بدرية العنزي في «محطات في مسرح الطفل»:

دور أساسي للمسرح التربوي في بناء شخصية الطفل.

صدر مؤخراً كتاب بعنوان “محطات في مسرح الطفل والمسرح المدرسي” للكاتبة بدرية فلاح العنزي، سنة الإصدار 2025م، لدى دار عصور عمان في الأردن. اختارت المؤلفة الكتابة في مجال الطفل، وهو من أصعب مجالات الكتابة، سيما وأن مسرح الطفل يحتاج إلى كتابة مباشرة بعيدة عن التعقيد والرمزية، فمسرح الطفل يُعد من أهم أنواع المسرح. بدأت المؤلفة بالتعريف، حيث بيّنت أن المسرح مكان تُعرض فيه المسرحية التي هي عمل أدبي يقوم على خمسة عناصر: 1- الحوار 2- الأحداث 3- الشخصيات 4- البناء المسرحي 5- الأداء وقد تجولت المؤلفة في مسارح العالم، وتحديداً في مسرح الولايات المتحدة الذي بدأ كمسرح تعليمي، ثم انتقلت إلى مسرح الاتحاد السوفيتي (روسيا حالياً)، الذي كتب له أبرز الأدباء مثل تولستوي وبوشكين. وتطرقت إلى المسرح في ألمانيا الذي بدأ بعد الحرب العالمية الثانية. أما في الوطن العربي، فأشارت إلى أن المسرح بدأ في مصر على يد يعقوب صنوع عام 1870م، وقبله ظهر مسرح الأرجوز ومسرح الطفل وخيال الظل، وفي العراق ودول الخليج ظهر المسرح التعليمي. وفي بلاد الشام، كان المسرح لفرق محترفة، وفي الجزائر عُرضت مسرحيات دينية. وفي المملكة العربية السعودية، اهتمت وزارة المعارف (وزارة التعليم حالياً) بالمسرح، فأنشأت إدارة عامة للنشاط المدرسي، وقدمت الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون عدة كتب، منها: كتاب ملامح المسرح المدرسي 2013م للمسرحي نايف البقمي، وكتاب المسرح المدرسي بالمملكة العربية السعودية للدكتور عبدالله أحمد العطاس، وكتاب المسرح السعودي من الريادة إلى التجديد للدكتور سامي الجمعان. وفي عام 2020م، تأسست هيئة المسرح والفنون الأدائية، فسعت لتطوير المسرح بإقامة مؤتمرات ومعارض وفعاليات ومسابقات. ورصد الكتاب الدعم الكبير للمسرح السعودي من قبل هيئة الترفيه، وكان لرؤية رئيس هيئة الترفيه، معالي المستشار تركي آل الشيخ، أثر فاعل في تنشيط مسرح الطفل وبث الروح فيه، ودعم العاملين في ميدانه، وعرض مسرحيات للأطفال في مسارح موسم الرياض. وذكرت المؤلفة أسماء برزت في التأليف المسرحي، مثل الدكتورة وفاء السبيل، فاطمة الألمعي، وهناء هشام حسنين. تحدثت المؤلفة عن أنواع المسرح العام والمسرح المدرسي، ثم عن عناصر المسرح مثل التأليف، الإخراج، الديكور، الملابس، الأداء التمثيلي، الموسيقى، الإضاءة، والمؤثرات الصوتية. في المحطة الرابعة تناولت الكتابة المسرحية، وفي المحطة الخامسة التدريب. أما في المحطة السادسة والأخيرة، فقد عرضت نصوصاً مسرحية متنوعة. في الختام، يُعد الكتاب مرجعاً مهماً في مجال المسرح التربوي، حيث يُسلط الضوء على أحد أهم الفنون الأدائية التي تؤثر في بناء شخصية الطفل وتنمية قدراته التعبيرية والمعرفية والاجتماعية.