
في إطار التعاون الثقافي بين مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية ومكتبة بيت الحكمة في إمارة الشارقة؛ يشارك المركز في معرض الشارقة بثلاث مخطوطات نادرة تُبرز الدور الريادي للعلماء المسلمين في مجالات الجغرافيا والملاحة والاكتشافات العلمية. انطلق المعرض يوم الأربعاء، 5 مارس 2025م، بحضور صاحبة السمو الشيخة بدور القاسمي، حيث شهد الحدث توافد عدد كبير من الباحثين والمهتمين بالتراث الإسلامي. يأتي هذا المعرض تحت عنوان: «فصول من الفن الإسلامي: رحلات»، وهو جزء من مبادرة سنوية تنظمها مكتبة بيت الحكمة في رمضان، ومن الإسهامات البارزة لمركز الملك فيصل، يقدم ثلاث مخطوطات أصلية تروي قصصًا فريدة عن الاستكشافات الإسلامية: أما المخطوطة الأولى التي يشارك بها المركز فتحمل عنوان «رسائل في علوم البحار»، من تأليف أحمد بن ماجد بن محمد السعدي النجدي، أحد أشهر الربابنة العرب في البحر الأحمر. وُضعت هذه المخطوطة في القرن الثالث عشر الهجري/ التاسع عشر الميلادي، وتضم رسائل تتناول الملاحة البحرية وحركة السفن، إضافة إلى خرائط فلكية وجغرافية تعكس التطور المذهل الذي بلغه علم البحار في الحضارة الإسلامية. وأما المخطوطة الثانية، فهي «صورة الأرض في الطول والعرض» التي ألّفها الرحّالة محمد بن حوقل البغدادي عام 331هـ/942م. التي كُتبت بخط مغربي في القرن الثالث عشر الهجري/ التاسع عشر الميلادي، تتناول مشاهدات ابن حوقل الجغرافية، وتعكس دقة التفاصيل التي وثّقها في أثناء رحلاته عبر مختلف الأقاليم. وتُعَدّ إحدى أهم المراجع الجغرافية التي اعتمد عليها المؤرخون والرحّالة في العصور اللاحقة. أما المخطوطة الثالثة فهي «أُنسُ المُهَج وحدائق الفُرَج»، للمؤلف الشريف أبي عبدالله الإدريسي، وهو العالم الذي رسم أول خريطة متكاملة للعالم. حيث كُتبت هذه المخطوطة في القرن الثاني عشر الهجري/ الثامن عشر الميلادي في إيران، وتُعَدّ من أهم وأوائل الكتب في علم الجغرافيا؛ إذ تحتوي على 73 خريطة توضح معالم العالم في تلك الحقبة. وتعكس هذه المخطوطات الإسهام والدور المحوري الذي أدّاهُ العلماء العرب والمسلمون في تطوير علم الجغرافيا، وكيف أسهمت معارفهم في تشكيل أسس الملاحة والتجارة عبر التاريخ. من خلال هذه المخطوطات يواصل مركز الملك فيصل دوره في الحفاظ على التراث الإسلامي وإبرازه ضمن الفعاليات الثقافية العالمية، مؤكدًا أهميةَ التواصل الحضاري في إثراء المشهد الثقافي المعاصر.