سؤال وجواب

س - ما مكانة الدعاء؟ قال الله تعالى ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ (سورة غافر: 60) وقال سبحانه ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ﴾ (سورة البقرة: 186) وجاء في الصحيحين (البخاري رقم 6340 ومسلم رقم 2735) من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي ﷺ قال «يُستجاب لأحدكم ما لم يعجل…». وأجمع علماء الأمة على أن الدعاء عبادةٌ من أعظم العبادات، ولا يجوز صرفه لغير الله، ومن صرفه لغير الله فقد وقع في الشرك الأكبر، قال الإمام ابن تيمية – رحمه الله – في مجموع الفتاوى ج 1، ص 124 (( وكل من دعا غير الله من الملائكة والأنبياء والصالحين أو غيرهم ليكشف ما نزل به من ضر أو يجلب له منفعة فقد عبدهم، وهذا هو الشرك الأكبر الذي قال الله فيه: ﴿وَمَن يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ﴾)). َومن شعار أهل السنة والجماعة الدعاء لولاة الأمر لما يترتب عليه من صلاح البلاد والعباد، وثبوت الأمن، واجتماع الكلمة. قال الفضيل بن عياض - رحمه الله - كما في حلية الأولياء 8 /91 (( لو أنَّ لي دعوةً مستجابة ما صيَّرتها إلَّا في الإمام. قيل: وكيف ذلك يا أبا علي؟ قال: متى صيَّرتُها في نفسي لم تُجْزني، ومتى صيَّرتها في الإمام - يعني: عمَّتْ - فصلاحُ الإمام صلاحُ العباد والبلاد … قبَّل ابنُ المبارك جبهته وقال: يا معلِّم الخير! من يُحسِنُ هذا غيرك؟)). قال الإمام أحمد - رحمه الله - كما في السنة للخلال 1 / 83 (( وإني لأدعو له ( السلطان ) بالتسديد والتوفيق في الليل والنهار والتأييد، وأرى ذلك واجبًا عليّ )). قال الإمام البربهاري – رحمه الله – في شرح السنة ص 136 (( إذا رأيت الرجل يدعو للسلطان بالصلاح فاعلم أنه صاحب سنة، وإذا رأيته يدعو على السلطان فاعلم أنه صاحب هوى)). نسأل الله العظيم، رب العرش الكريم، أن يوفق مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لكل خير، وأن يمتّعه بالصحة والعافية، وأن يجزيه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء. ونسأل الله أن يبارك في سيدي ولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، وأن يسدد خطاه، وينصره، ويفتح على يديه أبواب الخير، ويحفظ به البلاد والعباد، وأن يديم على وطننا الأمن والإيمان، والاستقرار والتمكين. اللهم آمين.