الروائي الذي حوّل شغفه بكرة القدم إلى كتاب ..

عبد الله ثابت: الأمير خالد الفيصل وقف إلى جانبي حين كنت وحيداً .

منذ روايته الأولى «الإرهابي 20» التي دوّت في فضاء الأدب السعودي والعربي قبل عقدين، لم يكن عبدالله ثابت مجرّد كاتب يمرّ بهدوء، بل كان ولا يزال أحد الأصوات التي تكتب من حافة السؤال، وتعيش في منطقة التماس بين الفكرة والجرح، بين الرؤية والتمرد. في هذا الحوار الطويل لــ «اليمامة» يتحدث ثابت بصراحة نادرة عن علاقته بالكتابة، عن الفتى القادم من عسير ليجد نفسه في قلب العاصفة الأدبية، عن الرواية التي غيّرت مجرى حياته، وعن شغفه بكرة القدم الذي تحوّل إلى كتاب، وعن عودته إلى مقاعد الدراسة في جامعة القاهرة بحثًا عن المعرفة الخالصة. حوار يقطر صدقًا ودهشة، ويعيد تعريف الكتابة كـ «هجمة مرتدة» على السكون والامتثال.. فإلى نصّ اللقاء: استهلاك جائر •حين تكتب، هل تنطلق من فكرة محددة أم من قلق داخلي يتفجّر على الورق؟ ــ كذا حيناً، وكذا حيناً، وكلاهما حيناً، وغيرهما أحياناً، وفي كل حال فإن الكتابة التي تخلو من بارود الفكرة لا تعدو كونها ثرثرة مصابين بالخرف، والكتابة التي لا تمسّ روحك وتلكز قلقك وسؤالك في خاصرته، ولا تروح بك وتجيء، استهلاك جائر لوقت العالم وموارده. المخبول الهائل تشارلز بوكوفسكي قال مرة: “ لا تكن مثل آلاف من البشر الذين سمّوا أنفسهم كتّاباً، لا تكن بليداً ومملاً ومتبجّحاً، لا تدع حب ذاتك يدمّرك. مكتبات العالم قد تثاءبت حتى النوم بسبب أمثالك. لا تضِف إلى ذلك. لا.. تفعلها إلا إن كانت تخرج من روحك كالصاروخ، إلا إن كان سكونك سيقودك للجنون أو للانتحار أو القتل! “. •كيف تشكّلت علاقتك بالكتابة منذ بداياتك، وهل تراها خلاصًا شخصيًا أم عبئًا يلازمك أينما ذهبت؟ ــ حاولت مراراً أن أتذكر كيف بدأ هذا، أعني العلاقة بالكتابة. كل ما يبرق في ذهني هو التعليقة الدائرية، وشبكة الدبوس من بطنها في كمّ ثوبي العلوي، وأنا في السنوات الأولى من الابتدائية، لمّا كنت أحصل عليها كتقدير في حصّة الخطّ. ربما كانت مكافأتي المستمرة على الخط الجميل فعلاً هو ما أغراني بالكتابة، بالكلمات. هل أخذني الشكل أولاً، وأوقعني في فتنة الكلمات؟ ربما. بالمناسبة؛ لم أهتم يوماً بتطوير مهارتي في الخطّ، كأن الأمر كان جسراً فحسب، نحو تلك العلاقة برسم الكلمات، إلى معناها ودلالاتها وعوالمها. كانت الكلمات الشيء الوحيد الذي تلقيت عليه المكافأة أول الأمر، الامتياز بالكلمات. وصدقاً ما زلت أفكر لليوم؛ هل حقاً كان هذا هو الأمر! لقطة سينما •روايتك الأولى “الإرهابي 20”، ما الذي تقوله عنها وهو على مسافة أشهر منذ وقت صدورها قبل عشرين عاماً، ولم تقله من قبل؟ ــ أقول: “مرحبا”، آخر عهدي بك قبل أن تذهبي للمطبعة أيامها، ثم فصلت نفسي عنك تماماً، ولو حدث واضطررت لقراءة شيء منها فإني أحدث نفسي: يا للطمرة في السيل! ثم أقول للأقربين: لو كنت بنصف وعيي اليوم ما أقدمت عليها. اندفاع الشباب وفورته عجيب الشأن، وأنا بالأصل شخصٌ عصيّ الصمت على ما لا يعجبني، على ما ينكشف ولا يمكنني الثقة به، منذ كنت طفلاً وأنا ذاك الذي لا يمكن إسكاته ولا إخافته، أو الاستيلاء عليه! أقول بلسان الناضج ووعيه اليوم؛ كل تلك الضباع تحديتها فرداً، ودونما سندٍ أو تعاطفٍ ولا ضمانات، وأصدرت تلك الرواية. أتذكر اليوم الكثير من الهول الذي وقع لاحقاً، وكأنه شيء منفصل عنّي اليوم. لقد شننت حرباً مفردة، وأنا أعزل أول الأمر، وعجب الحياة الجميل أنها مرت بسلام الله. فيما بعد - ولشهادة العرفان والامتنان - كان لاهتمام الأمير خالد الفيصل بتمحيص ما في الرواية - حينها - دفعٌ كبير عني! حسناً؛ ما زلت أفكر أحياناً؛ لقد تكبدت أثمان كبيرة، نعم، لكني لم أتوقف أيامها عند كم مرة كان الانتقام على بعد شبرٍ مني! رجاحة العقل والعمر نعمة طيبة، لكنني فخور بكل ما كان، وعندي من الأسرار والحكايات على جانب ما صار إثر هذه الرواية ما يصلح أن يكون كتباً بذاتها! •في “وجه النائم”، كيف واجهت فكرة مواجهة النفس العاصفة تحت ظل الصمت أو النوم؟ ــ وجه النائم كانت رواية قليلة الأحداث، لصالح التأمل. إحدى قوائمها هي فكرة النوم وحيوات الأحلام، والمسافة عن الواقع، فمن حيث يبدو النائم في منتهى سلامه وصمته وانقطاعه في عالمه، فإن عالماً آخر يحدث في رأس النائم! •إلى أي مدى شكّلت أبها وعسير فضاءك الأول للكتابة، وهل ترى أنك تحررت من سلطة المكان، أم أن الكاتب يظل أسير طفولته مهما ابتعد؟ ــ معظم كلماتي اليوم تدين في جذرها لنوعٍ خاص من الحياة الجمالية الهنيّة، تتصل مباشرة بعسير، بمعناها العميق، بجغرافيتها الفاتنة، بمدينة أبها وقراها وجبالها، بالعيش كما لو أنك في لقطة سينما، وأنت والطبيعة في سباق حميم وآسر! الجرأة الصادقة •هل تشعر أنك تحررت من سلطة المكان أم أن الكاتب يظل أسير طفولته مهما ابتعد؟ ــ تجردت من الثقل، قدر ما استطعت، وبقي المكان مجرداً وبهياً، وأنا في البهاء، وما أحلاه وأطيبه المكان في عيني الآن، من قريتي إلى مدينتي إلى بقاع الله. أما الطفولة وذاكرتها فهي في نفسي جميلة وحميمة بشكل خاص جداً، لأني من سن الخامسة كنت أذهب في أعمال الرعي والفلاحة، وتتناوب الحكايات والأجواء على كل مشهد قديم. ذاكرة طفولتي مليئة بالمطر، وهذا أكثر شيء أفتقده، وربما يكون هذا ما جعل الأمطار والرياح والشتاء وقصص الخرافة أقرب الأجواء السحرية لقلبي وعالمي إلى اليوم والغد، والعمر كله. •كتاباتك أثارت جدلًا واهتمامًا في وقت واحد؛ كيف تتعامل مع فكرة أن الكاتب يُحاسب على جرأته أكثر من نصّه؟ ــ الغريب أن هذا حدث معي بشكل مقلوب، كنت أحاسب على كلماتي، بينما كانت حياتي مليئة بالانفعال والتحدي والمجابهة. كانوا يتجنبون مواجهتي بوصفي شخصاً، ويذهبون لتأويل الكلمات، للطعن من وراء الأستار الجبانة، لم يجرؤ واحد – ولو واحد – أن يحدثني الوجه بالوجه، بل وعلى العكس المدهش، عاد أكثر من شخص للاعتذار وطلب الصفح، وجبنوا عن الاعتذار علانية. •هل ترى أن الجرأة شرط للإبداع، أم أن الصدق وحده كافٍ ليمنح النص قوته؟ ــ الجرأة الصادقة، ولنقل الاندفاع الحار، بلا حسابات. وكلما تقدمت في العمر ستحجم عن خوض هذا، ليس لأنك جبنت، بل لأنك فهمت، والكثير من الشؤون أقل بكثير مما أوليتها ذاك الاستحقاق! كن جريئاً في الذهاب للعمق الذي يصعب على هتاف العادي والمجاني أن يؤثر به أو فيه. الموهبة المذهلة •برأيك، هل استطاع الأدب السعودي أن يتحرر من القيود التقليدية، أم أن هناك خطوطًا حمراء جديدة فرضها الواقع الحديث؟ ــ الأدب السعودي في صدر المجلس ورأس المائدة. يحتاج لحركة أدبية واسعة، يحتاج أن يتحوّل لمفاهيم الاحتراف والصناعة، أي أن يكون مشروعاً شاملاً، بدءً من رؤيته وخطته وآليات عمله وحركته المستقلّة، وصولاً لنتائجه ومخرجاته، وهذا شيء لا يمكن للأدباء أنفسهم أن يفعلوه، إنه شأن أكبر وأضخم في مختلف نطاقاته وحقوله ومستوياته، وقد بدأ شيء من هذا يحدث ويبهج، منذ انطلاق الرؤية العظيمة قبل ثمان سنوات، وقيام وزارة الثقافة قبل سبع سنوات وإطلاق استراتيجيتها الرائعة، وهنا يلزم توجيه الشكر المستحق لوزارة الثقافة، ورؤساء الهيئات المعنية بحقول الأدب والثقافة، على كل الجهود النشطة، والآمال أن تذهب المرحلة القادمة إلى خبرات أكبر وأفضل، •ما الذي تعلّمته من مشوارك الطويل مع الكتابة؟ ــ تعلمت أولاً وأخيراً ودائماً الشيء الأهم في الكتابة، وهو القراءة. ألا أتوقف عنها، كل محاولة لكتابة شيء باهر وخلاب، كانت فوراً ترفع إصبعها نحو قراءات باهرة وخلابة، والعكس تماماً صحيح ودقيق، وأعرف أسماء من أجيال مختلفة كانت كتاباتها تحمل علامات الموهبة المذهلة، لكنها – أي تلك الأسماء – توقفت عن القراءة، توقفت عن التحصيل والتجربة وتطوير معارفها وقدراتها، والنتيجة؛ إما بقوا في خاناتهم القديمة، يعيدون تدوير ما كانوا قد كتبوه، دون المضي قدماً ولو بخطوة للأمام، وإما غادرتهم الكتابة كلها. صمتوا كلّياً، وهذا أغلب! كرة القدم والأدب •أصدرت مؤخراً (كتاب الحفلة) أدبياً عن كرة القدم. لماذا كرة القدم بالذات؟ ــ أحد الأسباب العديدة التي دفعتني لتأليف هذا الكتاب وإصداره، وقد ذكرت هذا في مقدمة الكتاب، هو سؤالك هذا، لكن بصياغة أخرى (لماذا تعالى – وما زال يفعل - الأدب العربي على كرة القدم؟)