
أعاد لنا معالي الأستاذ الوزير السفير جميل الحجيلان (مسيرة في عهد سبعة ملوك) ذكر الأستاذ عبدالله السعد القبلان وزير المواصلات الأسبق بعد رحيله – رحمه الله- بأكثر من ثلاثة عقود. تحت عنوان (هفوة الكبار) ذكر مقابلته عام 1371هـ عندما كان حديث العهد بالعمل في السلك الدبلوماسي بعد أن كتب في جريدة البلاد السعودية قصة (دماغ من ذهب) وأذيعت، وكان السعد وقتها يعمل وكيلاً لوزارة المالية، والذي استدعاه ليبدي إعجابه، وبعد سنوات (وفي الأسبوع الأخير من شهر صفر 1388هـ الموافق لشهر مايو 1968م وقعت الواقعة، أخذتها على عجل، فأخذتني هي، أيضاً، على عجل..) ص556. قال: إن السعد زاره عندما أصبح وزيراً للإعلام في مكتبه وناوله كتابين (آثار النكبة) و(رموز على اللوحة)، الأول عن فلسطين، والثاني قال عنه: (إنه كتاب يتناول بالتحليل والنقد العيوب المسلكية في الإنسان، وليس فيه حديث في السياسة..) ومع ذلك أحاله للأستاذ نبيه عبدالقدوس الأنصاري نائب مدير المطبوعات، وبعد ثمانية أيام قدم تقريراً يقول فيه: (.. والكتاب في حد ذاته، وواقعه، وما ينم عنه، جدير بالذيوع والانتشار لما فيه من عبرة ومنفعة للتأمل، ولا غبار على مادته سوى ما أوجز الرأي فيه في الآتي: ..) . ولثقة الوزير بصاحب الكتاب وبالأنصاري فقد اكتفى بما قرأ دون مطالعة الملاحظات التالية. سمح بصدور الكتاب .. وبعد أيام بدأ الهمس يتزايد بأن الشيخ السعد وضع كتاباً أغضب المراجع العليا في الأسرة المالكة ((استعدت الكتاب من إدارة المطبوعات، على عجل، وقرأته وكادت الدهشة أن تقطع أنفاسي)) ص558. المهم عوقب الأنصاري لتوصيته بإجازته بعد التعديلات، ولحق الوزير لوم صامت لعدم قراءة الكتاب قبل الإجازة. أما الشيخ السعد فقد ناله من المساءلة قسوة كادت تزلزل أركانه.. الخ. أكتفي بما سبق وأترك للقارئ الاطلاع على تفاصيل القصة ص554 إلى 563. ونجد الشيخ حمد الجاسر يقول عن السعد في (من سوانح الذكريات): وفي فصل (في المدرسة الوزيرية) عندما كان الجاسر يدرس أبناء وزير المالية بالخرج عام 1360هـ وعن علاقته بالسعد وكيل الوزارة: ((وقد شغل الأستاذ عبدالله السعد بعد عمله في (مصلحة اللوازم) وكالة وزارة المالية، فوكالة وزارة المواصلات خمس سنوات، فوزارتها حتى سنة 1381هـ 1961م إذا حيل على التقاعد.. ويعد الأستاذ عبدالله من الأدباء، فله أسلوب في الكتابة رشيق، وصدر له مؤلفان يتعلقان بقضية فلسطين، أولهما: (النكبات الثلاث) والثاني (على خط النار).. وألف كتاباً آخر هو (رسوم على اللوحة) وقد حوى هذا الكتاب بعض النوادر التي كانت تتردد بين بعض الناس في مجالسهم العامة، وقد حملت على غير المحمل الذي أراد من ذكرها في هذا الكتاب، فالرجل صادق الولاء متفان في خدمة مليكه وأسرته الكريمة.. وكان من أثر ما أخذ عليه أن انطوى عن المجتمع، وعاش في شبه عزلة إلا من خاصته وبعض العارفين بما يتصف به من صدق طوية، ونزاهة قصد. وقد توفى