في الذكرى 35 للعلاقات الصينية السعودية ..

الصين والسعودية بعيون الجيل الجديد .

في عام 2025، وبينما تحتفل الصين والسعودية بمرور 35 عامًا على إقامة العلاقات الدبلوماسية، يُفتتح أول "عام ثقافي صيني سعودي"، ويشكّل هذا العام بالنسبة لي محطة خاصة لتوثيق حرارة التفاعل الإنساني بين الشعبين. كإعلامية تعمل منذ سنوات في مجال التبادل الثقافي الصيني العربي، شاركتُ في عدة مشاريع تبرز حيوية التواصل الشبابي بين البلدين. خلال العام الجاري، توليتُ مهمة إنتاج سلسلة من المشاريع الإعلامية التي تركّز على حيوية التبادل الشبابي بين الصين والسعودية. وكان أبرز هذه المشاريع جلسة حوارية بعنوان "نحو غد أفضل": حوار القيادات الشابة الصينية والسعودية، التي نظمتها قناة CGTN العربية بالتعاون مع مؤسسة مسك (Misk Foundation) ، بمشاركة ستة شباب من البلدين يمثلون مجالات متعددة. في أجواء ودية وصادقة، ناقشوا سبل التفاعل بين مبادرة الحزام والطريق ورؤية 2030، وتبادلوا الأفكار حول الثقافات والتعاون، وأعربوا عن تطلعاتهم لمستقبل واعد للعلاقات الثنائية. من خلال هذا الحوار المميز، لمست عن قرب مدى وعي الشباب الصيني والسعودي بالواقع التنموي في كلا البلدين، وإصرارهم الجاد على المساهمة في مسيرة البناء الوطني وتعزيز أواصر التعاون بين الصين والسعودية. تتجلى أصوات هذا الجيل من الشباب في الفيلم الوثائقي القادم من إنتاج قناة CGTN العربية بعنوان "عابرون... خمس حكايات من شباب سعوديين في الصين" يروي الفيلم قصص خمسة شبان سعوديين خاضوا تجارب ملهمة في الصين: رائد الأعمال الذي تحدى صعوبات التجارة الدولية، وثبت على مبادئه رغم التحديات اللوجستية، وفي المدرسة السعودية ببكين، شارك الطلاب والمعلمون معًا في تنظيم حفل تخرج دافئ، جسّد لحظة وداع مؤثرة وبداية جديدة في رحلة النضج، وصاحب الإرادة الذي رفض الاستسلام للظروف وحلق خلف أحلامه، والذي قطع مئات الكيلومترات بالقطار السريع بحثًا عن إجابة مصيرية، وسفير الثقافة الذي حول جامعته الصينية إلى جسر للتواصل بين الحضارتين. تجسّد هذه القصص روح الشباب والطموح، وتعكس دفء التفاهم الثقافي الحقيقي بين شباب البلدين، لتكون أصدق ترجمة لمفهوم "التقارب بين القلوب" الذي يميز العلاقات الصينية السعودية. فيديو الترويج للفيلم الوثائقي"عابرون":https://www.youtube.com/watch?v=bjiAcRJTRQY وقد وفّر التفاهم السياسي والثقة الاستراتيجية بين الحكومتين قاعدة صلبة لهذا التقارب الشعبي المتنامي. وعلى هذا الأساس المتين من الثقة، تتسع خارطة التعاون بين البلدين يومًا بعد يوم: على سواحل البحر الأحمر، تبني الشركات الصينية والسعودية مدينة نيوم المستقبلية؛ على سكة قطار مكة، يسير "السرعة الصينية" في خدمة الحجاج؛ من حليب الإبل إلى سمك الهامور من البحر الأحمر، ستعبر هذه المنتجات آلاف الكيلومترات لتصل إلى موائد الصينيين؛ في الرياض، تشارك 22 فرقة صينية في كأس العالم للألعاب الإلكترونيةEWC2025. حدود التعاون تتوسع، من الطاقة إلى التكنولوجيا، ومن البنية التحتية إلى الثقافة، ومن الشعب إلى الشعب، ومن القلب إلى القلب. وهذا كله يُعبّر عن التكامل الاستراتيجي المتزايد بين "مبادرة الحزام والطريق" الصينية و"رؤية 2030" السعودية، حيث تقدم الأولى مخططًا عالميًا للتنمية، وتُجسد الثانية طموحات المملكة للتحول الوطني، فيدفع كلٌ منهما الآخر نحو مزيد من التفاعل والتكامل في العلاقات الثنائية. خمسة وثلاثون عامًا ليست مجرد ذكرى، بل بداية جديدة. ومن منظور الشباب، لا نرى فقط الاتفاقيات، بل نلمس الأحلام والاختيارات، والثقة التي تبني الشراكة وتؤسس لمستقبل مشترك. * صحفية في قناة CGTN العربية