، وكنت قد قلّبت طولاً وعرضاً في آداب الوطن العربي، قديماً وحديثاً، إن كان هناك من ألّف كتاباً مخصوصاً بها، وعلى عكس الآداب الغربية، لم أجد سوى بضعة أعمال، استخدمت كرة القدم أو دارت حولها، وبالرغم من هذه الندرة لا أدري لو كانت جميعاً تتجاوز أصابع اليد، وفوق هذا لم تحظ بالاهتمام الكافي، للأسف. يمكن التلويح لتلك الرسالة الوحيدة، في صفحتين أو ثلاث، والتي وجهها محمود درويش للنجم الأرجنتيني مارادونا، عقب نهاية مونديال ٨٦م. هذه الرسالة وحدها هي التي راجت. ما فاجأني ويفاجئني أن مئات ومئات الأدباء العرب الذين عرفتهم، على نحو شخصي، من مختلف البلدان، مأخوذون بكرة القدم، وبعضهم حدّ التعصب، ثم لا تجدها في أعمالهم، إلا في سطور عارضة أو نص، هنا أو هنا. وهكذا رأيت أن أخوض هذا الغمار والمغامرة، وبكل حال لم يكن هذا هو الدافع المباشر، رغم جدارته. •حسناً، ما هي دوافعك المباشرة؟ وكيف ترى العلاقة بين الأدب وكرة القدم في تجربتك؟ ــ أولها وأهمها هو افتتاني التام بكرة القدم وعشقي الجارف لها، منذ أحلام صباي أن أكون لاعباً، وقد كنتُ لاعباً جيداً على مستوى الحارات، أو هكذا يقول لي رفقة تلك الأيام، وثانيها وعاشرها أني قرأت مبكراً أعمالاً أدبية عظمى عن كرة القدم، غيرت فكرتي عنها تماماً، مثل “كرة القدم في الشمس والظل” و “خوف حارس المرمى أمام ضربة الجزاء”، وغيرها. أما العلاقة بين الأدب وكرة القدم فالأصل أن العالم كله داخل الأدب، بمعنى أن الأدب يملك زاويته الضخمة والهائلة التي ينظر منها وبها إلى أي شيء في العالم، بوصفه خاماً للتعبير، ودونما أدنى ريب أن كرة القدم باتت في قلب عالمنا، في صميم عيشنا، ثقافاتنا، اقتصادياتنا، وفنوننا، وحتى في سياساتنا أحياناً، نحن البشر، وهي في هذا المكان المؤثر والساخن اليومي، منذ قرابة القرن من وجودها. أعني بهذا أنه ليس بوسع أدب، أي أدب، أن يقفز عليها. فيما يخص شكل العلاقة فهي ترجع للأديب نفسه، وكيف سيعبر عنها أو بها أو يستعملها في كتابته، مهما كانت! •أشرت للكتاب الشهير، أو الأشهر (كرة القدم في الشمس والظل) لإدواردو غاليانو، أين يقع كتابك منه؟ ــ وأشرت في المقدمة أن هذا الكتاب أثمر في جوّ غاليانو، لكنه ذهب لمناطق أخرى، ذهب للذاكرة والتأملات والفرجات الشخصية، وبقدر ما مضى الكتاب نحو الجمالي الباهر في حفلة اللعبة الكبرى ولقطاتها البديعة والمؤثرة، وحتى القاسية أحياناً، بقدر ما ذهب إلى تراب القرية والحارة وهدف المغرب، وأقصد الهدف الذي كان أي فريق يسجله بالتزامن مع أذان صلاة المغرب فإنه الفائز النهائي، ولو كان مغلوباً قبلها بألف! وهناك الكثير والكثير مما تحفل به ذاكرة السعوديين والعرب والعالم. الجَمالُ في التجربة •نعود إليك.. ما اللحظة التي تتمنى أن تعود إليها في حياتك؟ ــ كنت قد سألت الصديق العزيز جداً، الإنسان الرائع جداً، معالي الوزير، تركي الشبانة، هذا السؤال حرفياً، ومنذ سمعت إجابته المذهلة حفظتها واعتنقتها، قال كلمة واحدة: “غداً”، ويا لها من إجابة مدوّية! ومن يعرف “أبو خالد” عن قرب يعرف حقيقة كلمته هذه، وتحققها الدائم في سلوكه وعمله وسائر حياته. إذاً؛ نعم، اللحظة التي أريد العودة إليها هي الغد، المستقبل، بالضبط! •ما الذي تخفيه كتاباتك ولم تقله بعد؟ ــ هناك الكثير حقاً، وأمضي حثيثاً نحوه. قل معي “يا كريم”. •أيّ أثر تريده لكتابتك أن تتركه في القارئ بعد أن يطوي الكتاب؟ ــ أن يثير قلقه الجميل، سؤاله. أن يترك ولو جملة واحدة لامعةً في ذاكرته وحياته. •تقاعدت مبكراً من التعليم، وعوضاً عن الذهاب لمشروع مالي، أو البحث عن وظيفة بديلة، طرت لجامعة القاهرة لتعود لمقاعد الدرس، طالباً بالدراسات العليا لدرجة الماجستير في الأدب العربي. لماذا الآن؟ لماذا القاهرة؟ ما الذي تريده من الشهادة؟ هل أنت بحاجتها أصلاً؟ وفي الأدب! عم تبحث بالضبط؟ ــ الآن لأنه التوقيت الأفضل بالنسبة لي، حيث أذهب لمقعد الدرس لأجل المعرفة، مجردة من المطامح والانتفاع اللاحق، وصدقاً لا تعني لي الشهادات في ذاتها شيئاً، إنما الجمال كله في التجربة، في خوض الغمار، وألا يمرّ الوقت دونما اكتشاف، وأن أذهب للأدب فهو عالمي، وأريد النظر إليه بعينٍ أخرى، فحتى وإن كان معظم ما أدرسه قد قرأته قبل سنوات طوال، من قبيل الاطلاع والتأسيس، فإني أقرأه اليوم من جانب النظريات وتطبيقاتها، وأن تفعل شيئاً كهذا مرتين، في زمنين، بطريقتين مختلفتين، ففي هذا متعة لا مثيل لها! •لماذا القاهرة وجامعتها؟ القاهرة المدينة لا تحتاج العلاقة بها إلى تبرير، فهي في قلوب السعوديين جميعاً، أما جامعة القاهرة تحديداً فلأني أحبها، أحب أثرها ودورها العميق والعريق، يكفي أن تقابلك منحوتة طه حسين كل صباح بمدخل كلية الآداب. الكثير من الأسماء العظيمة التي قرأتها يوماً ما أمرّ بجوارها، بين الصور والكلمات والمآثر. ووسط كل هذا قوبلت بالترحاب والتقدير البالغين، من أول خطوة، حتى هذا الحين، وما سيأتي. صدّقني أن كل هذا ممتع وخلّاب وحيوي لحدّ لا آخر له، وهذا ما أريده، التجربة كلها، داخل وخارج الجامعة! هجمة مرتدّة •إذا طُلب منك أن تكتب رسالة قصيرة إلى عبدالله ثابت الشاب في بداياته، ماذا ستقول له؟ ــ ربما أقول له: مرحبا، أرأيت! الأمر يستحق كل ما حدث! •بعد هذه الرحلة مع الكتابة والجدل والحياة، ما الذي تخشى أن يضيع منك وما الذي تحرص أن يبقى؟ ــ لا أريد لعائلتي وأصدقائي أن يتعبوا أو يؤلمهم شيء. لا أريد أن للهفتي وفضولي تجاه الحياة وجمالها أن يهدأ. •لو أتيح لك أن تختصر تجربتك كلها في جملة واحدة تهمس بها للقارئ، ماذا ستكون؟ ــ إنها اقتحام، هجمة مرتدّة.