سعودي واعياً بهذا الشرف العظيم. ليكن فخوراً بلقبه “المواطن الملكي”. و ليتحمل مسؤوليته كاملة تجاه وطنه-عائلته، مساهماً بجد و إخلاص في كتابة فصول جديدة من المجد لهذه الأسرة الكبرى: أسرة المملكة العربية السعودية، حيث الكل ملوك في خدمة الوطن، و الوطن تاج على رؤوس الجميع. هذه هي وحدتنا .. هذه هويتنا .. وهذا هو سر تميزنا.