مواهب شابة وأحلام كبيرة.

الرسائل التي تصلنا في موسم الصيف أغلبها من مواهب شابة وأحلام كبيرة، تمنحنا نصوصها وتشاركنا أفكارها، ثم تطرح سؤالا حارقا: “أين نذهب بأحلامنا الكبيرة في هذا الفراغ»؟ هؤلاء الشباب يتوقعون وجود محاضرات وورش عمل وفعاليات للنقاش والتواصل، تمنحهم فرصة الوصول إلى الخبرة المعرفية وجهات التواصل. لكن الواقع بدا مختلفا نوعا ما؛ فالنادي الأدبي غاب عن المشهد، والجمعية لم تعد تظهر في الصورة، وبيت الثقافة – اللاعب الجديد – ما يزال في طور الاستعداد، بينما توقفت مبادرة “الشريك الأدبي”، التي تستهدف الشباب وفضاءاتهم الإبداعية، في وقت الفراغ الأكبر لديهم. هذا الفراغ الصيفي يطرح سؤالًا أكبر: كيف لمدينة عالمية كبرى مثل الرياض أن تترك أحلام جيل كامل بلا منصات حوار وإلهام في أوسع أوقات فراغهم، وهي التي تتعاظم فيها التطلعات الثقافية يومًا بعد يوم؟ ومع اقتراب انطلاق النسخة الخامسة من المبادرة في سبتمبر القادم، نضع أسئلة هؤلاء الشباب وأحلامهم أمام هذه المرحلة الجديدة، التي ينتظر منها أن توفر مسارات أوسع للتواصل والإبداع، وتعزز حضور الفعاليات الثقافية إلى مشهد العاصمة المتسارع. ولعل القراءة النقدية لمبادرة “الشريك الأدبي” التي يقدّمها الزميل حمود أبوماجد، داخل العدد تفتح الباب أمام تقييم حقيقي للمبادرة بما يشكل فرصة لإعادة البناء على ما تحقق، ومعالجة التحديات السابقة، وتعميق أثرها الثقافي بما يواكب زخم المرحلة.