الأمل الغائب.

حين تكون القصة ملهمة فالإحساس بها صادق ، وحين تكون مؤلمة فجنود القلب لاتلبث أن تنتفض بجملة من المشاعر حزناً وألماً ورحمة وأملاً وتعلن التراجع وفقد الشجاعة وإعلان الانكسار وبذا تكون أصدق ماتكون .. قصة الأمير النائم جملة من مكنونات الوطن المنتظر بأمل شجاعة أحد أبطاله ، و قصة تبعثر شعور الأمل في بحر الألم في نفوس أهله ووالديه ، وحكاية دعاء من أعماق الشعب بالشفاء ، و تراتيل تلاوات تطفئ جذوة الألم ، وتعاقب فصول وتتابع أعياد والقلب يهفو للأمل بازدياد.. تظل قصة الأمير الوليد الذي قضى ريعان شبابه ملازماً السرير من أطول الغيابات المنتظرة على نحو عقدين من الزمان ؛ لتبث في النفوس أن صمود الآمال نور يبثّ في القلب جملة سنرتدي بالصبر لباس الفرج ، وسنغمر بالفرح مزاحمة سنين الانتظار ، وننتهي بالسعادة عمراً جديد لحلم أمده بعيد .. لكنه .. الأمل الغائب الذي أوجع بغيابه قلب الوطن ، وارتج لحزنه شعور الشعب ، وسكنت أضواء غرفة الصبر ؛ لتسكن بالحزن قصة فقد الأمير النائم التي انتهى مداها ، ولم تفقد أواصر الشعور بالألم المنتظر صبراً ويقيناً والذي جعل والده يؤمن لأول مرة منذ وقوع الحادث بأن الله الذي خلقه هو المتكفل بإحياءه و وفاته ، ولم يستجب لنداء الأطباء بفص الأجهزة لأنه خلال أيام من وقوع الحادث سيتوفى سريرياً وينتهي أجله . وفي ذلك وكل أمره لخالقه حتى عاش الأمير الوليد ٣٧ عاماً مع ظهور بعض عوارض الشعور بالأهل والأحباب ، فكانت نافذة النور لأمل منتظر ، جعلته ينتظر بالصبر صبراً على الوجد ، حتى استحال الأمل بفقد الأجل ، وكان الإلهام بالدعاء له بالعوض بجنات الفردوس العظيم ..