
في خطوة نوعية تعكس التوجه الوطني نحو صون الفنون التقليدية وتوسيع آفاقها محليًا وعالميًا، أعلن المعهد الملكي للفنون التقليدية "وِرث" عن إطلاق التسجيل في ستة برامج أكاديمية متخصصة تُنفّذ بالشراكة مع أرقى الجامعات العالمية، بالتزامن مع مشاركته البارزة في الأسبوع الثقافي السعودي باليابان ضمن فعاليات إكسبو 2025، ليؤكد مجددًا مكانته كمنارة للهوية الفنية السعودية ورافدًا حيويًا للاقتصاد الإبداعي. إطلاق البرامج الأكاديمية في إطار رؤيته الرامية إلى تأهيل جيل من المختصين القادرين على النهوض بالفنون التقليدية وتطويرها بما يتماشى مع طموحات العصر، أطلق المعهد الملكي للفنون التقليدية "وِرث" التسجيل في ستة برامج أكاديمية متخصصة، تُقام بالتعاون مع نخبة من الجامعات والأكاديميات الفنية العالمية، وعلى رأسها جامعة بوليتيكنيكو دي ميلانو وأكاديمية "NABA" الإيطالية. وتشمل البرامج المطروحة درجات الماجستير والدبلوم العالي والدبلوم المتوسط، وتغطي مجالات متنوعة كتصميم الأثاث التقليدي، وتصميم أزياء الفنون الأدائية، والتجهيز الفني للمتاحف والمعارض، إضافة إلى ماجستير التراث الرقمي. كما تشمل البرامج دبلومًا عاليًا في تطوير المنتجات التقليدية، ودبلومًا متوسطًا في تصميم الأداء الحركي. وتُقدَّم هذه البرامج حضوريًا في مقر "وِرث" بمدينة الرياض، دون رسوم دراسية، مع اعتماد منهجية تجمع بين التعليم النظري والتطبيق العملي، لتمكين الطلاب من مزج الأصالة بالابتكار. ويمتد البرنامج الدراسي من عام إلى عامين بحسب الدرجة العلمية، على أن تنطلق الدراسة مع بداية العام الأكاديمي المقبل. وتأتي هذه الخطوة بالتوازي مع أهداف عام الحرف اليدوية 2025، الذي تسعى من خلاله المملكة إلى دعم الممارسات التراثية وتحويلها إلى رافد اقتصادي مستدام، من خلال بناء القدرات، وتأهيل الكفاءات الوطنية، وتقديم برامج تعليمية تُسهم في إعادة إحياء الكنوز الفنية السعودية، وتطويرها بأساليب معاصرة. ويفتح المعهد أبوابه لجميع المهتمين بالفنون التقليدية للتسجيل والاطلاع على تفاصيل البرامج عبر موقعه الرسمي، مؤكدًا التزامه برسالته في تعزيز الهوية الثقافية وتمكين الجيل القادم من الحرفيين والفنانين. حضور عالمي في اليابان وفي موازاة جهوده التعليمية، يُشارك "وِرث" في الأسبوع الثقافي السعودي المقام ضمن فعاليات إكسبو 2025 في مدينة أوساكا اليابانية، احتفاءً بمرور 70 عامًا على العلاقات الدبلوماسية بين المملكة العربية السعودية واليابان، وذلك بهدف إبراز الفنون التقليدية السعودية على الساحة الدولية، ودعم رواد الأعمال في هذا القطاع الحيوي. وتتضمن المشاركة سلسلة من الفعاليات التفاعلية التي تمزج بين الفن السعودي والياباني، عبر ورش وعروض حية تجمع فنانين من كلا البلدين. أبرز تلك الفعاليات كان عرضًا حيًا لتطريز البشت الحساوي السعودي على الكيمونو الياباني، قُدم بشكل فني معاصر على يد الحرفي سلمان الحمد والحرفية اليابانية "Yuho Ohkota"، ما يعكس جسورًا فنية ثقافية فريدة بين الشرقين. وشهدت الفعالية ورشة عمل مبتكرة لصناعة المروحة اليابانية المزينة بنقوش مستوحاة من الفن السعودي، باستخدام أختام من تصميم فداء العمري، إحدى خريجات برنامج تطوير المنتجات التقليدية بـ "وِرث". واحتضن المعرض المصاحب مجموعة من القطع الفنية التي تمزج الرموز الثقافية السعودية واليابانية، كحقيبة يدوية مطرزة تمزج بين زهرة الساكورا ونقوش السدو، ومروحة نُسجت من خوص النخيل السعودي تزينها عبارة "السلام عليكم"، ووشاح مستوحى من جناح المملكة في إكسبو، ودبوس على هيئة خريطة المملكة، وسلسلة أساور ذهبية تمزج الزخارف السعودية والرموز اليابانية. وتُعرض هذه الأعمال الفنية النادرة بعدد محدود عبر "متجر وِرث"، دعمًا لسوق حيوي يشهد تناميًا ملحوظًا في مجال الفنون التقليدية، كما تعكس جهود المعهد في التمكين الاقتصادي للمواهب الوطنية وربطها بالأسواق العالمية. بهذا الحضور المزدوج، محليًا عبر التعليم، وعالميًا عبر التبادل الثقافي، يواصل "وِرث" دوره في قيادة مشهد الفنون التقليدية السعودية، ودفعه نحو آفاق أوسع من الإبداع والتأثير.