«عند الرهان تعرف السوابق»..

كتاب جديد عن الأميرة نورة بنت محمد.. رائدة العمل الاجتماعي والتنموي.

يأتي كتاب «عند الرهان تعرف السوابق» للكاتبة والباحثة الدكتورة عزيزة المانع توثيقًا لسيرة رائدة من رائدات التنمية الاجتماعية والعمل التطوعي في المملكة، هي الأميرة نورة بنت محمد بن سعود بن عبدالرحمن آل سعود، التي أسهمت عبر أكثر من ثلاثة عقود في تعزيز حضور المرأة في ميدان العمل الخيري والتنموي في مناطق عسير والقصيم والرياض. الكتاب الصادر عن دار مدارك حمل اهداء لافتا في صفحته الأولى: “هذا الكتاب إهداء لكل من يؤمن أن الوطن لا يعلو ولا يزدهر إلا بأيدي أبنائه”. وتوضح المؤلفة في مقدمته أن العمل جاء استجابة لحاجتين أساسيتين؛ أولاهما توثيق الجهود الريادية النسائية في وقتٍ كانت فيه تنمية المرأة تواجه تحديات مجتمعية، وثانيتهما سدّ فراغ في التأريخ للرواد والرائدات، حيث غلب التوثيق لأعمال الرجال على حساب ما أنجزته النساء من مبادرات وطنية. ترى المانع أن سيرة الأميرة نورة بنت محمد تمثل صفحة مضيئة من تاريخ العمل الاجتماعي في المملكة، إذ سخرت جهدها ووقتها في تأسيس مشاريع وبرامج تخدم المرأة والأسرة والمجتمع في مراحل دقيقة من مسيرة التنمية، حين كان العمل التطوعي النسائي محاطا بالكثير من الصعوبات. وتصف الكاتبة هذا الدور بأنه “قنديل ينشر شعاعه المضيء في الظلمات، مبرهنًا على أن حب الوطن يمكن أن يُترجم إلى عمل دؤوب يمطر خيرا تحيا به الأرض والناس”. يقع الكتاب في خمسة فصول، تتنقل بين السيرة الشخصية للأميرة نورة، وصور من العمل الاجتماعي في مناطق المملكة المختلفة. يتناول الفصل الأول حياة الأميرة الرائدة ونشأتها وسمات شخصيتها، فيما يعرض الفصل الثاني مشاهد من منطقة عسير في ثمانينيات القرن الماضي وما شهدته من جهود نسائية في العمل التطوعي. أما الفصل الثالث فيتوقف عند تجربة القصيم خلال التسعينيات والعقد الأول من الألفية الجديدة، ليرصد بعدها في الفصل الرابع ما تحقق في الرياض خلال العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين من تحولات تنموية واسعة. ويُختتم الكتاب بفصل خامس يضم شهادات معاصريها وزملائها في العمل ممن عرفوا الأميرة نورة عن قرب، وشاركوا معها في إنجازات اجتماعية وإنسانية خالدة، ومن أبرز الذين كتبوا تلك الشهادات: الأمير سلطان بن سلمان، والأميرة عادلة بنت عبدالله بن عبدالعزيز، ومعالي الدكتور ماجد القصبي، والدكتورة ثريا عبيد، والدكتورة هدى العميل، والدكتورة سعاد المانع، والكاتبة أميمة الخميس، والدكتورة فاطمة القرني، إلى جانب عدد من الأسماء البارزة في مجالات الفكر والإدارة والعمل الاجتماعي. وقدمت المؤلفة شكرها لسمو الأميرة نورة بنت محمد على ما وفرته من معلومات ووثائق، وتفضلها بمراجعة المسودات، كما وجهت شكرها إلى عدد من السيدات اللاتي أطلعنها على معلومات ومطبوعات تناولت سيرة الأميرة، ومن بينهن: عايشة حسين، شريفة محمد مناظر، فايزة حبتر، شعبانة زياد، أمينة بنت خراش، نوال العجاجي، الجوهرة الوابلي، لولوة النغيمشي، فوزية النعيم، وسن حجازي، وفاء التويجري، والجازي الشبيكي، وغيرهن من السيدات اللواتي أسهمن في إثراء المادة التوثيقية للكتاب. وتعترف الكاتبة في نهاية عملها بصعوبة المهمة التوثيقية نظرا لشحّ المصادر المكتوبة، واعتمادها على الروايات الشفهية والشهادات الفردية، إلا أن الكتاب رغم ذلك يشكّل إضافة مهمة لمكتبة التاريخ الاجتماعي السعودي، ويوثق لمرحلة مفصلية في مسار تنمية المرأة والعمل التطوعي، عبر نموذج وطني يستحق التقدير. بهذا الإصدار، تؤكد الدكتورة عزيزة المانع أن كتابة التاريخ لا تكتمل إلا بإنصاف الرائدات اللواتي أسهمن في بناء الوطن، وأن معرفة الحاضر لا تنفصل عن قراءة تلك البدايات التي أضاءت الطريق.