انطلاق الدراسات الجيولوجية في المملكة.
المنطلق: لابد لمعرفة الأرض وأسرارها خيراتها وأخطارها من دراسات أولية مكثفة ومتنوعة تتمثل في التعرّف على أنواع الصخور وخصائصها والطبقات ومحتوياتها وقياس سماكاتها وامتداداتها وذلك برسم الأعمدة الجيولوجية وخرائطها ومن هذه وتلك تتضح معالم سطح الأرض وما يختزنه باطنها، وبذا تكتسب الدراسات الجيولوجية أهمية عظيمة. أول خريطة وتسمية وحدة صخرية: لعل الجيولوجي والآثاري البريطاني تشارلز داوتي هو أول من قام بدراسات جيولوجية ميدانية في شمال غرب الجزيرة العربية عندما كانت جزء من أراضي دولة الخلافة العثمانية فقد تمخضت جولاته في المنطقة في الفترة ما بين آيار (مايو) 1875م إلى آب (أغسطس) 1878م عن وضع أول خريطة جيولوجية للمنطقة ووضع ثلاثة مقاطع طباقية ظهرت فيها تسمية أحجار الرمل باسم حجر رمل البتراء (Petra sandstone)، وهذه أول تسمية لوحدة صخرية في المنطقة. الهيكل الطباقي: بدأ العمل الجيولوجي الميداني المنظم لوضع الإطار الطباقي العام لصخور المملكة بعد حصول شركة ستاندرد أويل أوف كاليفورنيا (سوكال) لامتياز التنقيب عن النفط بثلاثة أشهر، في شهر أيلول (سبتمبر) 1933م عندما باشرت الفرق الجيولوجية والتصوير الجوي أعمالها في المسح الميداني التي وفرت كثير من المعلومات الجيولوجية التي جمعها جيولوجيوا شركة الزيت العربية الأمريكية (أرامكو). قام برامكامب وستاينيكي وكذلك ستاينيكي وبرامكامب بنشر أول معلومات جيولوجية في سنة 1952م ، وقام ثرالز وهاسون في سنة 1956م بنشر ملخص جيولوجي عام للتتابع الطباقي للمملكة، ثم قام ستاينيكي وآخرون في سنة 1958م بنشر أول تعريف رسمي لوحدات الصخرية للتتابع الطباقي. الخرائط الجيولوجية: مكنت المعلومات الجيولوجية من وضع الأساس لخرائط تفصيلية جغرافية وجيولوجية تغطي جميع أنحاء جزيرة العرب، فقد أنجزت وزارة المالية والاقتصاد الوطني فيما بين عام 1375 الى عام 1383هـ (1956 الى 1963م) من خلال تعاون المديرية العامة لشؤون الزيت والمعادن مع وزارة الداخلية الأمريكية (أرامكو – المساحة الجيولوجية الأمريكية). هذه الخرائط هي أول توثيق لجيولوجية المملكة ومواقعها الجغرافية، وهي الأساس الذي أنتجت بموجبه أول خريطتين جيولوجية وجغرافية لجزيرة العرب بمقياس رسم 2000000:1، وعدد 21 خريطة بمقياس رسم 500000:1, وأعطيت لها الأرقام من 200 الى 220 خريطة، لخصت هذه الخرائط الإطار الطباقي العام لجيولوجية المملكة. أول كتاب جيولوجي: قام باورز وآخرون سنة 1966م بجمع نتائج الدراسات الجيولوجية والأبحاث الميدانية ولخّصها في أول كتاب لجيولوجية الجزء الرسوبي للمملكة (Geology of the Arabian Peninsula: Sedimentary Geology of Saudi Arabia). دليل مصطلحات الوحدات الصخرية (Lexicon): قام باورز في سنة 1968م بوضع أول دليل شامل لمصطلحات الوحدات الصخرية للتتابع الطبقي كما عرّفها جيولوجيوا الشركة Saudi Arabia (excluding ArabianShield) Lexique Stratigraphique، كما قام ابن لعبون في سنة 1993م بوضع دليل تفصيلي لجميع مصطلحات الوحدات الصخرية لحقب الحياة القديمة وأسفل حقب الحياة المتوسطة (Lexicon of the Paleozoic and Lower Mesozoic of Saudi Arabia)، وقام الحلواني من المساحة الجيولوجية السعودية في سنة 2001م بوضع دليل شامل لمصطلحات الوحدات الصخرية لأبد الحياة الظاهرة. الأعمدة الجيولوجية: انتشار الدراسات الجيولوجية وتعدد الجهات التي تقوم بدراسات جيولوجية من شركات نفط وشركات تعدين وجهات رسمية مثل وزارة المياه والكهرباء وجهات بحثية علمية كالجامعات والشركات الاستشارية للتعدين والمياه وغيرها جعل لكل جهة عمودها الجيولوجي ومسمياتها الخاصة، وقد سعى ابن لعبون إلى توحيد تلك الأعمدة والمسميات وقام بدعوة الجهات ذات العلاقة إلى ذلك وقدم في اللقاء الخامس للجمعية السعودية لعلوم الأرض في عام 1998م بحثاً حول طباقية المملكة ونشر ووزع أول عمود جيولوجي للطبقات الظاهرة وتحت السطحية لمختلف مناطق المملكة (Lithostratigraphy and Oil and Gas Fields of Saudi Arabia) وفي عام 2000م تبنت الجمعية إعادة نشر وتوزيع العمود، قام الحلواني في سنة 2001م بنشر تقرير للعمود الطباقي لأبد الحياة الظاهرة في مختلف مناطق المملكة الظاهرة (Stratigraphic Column for the Phanerozoic Rocks of Saudi Arabia). بادرت المساحة الجيولوجية السعودية بالعمل لجمع جهود الجهات المختلفة لوضع تصور عام للتتابع الطباقي للمملكة. *مؤسس ورئيس مجلس إدارة تعاونية «الجيولوجيون السعوديون»