حائط المبكى الجديد

هل تعرف شيئاً عن حائط المبكى الجديد، هل سمعت عنه؟ دعني أخبرك أمراً ليس سراً، هذا الحائط صناعة أمنية سعودية بامتياز، لو وسوس لك شيطانك في أن تقترف شيئاً سيئاً (ترويج مخدرات، تداول ممنوعات، تحرش، ابتزاز، ألفاظ نابية وخادشة للحياء، انتهاك الأعراض وحرمة البيوت والمنشآت والأشخاص، مشاجرات جماعية في الطرقات ووسائل المواصلات، العبث بمكونات الطبيعة أو حتى صيد حيوانات مهددة بالانقراض، اقتلاع الأشجار والتعدي على المحميات، وكل جُرم مخالف للشرع والنظام) بالتأكيد ستقف أمامه وأنتَ تبكي ونحن سعداء لأنها عدالة السماء. حائط يأخذ حقاً، يردع ظلماً، ينتصر لكرامة إنسان، حائط تقف أمامه مكبل اليدين، يعيد برمجة حواسك، يذكرك بآدميتك، يعلمك أصول التربية والتهذيب، والعبرة أيضاً هنا ليست بحائط المبكى الجديد، بل بسرعة القبض دلالة على يقظة رجال الأمن، وأن الأمن والأمان في بلادنا لا ينبغي تجاوزه أو المساس به. فلو شاهدت مشاجرة جماعية، أو حتى كائنات بربرية تتحرش بأي شيء يمشي في الطريق، وغابت عنك ملامحهم أو اختلطت بأخرى هل تظن أنهم سيفلتون من العقاب، كأني بلسان حال من يشاهد هؤلآء يجزم أن يد الأمن ستلتقطهم من أرمش أعينهم وهنا كنايةً عن سهولة التعرف عليهم وضبطهم. خبير الأدلة الجنائية، العقيد الدكتور حسين آل صفيه، في لقائه مع برنامج الليوان كشف عن الآلية التي تسهم في سرعة القبض على المجرمين وكيف أن التقنيات الحديثة تلعب دوراً كبيراً في ذلك، فبمجرد ظهور صورة شخص ما في فيديو متداول، تتم مقارنتها فوراً بقاعدة البيانات وتحدد أقرب خمسة أشخاص يشبهونه، وحينها يسهل التعرف عليه، وأحياناً تكون هناك بعضاً من التحديات كعدم وضوح بعض ملامح الوجه، لكن التقنيات الحديثة للأدلة الجنائية قادرة على إعادة بناء الصورة وتحليلها بدقة عالية، تصل إلى 99%. باختصار لا تعتقد أنك سترتكب جُرماً في المملكة العربية السعودية وتفلت من العقاب، لا تظن أنك بمأمن عن قبضة رجال الأمن مهما تخفيت أو تنكرت، لأن المساس بأمن الوطن والمواطن والمقيم في بلادنا جريمة لن تمر دون رادع واقتصاص.