عبد الله بن عبد الرحمن الدويش (وطبان)..

شاعر أمام الملك وأمير في الجنوب.

ولد الشاعر الرحالة عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الرزاق الدويش، الملقب بـ (وطبان)، ونشأ في عقلة (شلوان) شمال مدينة الزلفي. والعُقل مجموعة قرى بنفود الثويرات - يقارب عددها الثلاثين، وكانت بعض الأسر وقتها ومع ضيق ذات اليد وتفشي الفقر والجوع وقلة الأمن. تستقر بهذه العقل المحيط بها كثبان الرمال من كل جهة يبدأ بحفر بئر الماء فاذا توفر بدأ في بناء منزل محصن بسماكة حيطانه وقوة أبوابه خوفاً من قطاع الطرق (الحنشل) فالجوع لا يرحم، يبدؤون بغرس شجر النخل والأثل ليحيط بالمزرعة، ثم يزرعون بعض الخضرة وبالذات القرع والباذنجان، وزراعة القمح والشعير والذرة وغيرها، وإذا أحسوا بالخطر تحصنوا في القصور والمنازل وأغلقوا أبوابها، وترقبوا العدو من خلال فتحات بالبرج (المقصورة) التي تعلو الباب، وأطلقوا الرصاص تحذيراً…الخ  كـان أجدادي (القشاعم) في العقله المجاورة لعقلة (الدوشان) واسمها (شليان) تفصل بينهما كثبان الرمال القليلة. أحيا أجدادي العقلة وكثر أبناؤهم فتوسعوا. جد والدي عبد الله أسس عقلة (معقرة)، وكثر أبناؤه، فبقي محمد والد والدي وأعمامي بجزء من معقرة (عتيِّق) واستقر ابنه الأكبر عبد الرحمن بـ (الصبخة) والذي يليه دخيل الله وسليمان استقرا بشرق معقرة. وبقي والدي عبد الرزاق وشقيقاه عبد الكريم وعبد الله بعتيِّق، وذهب شقيق جدي محمد، عبد العزيز ليستقر بعقلة (الجوي)، أما شقيقه عبد المحسن فقد استقر بعقلة (الثوير). نعود للمترجم له الشاعر عبد الله الدويش والمستقر بشلوان، ومن صغره وهو يزاول الزراعة، كونها الوسيلة المتاحة لكسب الرزق. كثر أبناء الدوشان فانتقل بعضهم إلى عقل أخرى تبعد من ٥ كم إلى ٨ كم عقلة (مصكعة) و(أبو نخلة) و(قصيبا) وغيرها . هذا الكلام عن عهد مضى لا يقل عن مائتي سنة من الآن. ولد عبد الله الدويش نهاية القرن الثاني عشر الهجري التاسع عشر الميلادي ١٢٩٥هـ/ ١٨٧٧م تقريباً، وكان من صغره يعمل ويبحث عن الرزق، ويتميز بالحيوية والنشاط، واستفاد من أخيه الذي يكبره - صالح - إذ تعلم مبادئ القراءة وحفظ ما تيسر من القرآن الكريم. وكان أخوه صالح طالب علم ومحباً للأسفار لطلب العلم والبحث عن الرزق، إضافة لذلك فهو شاعر إذ وصف ترحاله بين إمارات الخليج العربي وإيران والعراق والهند وغيرها. وبعد دخول الملك عبد العزيز الحجاز عام ١٣٤٣هـ /١٩٢٤م عاد إلى مكة فعينه الشيخ عبد الله بن حسن آل الشيخ قاضياً في القنفذة فرفض وعاد إلى مسقط رأسه الزلفي حتى توفي عام ١٣٥٢هـ. وله ترجمة موسعة في كتاب (علماء نجد خلال ستة قرون) للشيخ عبد الله بن عبد الرحمن البسام، ط١، ج٢، ص ٣٥٤ - ٣٥٥. وأورد حمود بن محمد النافع قصيدته كاملة في كتابه (شعراء من الزلفي) ط١، ج٣  وقال عنه: «الشيخ الشاعر صالح الدويش كثير الأسفار، لم يترك مدينة إلا زارها، له قصائد كثيرة بالفصحى، وهذه القصيدة باللهجة الشعبية، ص ٢٦٥  أما أخوه عبد الله فقد اتجه في شبابه أولاً إلى الزراعة لأنها الوسيلة الوحيدة المتاحة لأهالي الزلفي آنذاك لكسب الرزق، بدأ محاولاته بزراعة القمح بعد أن استدان لمتطلبات الزراعة، لكن شاء الله أن يهلك المحصول بأكمله بعد أن اجتاحته أسراب الجراد. فلم ييأس، فأعاد المحاولة، إلا أن الزرع قد تعرض لهجمة أشد عن سابقتها إذ داهمته صغار الجراد (الدبا) فأكلت الزرع، وأفنت كل ما أنفق عليه من جهد ومال. ومع ذلك زرع للمرة الثالثة، لكن البرد قضى عليه وقت الحصاد، فكانت هذه الضربة الأقسى، إذ تراكمت عليه الديون نتيجة إخفاقاته المتكررة في الزراعة، وضاقت عليه سبل الرزق في الزلفي، فقرر الرحيل طلباً للفرج. كانت وجهته الأولى إلى عنيزة حيث استقر فيها بعض الوقت، وتزوج من أهلها، ولم تلبث الحياة في عنيزة أن تغلق أبوابها كما أغلقتها بالزلفي.. فواصل رحلته متنقلاً بين عدد من المدن ومنها مكة المكرمة، ومنها إلى الكويت التي أقام فيها عدة سنوات وتزوج بها أيضاً.  ولهذا نترك قصة الكويت يرويها الراوية والشاعر ابراهيم المنصور، والذي زودني بتسجيل اللقاء الصديق بدر العلي البدر، مع معلومات أخرى لم أعرف حتى الآن مصدرها رغم عنوانها (إرث الزلفي) الشاعر الكبير عبد الله بن عبد الرحمن الدويش، وقد سألت من أعرفه ومنهم الشيخ الدكتور محمد إبراهيم الحمد عن مصدر هذه المعلومات فلم أهتد إليه وذلك لشكرهم وذكرهم فجزاهم الله خيراً.  يروي الراوية والشاعر ابراهيم المنصور على مجموعة من رجال الزلفي في إحدى المناسبات عن مغامرة عبد الله الدويش وسفره لأول مرة للكويت. يقول ذهبت للكويت ولا أملك سوى ٣٠٠ روبية، واستأجرت حوشاً ودخلت البحر مع صيادي اللؤلؤ أجرب حظي وعدت بدون فائدة بعد أن أكلت المبلغ كاملاً، عدت إلى الحوش ولا أملك سوى طبخة قهوة، أعددت القهوة لأتسلى بها وأفكر كيف أجد ما يسد الرمق. بعد طبخ القهوة بالدلة التي لا غطاء لها تركها تركد قبل تناولها، وقال إن الغرفة الوحيدة بالحوش بها فتحة بالسقف (سماوه) للتهوية وخروج الدخان منها، ما علمت إلا بالماء يصب من الفتحة ويقع في الدلة مباشرة ورفعت رأسي وإذا هي قطة تبول.. أفرغ الدلة وغسلها من أثر البول، وخرج متذكراً أحد الوجهاء يستقبل زواره بمجلسه ضحى كل يوم، فذهب إليه وجلس مع من سبقه عله يجد ما يأكله من تمر يقدم عادة قبل القهوة، امتلأ المجلس فحضر شخص يظهر عليه النعمة وتوسط المجلس فسلم فلم يجد مكـاناً له. فقام الشاعر مسرعاً ودعاه للجلوس مكانه. حاول التمنع ولكنه حلف ألا يجلس به غيره فأكبرها في نفسه، قال: توجهت لمكان معد القهوة وأمرته بالقيام لخدمة الضيوف وجلست مكانه.  