في عددها الجديد ..

الفيصل تفتح ملف « الخصوصيات الثقافية » .

صدر العدد الجديد من مجلة «الفيصل» (نوفمبر – ديسمبر 2025م)، وجاء حافلًا بمواد فكرية وأدبية وثقافية، تعكس تنوّع المشهد الثقافي في بُعدَيْهِ السعوديّ والعربيّ. فمنذ العدد الأول يتصدر ملفٌّ رئيسي معمّق بعنوان «صعود الخصوصيات الثقافية»، وهو محور يستعيد جذور الهوية الثقافية في سياق عالمي يعاد فيه تشكيل خرائط النفوذ والمعنى، وتخوض المجتمعات فيه أسئلتها حول الذات والآخر. ويقدّم الملف رؤية تحليلية واسعة تتابع مظاهر صعود الانتماءات المحلية، وتراجع الخطاب العولمي الموحِّد. شارك في الملف: عبدالله المطيري، ومحمد شوقي الزين، وإميل أمين، وعبدالله بريمي، وخولة سلمان. ويمتد العدد الجديد إلى مساحات فكرية رحبة، حيث يقدّم فيصل درّاج في مقالته «المثقفون وكونية الأحلام» معالجةً تقف عند أدوار المثقف العربي في لحظة تتغير فيها وظيفة الثقافة، مع قراءة لعلاقة المثقف بالكونية، وبالخيال الاجتماعي، وبالأسئلة التي تعصف بصورة العالم في وعي الإنسان العربي. كما يحاور العدد المؤرخ عبدالجليل التميمي، الفائز بجائزة سلطان العويس وأحد أبرز الأسماء البحثية في مجال أرشيف الموريسكيين، ويتناول الحوار أهمية الوثيقة التاريخية في إعادة كتابة سردية الاندماج والطرد، وكيف يمكن للدراسات الوثائقية الرصينة أن تعيد التوازن إلى النقاشات الأورُبية حول الإسلام، وتقدّم قراءة مختلفة لما هو راسخ في الوعي الغربي عن التجربة الأندلسية. (حاورته صفوة الخالدي). وضم العدد حوارًا مع الكاتبة نهلة الشهال، رئيسة تحرير السفير العربي، عن المشهد الصحافي اليوم، وعن محطات وشخصيات في حياتها؛ (حاورها محمد حجيري). إضافة إلى مقالات لكل من: لنا عبدالرحمن، وفهد العتيبي، وثائر ديب، وفهد العتيق، ولؤي حمزة عباس، ومنصور المطيري. ويقدّم العدد دراسة لافتة حول الصحة النفسية للكُتّاب، تقف عند العلاقة الشائكة بين الإبداع والاضطراب النفسي، وتقرأ حضور القلق، والعزلة، والحساسية المفرطة، بوصفها عناصرَ لا تنفصل عن التجربة الإبداعية، وتنعكس على تكوين الشخصيات الأدبية وأنماط الكتابة. ويستعيد العدد حضور فرانز كافكا من خلال قراءة تستكشف ذاكرته الأدبية، وتأثير نصوصه على المخيلة الحديثة، وكيف تحولت تجربته الفردية إلى مرآة لقلق الإنسان في القرن الحادي والعشرين، في ظل عالم يزداد انغلاقًا وتعقيدًا. وينشر العدد دراسة تنظيرية حول الجنس الأدبي بوصفه محادثة مستمرة، تستعيد تطورات الأجناس الأدبية وتحولاتها مع الزمن، وتناقش حدود النوع الأدبي وأدوار النقد في إعادة تشكيله. ويشتمل العدد على دراسة فلسفية حول الجسد في مواجهة العالم، تناقش حضور الجسد بوصفه نقطة التقاء بين التجربة الفردية والضغط الاجتماعي، وتستعيد أسئلة الوجود والمعنى من زاوية الجسد وما يرمز إليه في السرد والفلسفة. ويضم قراءات ومقالات موسعة في تجارب روائية وشعرية وثقافية مثل قراءة الناقد علي المجنوني في روايات عواض العصيمي، وقراءة الناقد المغربي رشيد يحياوي في التجربة الشعرية للشاعر إبراهيم مبارك، وقراءة للناقدة السورية شهلا العجيلي في الكتاب الجديد للشاعر والكاتب أحمد العلي، وقراءة في رواية ابنة ليليت لأحمد السماري، ومقالة لعمر شبانة عن رواية «دوخي.. تقاسيم الصبا» لطالب الرفاعي. إضافة إلى مقال للباحث العراقي خزعل الماجد عن كتاب «الهَبَل» لعبدالرحمن موكلي، الذي يحوّل الجغرافيا اليومية إلى فضاء أسطوري غني بالرموز والتحولات، ويطرح قراءة تستعيد فيها الأسطورة حضورها داخل النص الواقعي. ويقدّم العدد وقفة نقدية عند تجربة الشاعر حسن طلب، تستعرض ما في شعره من أسئلة جمالية ووجودية، وتستعيد حضوره داخل المشهد الشعري المصري والعربي. ويضم العددُ أيضًا موادَّ وموضوعاتٍ سينمائيةً ومسرحيةً وموسيقيةً إلى جانب عدد من النصوص. العدد يؤكد استمرار «الفيصل» في تقديم محتوى معرفي متين يجمع العمق بالاتساع، ويستجيب لما يشهده المشهد العربي من أسئلة كبرى تبحث عن معنى واتساق في عالم يموج بالتحولات.