«انطفاءُ سَاعةِ الرّمل». 

في انطفاءِ الوقتِ  من بين الرُّؤى يعجِنُ الملاحُ صوتًا شاردًا باتَ يغتالُ الثّواني للضّياع المرّ أرخَى الأشرعَةْ وَحدهُ والريحُ خانتْ رَمْلَهُ المُلقى على كفّ المَدى لا رفيقٌ غيرَ ظلّ الموج يجري خلفَهُ هدّدَ الشّؤمُ الزّوايا والثّواني أغفلتْ بابَ الرّجاء في خيالٍ باهتٍ وحطامُ الصّبر ألقى الأقنعَةْ حَاصرَ الشُّؤمُ النّوايا والمنافي أوصدتْ أحلامَهُ يأكلُ التّيهُ بصَمتٍ ما تبقّى من فُتاتِ الأمسِ خلفَ الأمتعَةْ حائرٌ والليل أهدى لونَهُ في سبات الحُزنِ يتلو للصّدى آخرَ الخيباتِ ذابتْ وأنينُ الشّكّ يطفو حولَهُ كم تبقّى؟  من رَماد الوقتِ  يكفي مِلْحَهُ من رُكامِ الدّمعِ  يُحيي رُوحَهُ لن يُعيدَ الأفقُ أنفاسًا غَفتْ للأماني الخُضر فرّتْ مُسرعةْ أينَ يمضي؟ لهفةٌ الضّوء استباحتْ ظلّهُ ذابَ مجدافُ المرافئ تتلاشى نبضةٌ في كفِّهِ فعصا موسى  أدارتْ نُورها شقّ دربَ الأحجياتْ لم يَعُدْ في الكون إلا ساعة ترقُبُ البحرَ ببؤسٍ فيه تغتالُ المآسي فجرَهُ والخطايا ترقُبُ الآنَ جُنونَ البوصلةْ تائهٌ يحملُ حبلًا للرّدى في نعاسُ العمرِ  نامتْ دمعةٌ أبصرتْ «سيزيفَ» ألقى صخرةً من سرابٍ موحشٍ طالَ أعتابَ الفناءْ قاربُ الآلامِ أفنى صبرَهُ و السّوافي تقتفي آخرَ الأصداء في همس الدُّنا يلفظُ القلبُ مداهُ والمنايا  أطفأتْ لونَ الجهاتِ الأربعةْ!  * باحث ماجستير في الأدب والنّقد.