قال إنه بعد أن تناول مع غيره ما تيسر من التمر والقهوة بدأ الضيوف بالخروج كـالعادة، خرجت ولم ألبث سوى دقائق إلا ولحق بي من أجلسته مكاني فدعاني، وطلب مني، وألح بمرافقته لبيته. ذهبت معه وبعد تناول طعام الغداء قال له مضيفه إن مظهرك يدل على أنك إما مريض أو خسران، فأخبره بقصته كاملة، فأعطاه 3000 روبية وقال له ترزَّق الله بها إن ربحت فالربح مناصفة وإن خسرت فأنت مسموح. يقول شكرته وبدأت العمل بين الكويت والعراق، وبعد أشهر وجدت أني كسبت سبعة آلاف ربية فذهبت له وتغديت معه وأخبرته بما صار فأعطيته رأس المال وقسمت الربح بيننا. أخذ رأس المال 3000 ربيه ورفض أخذ الربح. كل هذا تقديرا لما قام به في المجلس من معروف إيثاره على نفسه. سافر لعمان ومشيخات الخليج ومنها إلى الهند وبدأ العمل يوماً يوفق ويومين يخسر وهكذا. وكان هناك تاجر مشهور من أبناء عنيزة يدعونه (البسام) ولهم مجلس. وكانوا يدعون الدويش لسماع قصصه وأشعاره ويتباسطون معه ويتمازحون. وكان لديهم كمية كبيرة من (الشناذر) ولم يتقدم أحد لشرائها، وضيقت عليهم. فكانوا يتمازحون معه كل ما جاء اشتر الشناذر يا عبد الله، وهم يعلمون أنه لا يملك شيئاً، فتنتهي الممازحة بضحكة.. وفي أحدى الأيام وهو متجه لمجلس البسام لحق به هندي يحمل برقية من البحرين موجه لأحد تجار السوق في بومبي يطلبون منه شراء كل (الشناذر) الموجود بالسوق. ادعى أنه لم يعرف لغتها، عند وصوله للبسام أعادوا ما سبق أن مازحوه به. فقال شريت كل الشناذر الذي عندكم، فذهب وأحضر عمالاً لنقله، وهم ينقلونه جاءهم خبر أن الشناذر مطلوب فباعه وربح ربحاً عظيماً هي سبب تجارته التي شجعته على العودة للمملكة وبعد قصيدة من والده يستحثه فيها بالعودة. استأجر سفينة وملأها بالمواد الغذائية وما يحتاجه أهله وتوجه بها للمملكة؛ وفي أثناء الرحلة تعرضت لعاصفة قوية أغرقت السفينة ولم ينج منها سواه وأحد الخدم. وجد لوحاً يطفح بالماء فتمسك به عله يصل به البر، ومع ذلك تعرض (لشاذوب) سمك قرش فنهش أحد فخذيه، وصل الشاطئ بين الحياة والموت، وإذا هو في عمان فتذكر من سبق أن تعامل معه وأخذوه إليه وبقي لديه أكثر من ستة أشهر يعالجه حتى شفي، وواصل رحلاته.  نعود إلى مسيرته كما كتبت تحت عنوان (إرث الزلفي)، فأعتقد أنه بعد أن حصل على 3000 ربية من أحد أبناء الكويت الذي عرف قصته، توجه إلى العراق، وصار يتردد بين العراق والكويت، يزاول التجارة ويسعى لسداد ما عليه من ديون.. استمر الدويش في تجواله بين مدن الخليج العربي، فتوجه إلى عمان، ثم الشارقة والبريمي، وعاد للأحساء وهو يعمل بالتجارة ويتنقل بين الأسواق. ضاقت به السبل، وظل الدين يلاحقه، فسمع أن أخاه الشيخ صالح ينوي السفر إلى الهند لطلب العلم، فكانت تلك فرصة ليفتح صفحة جديدة في حياته، فقرر مرافقته إلى الهند لطلب الرزق.  استقر بالهند بعد أن افترق مع أخيه الذي ذهب لطلب العلم على يد المحدث نذير حسين. أما عبد الله فقد بدأ يمارس التجارة، وتنقل بين مناطق الهند، وتعامل مع تجارها، وكابد مشاق الحياة وتقلباتها.  