في يوم الجمعة ثاني شهر ذي الحجة سنة 1414هـ 12/5/1994م رحمه الله عن نحو 84 عاماً)) ص711. أما علي جواد الطاهر فترجم له في (معجم المطبوعات العربية في المملكة العربية السعودية) ج2 وقال: ((عبدالله السعد/ ولد في مضارب قبيلة بني الحارث القحطانية، القاطنة ما بين الطائف وتربة، يقدر أن ولادته كانت في عام 1330هـ، ولما مات أبواه وكان في حوالي السادسة لم يبق له معين، فهاجر – هو وإخوته- إلى الرياض عام 1340هـ فعاش عيشة حاجة، تعرف على آل سليمان فعاش في كنف عبدالله وحمد السليمان الحمدان، ونال قسطاً من التعليم، وسافر من الرياض إلى البحرين فمكة.. التحق بالمعهد السعودي بمكة، ونال شهادته عام 1352هـ، تدرج في سلم الوظائف مدة ثلاث وعشرين سنة حتى وصل إلى درجة وكيل وزارة المالية، ومن وزارة المالية نقلت خدماته إلى وزارة المواصلات وكيلاً لها مدة خمس سنوات ثم وزيراً، وفي أثناء عام 1381هـ تخلى عن منصبه في تعديل وزاري ثم طلب الإحالة على المعاش، وتحول إلى الأعمال الحرة.. الخ)) ص880. ونجد عبدالقدوس الانصاري يصدر الكتاب الفضي (المنهل في 25 عاماً) من 1355-1379هـ يصدر عام 1380هـ 1960م وترجم لمشاهير المجتمع تحت عنوان (قلائد ذهبية) ((تعتز مجلة (المنهل) بهذه القلائد الذهبية من التحيات التي تهاطلت على إدارتها من أصحاب السمو الأمراء والوزراء ومن أصحاب السعادة وكلاء الوزارات، ووكلاء الإمارات، ومن أصحاب الفضيلة العلماء ومن رجال الفكر والأدب والإدارة والصحافة. وقد كتب صاحب المنهل عن الشيخ عبدالله السعد القبلان وكيل وزارة المواصلات.. ((إنه أديب صادق مصلح بعمله ومصلح بقلمه.. وهو من أنصار المنهل القدامى الذي يرجع إلى مساهمتهم المادية والأدبية الكثير من الفضل.. وقد نشرنا صورة فوتوفراغية لتحيته القيمة الهادفة.. وها نحن ننشر ترجمة حياته في سطور: ولد سعادته في بادية بني الحارث الضاربة بين الطائف وتربة وينتمي أصل قبيلته إلى فخذ من قبائل قحطان اسمه (عبيدة) بفتح العين، وقصة هجرة جده القحطاني الأول مشهورة بين قبائل البادية. لم يحدد تاريخ ميلاده بالضبط لأن البادية كانت ولا تزال تؤرخ بالحوادث لا بالسنين، ولكن المظنون أن ميلاده ما بين عام 1328هـ و1330هـ والأول أرجح. توفي أبواه في يوم واحد هو يوم 19 شعبان عام 1337هـ بمرض الحمى الوافدة أو الصفراء (الرحمة) وتركاه وأخوته أيتاماً فقراء فامتدت به وبأخوته حبال السير إلى الرياض عام 1340هـ فدخل مدارسها (كتاتيب) وتعلم فيها مبادئ القراءة والكتابة. حضر حلقات تدريس مشايخ الرياض أمثال فضيلة الشيخ محمد بن إبراهيم، والشيخ سعد بن عتيق، والشيخ محمد بن خميس، وفي هذه الأثناء تعرف على آل سليمان الكرام فعاملوه كأحد أبنائهم فمهدوا له سبيل العلم والعيش السعيد، رغم ما شاب هذه السعادة من المرض الطويل المؤلم الذي صبر عليه طيلة أيام دراسته الابتدائية ثم في المعهد العلمي السعودي بمكة، وقد تخرج من المعهد