حائك خرزِ الكُوى .
بقايا كأسِ امرئ القيس في مقهى المساء (*) عندما زار مدينة الرياض ليحتسي المجاز الأخير، ترك بطاولته على ظهر الفاتورة قفا نبك بحلة 2023م تَثَلَّمَ ظِلٌّ والغيابُ تَقَطَّرا ففي أي تلويحٍ نقعْتَ يدَ الثرى؟! قديمًا مذِ العرَّافُ أخلَفَ حدسَهُ رتقْتَ شروقا بالحوافرِ والسُّرى وقشَّرْتَ مِنْ أقدامِكَ المُدُنَ التي أماطتْ عن الأطلالِ وطئا مُسَوَّرا رفعتَ اللوا بين (الدَّخُولِ وحَوملٍ) فعرَّى انحفارُ الشعرِ نعليكَ مرمرا تعالَ اسقِهِ إبريقَ شُرْفَاتِ موعدٍ وضَعْ مَشرِقَ الأسماءِ للضوءِ سُكَّرا تَلفَّتْ، تنصَّتْ، أوقِعِ الوقتَ، وارتجِزْ تجاعيدَ، أغمضْ قمتينِ لِتَعْبُرا تصببْ عُلوًّا لم يسعْهُ انهماكُهُ ووسِّعْهُ قاماتٍ تراها ولا تَرى نواصي المحالاتِ اللواتي تبعنَهُ لِينبُشْنَ مرآةً على حائطِ الورا سهارى؛ وفي مقهى الخفاءِ كِنايةٌ تُقَدِّمُ رؤيًا، رشْفُها أنْ تُفَسَّرا ألستَ الذي؟ قال امرؤُ القيسِ: والذي! ضحِكنا وصدَّقنا اللقاءَ المزورا عَدَتْ طفلةُ الأنأى إليه فأهرقتْ عليه شرابَ الأرضِ والثوبُ أقمرا أطلَّ على مشروعِ تلويحِ نجدِهِ لحصدِ “قفا نبكِ” تلفَّتَ بيدرا (مِكَرٍّ مِفَرٍّ) فيه منه له معًا لآتينَ غُيَّابًا وماضينَ مَحضرا بُرادةَ مَجدٍ (مدبرٍ مقبلٍ معًا) ومعدِنَ شمسٍ من خطى فارسٍ عَرَى رضختَ مدىً إذ قلدتْكَ خريطةٌ فحدقتَ ميزابًا وأعرضتَ أنهُرا فلما نسِيْتَ المُلْكَ نردًا مؤجَّلا وما حانَ مما لم يحنْ بعدُ عُمِّرا ولَوَّحَ للأسماءِ خفقٌ مكبَّرٌ وهبَّ وصولا عن رحيلٍ مُشَمِّرا نقشتَ على النسيانِ عقلَ ظبائِهِ وعصَّبْتَ عينَ الدربِ، أغمضتَ كي يرى ضَبابٌ إلى أن لاح حَمَّالُ كوكبٍ يَشُدُّ مداراتٍ على خُصُرِ القُرى يثيرُ مواويل الغبارِ بخطوةٍ يقيسُ عليها الدهرُ أحذيةَ الثَّرا.. تسللَ مِنْ جيبٍ قديمٍ مطرَّزٍ على قدر أهل العزم والشعرِ والذرى يسيرُ صباحٌ حافيًا نحو ضوئهِ فعن جِلدِهِ عن جِلدِهِ درَّ أسمرا تعرَّقَ وهْجٌ من تَسَلُّقِ عرشهِ وعدَّادُ خفقِ الشمسِ تمَّ وصَفَّرا ونقَّاشُ ميلادٍ على رحمِ ما يلي أتمَّ ارتطاما بالأفولِ الذي افترى يريدُ من الأزمانِ ما لم تَكُن لها تريد لها منه ارتباكا مبخَّرا بنِيَّتِهِ الصحراءُ تُبطِلُ صومَها فتكسو نياقَ الريقِ زيتًا مخدَّرا يركِّبُ من أسمائه قَرْصَ شمسهِ بألفِ نهارٍ يُخرِسُ الشمسَ أسفرا يقلِّبُ خلدٌ نجمةً تلو نجمةٍ لينطقَ من وهْجٍ أفولا مُبَرَّرا مَزيدانِ كالقولِ الأمامُ وخلفُهُ وإمَّا وصولٌ ينزعُ الكونَ دفترا تعاطى حليبَ الظلِّ مِنْ خير مَنْ مَضوا ومِنْ خيرِ مَن جاؤوا بثديين مِنْ تُرى إلى أنْ “إلى أنْ” أفلتتْ حرفَ جرِّها على عرباتِ النجمِ جَرًّا مُعَمِّرا فدلّلَ جلدَ المدلهماتِ ثوبُهُ وألقى عقالَ الرأسِ شطْحًا مكبَّرا فألصقَ آتيْ المجدِ، لم ينتظرْ غدا فتىً يمتطي فردًا خيولا مِنَ الغِرا.. تسارعَتِ الأنفاسُ أشرعةً فما تدارَكَتِ الألقابَ مرسىً مُبَكِّرا بنورستَيْ عينيه يغمضُ بلدةً ويرمش عمقا، خاضَ بحرًا مجَبَّرا تمدُّدَ إنسانٍ تقرفُصَ موطنٌ تنفَّلَ في الحالين لغزا مكررا على موعدٍ كان الأذانُ بلادَهُ أتمَّ صلاةَ المستحيلِ وقَصَّرا يُعَصِّبُ بالشعرِ الأماكنَ، أبصرت أراجيحَ حبلى ما يظنُّ وأكثرا زمانا منَ الحِنَّاءِ إنْ حان حينُهُ شفا الموتَ كفًّا والأصابعَ أدهرا وأغنيةً لا تعرفُ المشيَ إنما يعلمها مشيًا فتمشي على الثرى جمعنَ له كلَّ النهاياتِ صُرَّةً بداياتُهُ إذ باع خُلدينِ واشترى أبحَّتْ قطارًا سِكَّةٌ مِنْ طموحِهِ وشيخًا لأحلامِ الحديدِ مُعَبِّرا بزورقِهِ يُمضي أقاليمَ غمضه يلمُّ بقارّاتٍ رسولا مبعثَرا صحاريه أكتافٌ رعَتْها قوابلٌ تُدِرُّ ولاداتٍ فتُسْمِنُ مَفْخَرا على حَدَوَاتٍ خيلُها في فؤاده يَرُدُّ إلى الإعلانِ ركضًا مشَفَّرا مع امرأةٍ دَرَّتْ تواريخَهُ على حضارتِهِ لم يُبْقِ مجدًا مزَرَّرا سأبْطِلُ أقلامي نسورًا لرسمِهِ وأبْلُغُ ما لا تَبْلُغُ الريحُ أسطرا بصيصٌ بصيصٌ مصَّ حلوى بزوغه تعرَّقَ كرسيًّا تَكَرَّشَ مِنبرا تَمَزَّقَ جلبابُ الغيابِ بصدره فعرَّاهُ ينبوعًا وغطَّاه بيدرا بألقابهِ مرَّتْ على خرَزِ الكُوَى قلائدُ جِيْدِ الليلِ مِن شُرَفِ الورى يداه حراءانِ، المدى صحنُ رسمِهِ تضيِّفُهُ الفرشاةُ غيبًا مقشَّرا وليمةَ رؤيًا شيخُها الجوعُ والظما ووقتٌ أتى عن نفسِهِ متأخرا سهارى عن الشعرِ، العيونَ توارثوا إذا حفروا مرآتَها أزكموا حِرا.. يغسِّلُ أقدامَ النهارِ سراجُهم فيبصِرُ بَعْدٌ لم يكنْ بَعْدُ مبصِرا يقلِّبُ كفيهِ الزمانُ: أهذه الحضارةُ أم آثارُ إحضارِ مَن سرى بماذا سأُمضي آخِرَ الكونِ؟ دلني على قبضةٍ، هاكَ العُلُوَّ المُسَخَّرا وقل يا أخيرَ الأرضِ يا أولَ الألى بك احتزما ما سوفَ يجري وما جرى (*) يقع مقهى المساء مقابل برج المملكة الشهير في الرياض. تم الاعتراف بمقهى المساء في موسوعة غينيس للأرقام القياسية باعتباره أكبر مقهى في العالم ، حيث يضم 1050 مقعدًا.