امتدت غربته لأكثر من ثلاثين عاماً، لم تكن تلك السنوات سهلة، بل كانت مملوءة بالشوق للأهل والوطن، فجرت قريحة الشعر وأخذ يترجم لوعة الفراق، فكتب قصائد مؤثرة من الهند كلها حنين للزلفي ولوالديه وإخوانه وأصدقائه، فكان ينظم الشعر وكأنما يبكي على الورق، يكتب في الليل حين يهدأ السوق.. ومن بين تلك القصائد التي لا زالت تتردد على الألسنة قصيدته التي رسم فيها ملامح الزلفي ببديع التصوير وجمال التعبير، وكأنه يصف فردوساً ضاع عنه ومنها قوله:  أظن ما يحتاج ناصف لك الدار   ماقف طويق حيّ ذيك الديارا  شرقيها قور كما الغيم ظهار وقبليّ ماها مستقل الزبارا  دار سقاها من شخاتير الأمطار سحب تقافا كل تالي نهارا  والقصيدة طويلة أورد منها حمود النافع ٢٦ بيتاً، قال إنها جاءت جواباً  على رسالة بعثها له والده يستحثه بالعودة للزلفي.  وقد أورد النافع في كتابه (شعراء من الزلفي) مقاطع من قصائد أخرى من بينها قصيدة قالها بعدما بلغ به الكبر والمشيب وأشاروا عليه أن يتزوج قال:  الشيب به عند العماهيج طاعون بيّن جديد الجلد لو هو طبالي  مثلي ومثلك لو معه مال قارون قالن عقيم ما يجيب العيالي  شيرو على الخفرات يمشن بنا الهون البيض برهجهن يهز الجبالي كتب عنه عبد الله بن خميس بـ (تاريخ اليمامة) ط١، ج٤ قائلاً: هو عبد الله الدويش من أهل الزلفي شاعر مبدع له نفحات جيدة وله في الزلفي وفي وصف الزلفي مقطوعات حلوة منها قوله: لي صاحب ماقف طويق مقره   بين الخشوم النايفة والزبارة  عسى مراويح السحايب تمره وتنشر دقاق الماء على جال داره  ومن قصائده التي قالها وهو بالهند عام ١٣٤٨هـ - أيام ضيقه وحنينه واشتياقه لأهله ووطنه، وهي من أعذب ما كتب، حيث عبر فيها عن معاناته في ديار الغربة، وصعوبة الفراق، وضيق ذات اليد، وشوقه للزلفي وأهله ومنها: من نجد جابتنا محاذيف الأقدار لیما رمتنا في ديار النصارى  من نجد ماجا من يخبّر بالأخبار   يجيب لي علوم وش جرا ويش صارا  يجيب لي علوم ولو كان ما صار   يستاسع الخاطر عن الإفترارا  واستمر على مدى ٢٧ بيتاً يشكو ويصف ما يعيشه في الغربة. وبعد مضى قرابة الثلاثين سنة، وقد نجح في جمع ثروة كبيرة من تجارته قرر العودة إلى الزلفي لتسديد ديونه... وبينما هو في أوج استعداده رأى في منامه رؤيا عجيبة: رأى أن رأسه قد حُلق، ولم يبق فيه إلا شعرة واحدة... وحدث مالم يكن بالحسبان، فبينما هو في طريق العودة إلى الزلفي على متن سفينة محملة بالخيرات، اصطدمت السفينة ببارجة بريطانية في عرض البحر، تسرّب الماء إلى داخلها، وغرقت بكل ما فيها من أموال وبضائع وخدم. نجا عبد الله وحده متعلقاً بلوح من الخشب وسط البحر.. ظل يصارع الموت، حتى هاجمته سمكة قرش فنهشت جزءاً من فخذه.. وبعد ثلاثة أيام جرفته الأمواج إلى ساحل جيبوتي، وهناك قصد تاجر يمني كان يعرفه من خلال تعاملات تجارية. أسعفه التاجر واعتنى به، وأكرمه وعالجه وأبقاه في ضيافته ستة أشهر حتى تعافى.  