رسائلُ الشُّعراء .
(1) يا سيِّدَ البيدِ، هل أنتَ مَن قرأَ الرملَ وافتكَ كاهِنُهُ من قيودِ القريضِ العقيمِ؟ كيف واجهتَ ريحَ السَّمومِ، وغنّيتَ للبدوِ لحنًا جديدًا يَهُزُّ جْذوعَ النخيل حين كانوا يُريدون إخفاءَ صوتِكَ قبلَ الهَزيعِ الأخيرِ؟ (2) أأنتَ الدِميني الذي أيقظَ الوَردَ من نومِهِ، وخبَّأ في يقظةِ البوحِ هَتّانَ أشعارِهِ؟ تُرى: كم غزالًا يطوفُ بكَ الآنَ في قُدسِكَ الملكيِّ كي لا تَموتَ؟ (3) أأنتَ على الحِرْزِ…؟ لا، أنا ظِلُّهُ. أكتبُ النَّصَّ كي لا تَغيبَ شُموسُ القصيدِ… إذًا مُرَّني كي نطيرَ إلى دوحةٍ من هُطولِ الرَّحيقِ، فنَغبِقَ من سِحرِهِ رَشْفَتَيْنِ. (4) (إلى فوزيّةَ وخديجةَ وأُخريات) كيف كنتُنَّ في زمنِ الجَدْبِ خُبزًا، وحِصنَ الكتابةِ إذْ ذاكَ جَمْرٌ وماءٌ؟ وقيلَ لِمَن أذَّنوا في القَوافِلِ: بوركَ هذا النِّداءُ، فهاتوا صُواعَ الملوكِ، وبوركَ ما تكتبونَ.