س: ما خطورة الغيبة والنميمة؟

س: ما خطورة الغيبة والنميمة؟ ج: قال الله تعالى﴿وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًافَكَرِهْتُمُوهُ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ﴾[الحجرات: 12]، فالله عزوجل شبَّه المغتاب بصورة بشعة شرعًا وفطرة بمن يأكل لحم أخيه الميت، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. وفي صحيح مسلم (2589) عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال النبي ﷺ: «أتدرون ما الغيبة؟» قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: «ذِكرُك أخاكَ بما يكرهُ». قيل: أفرأيتَ إن كان في أخي ما أقول؟قال: «إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه فقد بهتَّه» وأعظم من الغيبة: البهتان وهو أشد انواع الكذب الذي يدهش سامعه، وأعظم من البهتان: النميمة وهي نقل الكلام بين الناس على وجه الإفساد. وفي صحيح مسلم (105) عن حذيفة -رضي الله عنه- قال النبي ﷺ:«لا يدخل الجنة نمَّام» والنميمة من أسباب عذاب القبر، كما في الحديث المخرج في الصحيحين (البخاري 218ومسلم 292) عن ابن عباس -رضي الله عنهما- عن رسول الله ﷺ. قال النووي -رحمه الله- في الأذكار ص 336 «وأما حكمهما -أي الغيبة والنميمة- فهما محرَّمتان بإجماع المسلمين، وقد تظاهرت على تحريمهما الدلائل الصريحة من الكتاب والسنة وإجماع الأمة.» وأشد الغيبة: غيبة ولاة الأمر في المجالس العامة أو الخاصة، أو في وسائل التواصل الاجتماعي أو غيرها، لأنها تفتح باب شر وفتنة على الأمة والدول والمجتمعات والأفراد. ولهذا كان النصح لولي الأمر سرًا لا علانية كما هو منهج الفرقة الناجية والطائفة المنصورة السلفيين أهل السنة والجماعة. وليس من الغيبة المحرمة: بيان انحراف أهل البدع والضلال من أعداء الدين وأوطان المسلمين، والتحذير منهم، كالإخوان والتبليغ وغيرهم، فهذه من النصيحة الواجبة لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم، وقد أجمع المسلمون على جواز الغيبة في هذا الموضع حماية للإسلام والمسلمين من الشر كما ذكره النووي -رحمه الله- في رياض الصالحين ص ٤٨٧ ، والله ولي التوفيق.