عاد للزلفي وهو لا يملك شيئاً.. عاد وقد ضاعت أحلامه، لم يكن معه مال ولكنه كان محملاً بالحكمة والتجربة، والإيمان والثقة بأن الذي حرمه سيعوضه. بعد وصوله وسلامه واستراحته لم يلبث أن واصل الترحال إلى مكة المكرمة ومنها إلى الجنوب لاستقبال الجيش السعودي القادم من اليمن بعد انتصاره، ويلقي أمام قائد الجيش ولي العهد الأمير سعود بن عبد العزيز قصيدة أعجب بها الكل.. وسمع بها الملك عبد العزيز فطلب منه إلقائها.  وقال عنه فهد الكليب في (علماء وأعيان وأعلام الزلفي) ط١، ١٤١٥هـ ١٩٩٥م. «لقد اشترك شاعرنا المترجم له في أحد الجيوش التي وجهها الملك عبد العزيز إلى اليمن إبان نزاع الحدود وهو معروف بـ مغزى اليمن عام ١٣٥٢هـ بقيادة الأمير سعود بن عبد العزيز، وبعد أن تم النصر مدح الشاعر سمو الأمير سعود بقصيدة عصماء هي إلى الغزل أكثر منها إلى المدح. تعكس قصائد الدويش جزالة شعره، وقوة مفرداته، وولاءه العميق للدولة السعودية، وقدرته على أن يجعل من الكلمة الشعرية موقفاً وطنياً، يقال في موضعه، ويخلّد في ذاكرة التاريخ. كلف عبد الله الدويش بعدد من المهام الإدارية في مناطق مختلفة من جنوب المملكة، فقد عين أميراً على صامطة، ثم على الشعبين وظهران الجنوب ورجال ألمع عام 1356هـ والنماص.  أعتقد أن عمله بجنوب المملكة في النصف الأخير من ستينيات القرن الرابع عشر. فقد عرف عنه خلال عمله رجاحة عقله، وحسن إدارته، واهتمامه بشؤون الناس، واشتهر بجوده وكرمه وسعة صدره.  يُذكر أنه في إحدى المعارك التي شارك فيها، أظهر شجاعة وبسالة فأعجب به من حوله، وقال بعضهم إنه يذكرهم بالشيخ وطبان بن عمر الدويش أحد كبار شيوخ مطير المعروف بالبأس والشجاعة، ومنذ ذلك الوقت بدأ الناس يلقبونه  بـ (وطبان).. انتشر اللقب حتى غلب على اسمه الأصلي.. فلم يكن مرتاحاً لأن ينسب لغير اسمه الحقيقي، ولذلك نظم بيتين شعريين واضحين، عبر فيهما عن احترامه للشيخ وطبان، دون أن يقبل أن يسلب اسمه أو تختزل هويته، فقال:  ما نيب وطبان ولا لي بوطبان أنا الدويش ولا باسمي مغيره  وطبان نعم الشيخ من غير حقران والحر ما يجدع بنفسه لغيره  أقام آخر حياته بالزلفي وبمناسبة زيارة الملك سعود الأولى لها بعد توليه الحكم عام ١٣٧٣هـ فألقى أمامه قصيدة ترحيبية طويلة قال فيها:  مرحبا وأهلاً عدد ما غطى الليل النهار وأشرقت شمس تعاقب على مر الدهور  أو عدد ما أمطر سحاب هماليه غزار وانبتت صم الصحاري بمختلف الزهور  استقر آخر حياته بالزلفي، وكان له قطعة أرض كبيرة خارج سور الزلفي لم تخطط ومهملة وقد كتب وصيته باسم ابن عمه محمد العبد الرزاق الدويش، توفي رحمه الله عام ١٣٨٦هـ فقيراً لم يغتن إلا بعد وفاته وبعد تخطيط وتقسيم وبيع الأرض فأوصى بتسديد ديونه، وقال لوصيه: إن شاء الله انك بتصفي تركتي، وتخصيص ثلث مالي وقف لله، فتعجب كيف يوصي بشيء وهو فقير.. وهكذا بعد وفاته بیعت قطع الأرض وسددت ديونه وبقي ثلثه أكثر من عشرة ملايين ريال، علماً بأنه لم يخلف سوى بنتين.  وفي الختام أشكر الأستاذ إبراهيم بن موسى الحميد رئيس تحرير الجوبة الذي طلب مني الكتابة عن هذا الرجل.