ما لا يُقال… يُشكِّلُنا!

«كل ما يُقال.. يُفقدُ شيئًا من قيمته بمجرد أنْ يُقال» يمثل الصمت في التجربة الإنسانية -أكثر من كونه مجرد غيابٍ للكلمات- مساحة خفيّة تعجّ بالمشاعر المتضاربة، وتحتضن ما لم يُقال. ففي عالمٍ يُبالغ في تفنيدِ كل شيء، يعيشُ الإنسان صراعًا داخليًا بين الرغبة في البوح، والخوف من المآل! ليس لأنّه بحاجةٍ لمن يسمعه، بل لأنّه يفتقرُ إلى مَن يفهمه دون أنْ يفسّره، يصدّقه دون أنْ يُحلّله. لذا يصبحُ الصمتُ ملاذًا؛ لأنَّ الكلام أصبحَ غير مُجدٍ. فالصدق في المشاعر لا يُكافَأ دائمًا بالتفهّم، بل قد يُقابَل بالريبة، أو الاستهزاء، أو الاستحقار، أو الاستغلال، أو حتى اللامبالاة... يقول الجواهري: سكتُ وصدري فيه تغلي مراجلُ وبعض سكوتِ المرءِ للمرءِ قاتلُ الصمت.. قد يكون وجعًا بلا مأوى، لكنه درعُ الإنسان في عالمٍ يفتقرُ للإنسانية. * اللوحة بريشة الكاتب