العلمي السعودي (قسم المعلمين) دفعة عام 1352هـ وهو يجر أذيال المرض، وبعد هذا التاريخ شفاه الله سبحانه من المرض. في أثناء عام 1352هـ التحق بالعمل في المحاسبة العامة بوزارة المالية. وفي عام 1353هـ التحق بالمكتب الخاص لوزير المالية وسافر مع معالي الشيخ عبدالله السليمان وزير المالية آنذاك إلى الحديدة أثناء حرب اليمن. بعد هذا التاريخ تقلب في وظائف حكومية هامة ترعاه عناية الله وتوفيقه وتسنده وتشجعه يد رفيقه حانية هي يد والده الأدبي والمعنوي معالي الشيخ عبدالله السليمان، أحسن الله إليه وإلى أخيه الطيب القلب المرحوم الشيخ حمد السليمان، وتدفعه رغبته الأكيدة لخدمة بلاده ومواطنيه، وتحقيق مستقبل هادف نافع كريم له ولذريته من بعده في ظل حضرة صاحب الجلالة الملك سعود المعظم أيده الله وسمو ولي عهده الأمير فيصل رعاه الله. وهذا بيان الوظائف التي شغلها سعادته من فجر حياته العلمية إلى هذا التاريخ وهي: 1- مساعد مدير مستودع الأرزاق في 12/6/1353هـ. 2- مساعد مدير اللوازم بموجب القرار الوزاري رقم 31 في 30/1/1358هـ. 3- مدير مسلحة اللوازم العمومية بوزارة المالية بموجب القرار الوزاري رقم 519 في 25/12/1363هـ. 4- مدير إدارة القصر العالي بوزارة المالية بموجب القرار الوزاري رقم 331 في 16/8/1365هـ. 5- مدير مالية مكة بوزارة المالية بموجب القرار الوزاري رقم 243 في 19/4/1366هـ. 6- مدير المالية المساعد بوزارة المالية بموجب القرار الوزاري رقم274 في 12/6/1366هـ. 7- مدير مالية عام بوزارة المالية بموجب القرار الوزاري رقم 460 في 5/10/1370هـ. 8- وكيل وزارة مساعد بوزارة المالية بموجب القرار الوزاري رقم 148 وتاريخ 12/5/1373هـ. 9- وكيل وزارة المالية للشؤون الخاصة الملكية بموجب المرسوم الملكي الكريم رقم 1/76/6484 في 10/6/1374هـ. 10- أضيفت إليه مهمة الإشراف على مديرية الحج العامة علاوة على عمله في وكالة وزارة المالية لشؤون الخاصة الملكية بموجب الإرادة الملكية الكريمة الصادرة لمعالي وزير المالية والاقتصاد الوطني رقم 30 في 10/1/1375هـ. 11- وكيل وزارة المواصلات بموجب المرسوم الملكي الكريم رقم 1867 في 22/8/1375هـ. هذا وقد ذكر عبدالعزيز بن سلمه في(اليمامة وكتابها من 1372 إلى1382هـ) أنه قد نشر في جريدة اليمامة مقالات أربع في الأعداد (197-198-201-209. وقال في ترجمته بالهامش أنه وكيل وزارة المواصلات آنذاك ثم وزير لها طبقاً للأمر الملكي رقم 13 الصادر في 1/1/1381هـ. وقد ذكر منصور الحازمي في (معجم المصادر الصحفية 10- صحيفة أم القرى) أنه كتب فيها موضوع (الحجاز في عهد مليكه عبدالعزيز آل سعود) 297/6، 1349هـ 1930م ص4. وعدت لأعداد جريدة اليمامة فوجدت في العدد 198 تعليقاً على مقال نشره في جريدة الندوة بعنوان (عندما تنقلب المقاييس)، وفي العدد 201 نجد مقاله بالصفحة الأولى بعنوان (كيف نعالج المقاييس المقلوبة؟) بتاريخ 20/6/1379هـ 20/12/1959م.